قبرص ....جمال نادر في جزيرة افروديت ربة الجمال
وهذه الانتكاسة أثرت على الثقة السياحية ’ التي توقع المراقبين بتحسنها أثناء نشوب الأزمة الحادة عام 2009 ولو بارتفاع قدره نصف في المائة وكذلك السنة الحالية. فقد وصل قبرص في الفترة ما بين يناير – ديسمبر من العام الماضي 14’2 مليون سائح ’ فيما وصلها 40’2 مليون زائر من نفس الفترة من العام 2008 ’ إذ وصلها في ديسمبر وحده من العام الماضي 201’66 ألف سائح بينما كان عدد سياح العام الذي سبقه من نفس الفترة يقدر ب 102’72 ألف زائر . وبمقارنة السنتين فان هناك انخفاض سياحي يقارب 2’8% . وإذا ما عرفنا إن قطاع الاقتصاد السياحي يشكل 12% من نصيب الدخل الوطني ’ فان أي تراجع في هذا الدخل يشكل تهديدا مباشرا للنمو والازدهار الاقتصادي والتنمية . ويزور قبرص غالبية سائحيها من الدول الأوربية ’ ونتيجة للازمة والركود في هذه البلدان فان الآثار انعكست سلبا على اقتصاد قبرص . ويشكل نسبة الانخفاض من القادمين من الوجهة البريطانية أعلى نسبة بلغت 3’10% من حجم سوق السياحة في بريطانيا ’ والتي تعتبر اكبر مصدر سياحي للجزيرة ’ حيث يفضلون قضاء عطلاتهم فيها ’ يليهم السياح الألمان بنسبة قدرها 8’7% ولكن الجديد في المؤشرات السياحية هو ارتفاع القادمين من اليونان حيث بلغت نسبتهم 2’3% أي بعدد بلغ 11381 ألف زائرا . ولكي تنتشل قبرص نفسها من هذه الانتكاسة السياحية وكابوسها ’ فان التوجه للسياحة الداخلية كان مهما ’ حيث ونتيجة للازمة أيضا ’ لم يغادر القبارصة للسياحة الخارجية ’ مما اقتضى إدارة الفنادق المحلية للتوجه لسياسة التخفيضات لتتيح لمجموعات من ذوي الدخل المحدود إمكانية تشجيع السياحة داخلية بأسعار معقولة في التكاليف والخدمة . لقد انخفض الرصيد الإجمالي من ناتج الدخل السياحي لعام 2008 بمعدل 5’3% والذي قدره مليار وسبعمائة وتسعون مليون يورو ( 5’2 مليار دولار أمريكي) بينما كان دخل العام 2007 مليار و850 مليون يورو (2.6 مليار دولار أمريكي ) . ومع انخفاض عدد القادمين في العام الماضي فان من المتوقع أن يكون الرصيد الإجمالي للدخل اقل بكثير مما نتوقع . وبشكل عام والسياحة بشكل خاص ظل الاقتصاد القبرصي ينكمش منذ الربع الأخير من عام 2008 بعد عقود من النمو المستمر والمزدهر . إن صراع القطاع السياحي مع تقلبات الوضع المالي العالمي يومئ بمخاوف زيادة البطالة ’ والتي بلغت نسبتها 7% أو أكثر من ذلك بقليل ’ إذ من المعروف إن نسبة البطالة في الجزيرة لم تتعد طوال العقود تلك بأكثر من 3-4% حتى في عز أزمة غزو الكويت وحرب الخليج الأولى ’ حيث يرتبط الاقتصاد القبرصي بترمومتر هزاز في أوروبا من جهة وفي بلدان الشرق الأوسط كله من جهة ثانية نتيجة علاقتها وموقعها الجيوبولتيكي . ومدى تأثره سياسيا واقتصاديا بظروف المنطقة المتقلبة والمتوترة باستمرار .


الصفحات
سياسة








