نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :

التانغو" فوق حطام المنطقة

22/05/2025 - عالية منصور

واقع الديمقراطية في سورية الجديدة

09/05/2025 - مضر رياض الدبس

(سوريا بين حرب أهلية ومشاريع تقسيم؟)

05/05/2025 - عبدالوهاب بدرخان

دلالات التصعيد الإسرائيلي في سوريا

04/05/2025 - العميد المتقاعد مصطفى الشيخ

السياسة المزدوجة

25/04/2025 - لمى قنوت


حين يحول الابداع الموت الى حياة خالدة ...محمود درويش والطيب صالح وجهان لحقيقة واحدة




أصيلة - صوفية الهمامي - هل في احتفال أصيلة في موسمها الثقافي الحالي، وخلال يومين متتابعين بالراحلين محمود درويش والطيب صالح، وتخصيص حديقة لكل منهما تحمل إسمه من قبيل الصدفة أم يتضمن ذلك وعيا خاصا وعميقا من قبل القائمين على منتدى أصيلة بحقيقة أن التجربتين تشكلان وجهان لحقيقة واحدة، حتى وإن غلب الشعر محمود درويش في حين غلب السرد الطيب صالح.


من اليمين محمد بن عيسى والى جانبه محمد الاشعري وبعض المشاركين في ندوة درويش
من اليمين محمد بن عيسى والى جانبه محمد الاشعري وبعض المشاركين في ندوة درويش
وهل يمكن النظر في تجربة كل من الشاعر محمود درويش والروائي الطيب صالح، على أنهما تجربة واحدة بوجهين بمعنى أن ننظر الى كل منها على أنه مزروع في تجربة الآخر فيمكننا أن نعتبر محمود درويش ساردا كبيرا حين نتفحص قصائده، الطويلة بشكل خاص مثل "سرحان يشرب القهوة في الكافيتيريا" و "لماذا تركت الحصان وحيدا" و "سرير الغريبة" و"الجدارية"، على أنها نصوص شعرية مبنية على خارطة سردية مدروسة في بنيتها العميقة، وهي بنية غائبة غياب الهيكل العظمي داخل قوام الانسان ثم يجيء الشعر ليكسو هذا الهيكل السردي لحما وحياة وملامح خاصة، هذا الوجه الأول من المسألة.
أما وجهها الآخر فيتمثل في تجربة الطيب صالح الروائية، التي تبرز الخصائص السردية على نحو فني ساطع لتجعل الشعر يتحرك في مفاصلها ولغتها وصورها، حتى ان القارىء يرى جانبا كبيرا من تأثر الطيب صالح بالمتنبي وبالمعري أيضا، وهي الحقيقة التي التفت إليها الدكتور محي الدين اللاذقاني في مداخلته عن الطيب صالح وهذا ما جعلنا نقول بان تجربة الراحلين درويش والطيب صالج وجهان لحقيقة واحدة.
لقد صار مفرق الجماعات هذه المرّة مجمعا لعلمين كبيرين كل له فنه وشخصيته وتجربته. ولم تفت أصيلة استثمار هذا الغياب الفاجع للراحلين حتى جعلت الاحتفال بهما معا عنوان موسمها الحادي والثلاثين.
أصبح من الأكيد في أصيلة أن الموت لا يقف بالمبدعين داخل سور المقبرة، بل يقوم الابداع الخالد بتحويل الموت الى حياة مخلدا صاحبه مدى الحياة ومضيفا الى عمره الذي عاشه أعمارا مضاعفة على عمره الاول .




الشاعر السوداني الفاتح حمدتو يلقي قصيدته في أصيلة
الشاعر السوداني الفاتح حمدتو يلقي قصيدته في أصيلة
جدير بالذكر ان ندوتي الطيب صالح ومحمود درويش شهدتا حضورا مكثفا وشاركت فيهما كوكبة من النقاد والادباء العرب كمحمد الاشعري ومحمد برادة وعلوي الهاشمي وواسيني الاعرج وعادل قرشولي وصلاح فضل ويوسف زيدان ومحيي الدين اللاذقاني وهيفاء بيطار واحمد المديني ووفاء العمراني وعبد الوهاب بدرخان وخلود المعلا والنطوان رعد وطلحة جبريل ورئيس اتحاد كتاب السودان ومدير مركز الطيب صالح بالخرطوم
وقد أحيا الفنان مارسيل خليفة امسية خاصة باغانيه المأخوذة من قصائد درويش كما القيت قصائد شعرية خلال المداخلات أخرها للشاعر السوداني الفاتح حمدتو خصال مواطنه الطيب صالح الذي سماه في قصيدته اطيب الصلاح

صوفية الهمامي
الثلاثاء 11 غشت 2009