حدث تاريخي ....اوباما ومدفيديف يوقعان معاهدة ستارت الجديدة للحد من الاسلحة النووية

وبذلك تلتزم واشنطن وموسكو، اللتان تحسنت علاقاتهما بشكل ملحوظ منذ تولي اوباما السلطة مطلع 2009، بخفض عدد الرؤوس النووية الى 1550 رأسا لكل منهما، اي بانخفاض نسبته 74% مقارنة بالسقف الذي حددته اتفاقية ستارت الموقعة في 1991 والتي انتهت مدة سريانها مع نهاية 2009.

ووقع الرئيسان في براغ معاهدة ستارت الجديدة، ثمرة المفاوضات الثنائية التي عقدت في جنيف طوال اشهر.
وجلس اوباما ومدفيديف جنبا الى جنب لتوقيع معاهدة ستارت الجديدة التي تعتبر خطوة كبيرة على طريق تحسن العلاقات المتوترة بين البلدين.

ووصف اوباما في المؤتمر الصحافي الذي اعقب مراسم التوقيع، هذا الحدث ب"التاريخي" الذي فتح "صفحة جديدة" في العلاقات الروسية الاميركية.
وقال اوباما ان على البلدين اللذين يملكان معا اكثر من 90% من الاسلحة النووية في العالم ان يظهرا "مسؤولية اكبر".

واضاف اوباما ان الاتفاق "سيجعل الولايات المتحدة والعالم اكثر امانا".
من جهته اعلن مدفيديف ان المعاهدة "تسمح لنا برفع مستوى التعاون بين روسيا والولايات المتحدة" مؤكدا ان المفاوضات "لم تكن سهلة".

واضاف ان توقيع المعاهدة الجديدة سيفتح "صفحة جديدة" في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
واكد الرئيسان عزمهما على اتخاذ موقف حازم من ملف ايران النووي.

واعلن اوباما الخميس ان بلاده وروسيا ترغبان في ان تتحمل ايران "عواقب" موقفها من الملف النووي وتعملان على ان تفرض الامم المتحدة عقوبات "صارمة" على الجمهورية الاسلامية.
واضاف "ان الولايات المتحدة وروسيا من الدول التي تشدد على ضرورة تحمل الجمهورية الاسلامية عواقب عدم احترام تعهداتها".

وقال مدفيديف ان "فرض عقوبات دولية جديدة على ايران امر ممكن" في حال لم تبدد طهران الشكوك حول برنامجها النووي.
واضاف "للاسف لم تستجب طهران لاقتراحات بناءة للتوصل الى تسوية ولا يمكننا تجاهل ذلك".

واوضح "لا استبعد ان يدرس مجلس الامن الدولي هذه المسألة".
وتعتبر براغ، التي كانت خلال اربعين سنة من الحرب الباردة احد المراكز الحساسة في الصراع السوفياتي-الاميركي، مدينة رمزية حيث ان اوباما الذي نال جائزة نوبل للسلام 2009 القى فيها قبل سنة خطابا اعلن فيه رؤيته لعالم خال من الاسلحة النووية.

كما تم التقاط صور للرئيسين في قصر براغ امام العلمين الاميركي والروسي قبل بدء اللقاء الثنائي الذي اعقبه التوقيع الرسمي على معاهدة ستارت الجديدة في الساعة 10,35 تغ.

وفي الجانب الاميركي ضم الوفد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومستشار اوباما للامن القومي الجنرال جيمس جونز.
ولتصبح المعاهدة الجديدة نافذة، يتعين ان يصادق عليها على مجلس الشيوخ الاميركي ومجلس الدوما الروسي.

واضاف اوباما "اود العمل مع مجلس الشيوخ للمصادقة على هذه المعاهدة المهمة هذه السنة" معربا عن "ثقته التامة" في تحقيق هذه الغاية.
وشدد مدفيديف على ضرورة مصادقة البلدين "في آن" على المعاهدة الجديدة.

وتعكس معاهدة ستارت الجديدة انتهاء "توازن الرعب" وايضا الواقع الجيوسياسي الجديد حيث لا نفع للاسلحة النووية للتصدي للاعتداءات الدامية كتلم التي شهدتها نيويورك وموسكو.
وترى موسكو ان المعاهدة مناسبة لاعادة "التكافؤ" الاستراتيجي مع الولايات المتحدة بعد عقدين على انهيار الاتحاد السوفياتي.

لكن الكرملين يرى ان المعاهدة لن تكون "قابلة للاستمرار" الا اذا حدت الولايات المتحدة من دفاعاتها المضادة للصواريخ.
وقال اوباما انه يؤيد "حوارا جديا" مع موسكو حول هذه المسألة الشائكة.

وبعد اعتراضات روسية تخلت الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر عن مشروع الدرع المضادة للصواريخ في اوروبا الذي يقضي بنشر رادار في تشيكيا و10 صواريخ اعتراضية بعيدة المدى في بولندا.
واقترحت حكومة اوباما مشروعا جديدا بعد مراجعة التهديد البالستي الايراني. وخلافا لخطة ادارة بوش السابقة يرمي المشروع الجديد الى التصدي للصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.

وغادر مدفيديف براغ بعد ظهر الخميس في حين دعا اوباما مساء الى مأدبة عشاء 11 من قادة دول شيوعية سابقة انضمت الى حلف شمال الاطلسي. ويختتم اوباما زيارته الجمعة بعد محادثات ثنائية يجريها مع نظيره التشيكي فاكلاف كلاوس ورئيس الوزراء يان فيشر.
ولم يسجل اي حادث في العاصمة التشيكية التي شددت