نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


خطط باهظة التكاليف لتحويل جنوب المتوسط إلى محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية




مدريد - سينيكا ترافانيين­ - تخيل مساحات لا متناهية من الصحراء الأفريقية مغطاة بمرايا لامعة متماثلة في أبعادها لتستقبل حرارة الشمس لتقوم منظومة من التوربينات البخارية بتحويلها إلى كهرباء


تتلقى الأرض من طاقة الشمس يوميا ما يستهلكه البشر من طاقة خلال عام
تتلقى الأرض من طاقة الشمس يوميا ما يستهلكه البشر من طاقة خلال عام
بعدها تعمل شبكة هائلة من الكابلات على نقل الطاقة لمسافات طويلة وصولا لأوروبا، التي ستحصل على كل ما تحتاج اليه من الكهرباء من الشمس ومصادر أخرى متجددة ومن ثم لا تحتاج لمحطات توليد الطاقة النووية أو أي شكل آخر من أشكال الطاقة الأحفورية الملوثة للبيئة.

حتى وقت قرب كان تصور كهذا أقرب للخيال العلمي، لكن الآن، المشروعات تجري بالفعل على قدم وساق لتحويله إلى واقع.

يقول خوان جيليرمو جيريرو المؤلف المعروف وخبير الطاقة الشمسية:" إن فكرة استيراد طاقة الشمس من أفريقيا ممكنة من الناحية التقنية إذا أمكن تحمل التكلفة".

ويوضح لويس كيسبو الأمين العام لرابطة شركات الطاقة الشمسية الأسبانية "بروترموسولار" ، قائلا، إن الإطار السياسي لمثل هذه المشروعات يتمثل في خطة الطاقة الشمسية لدول الاتحاد من أجل المتوسط الثلاث والأربعين.

وتهدف خطة الطاقة الشمسية لدول حوض البحر المتوسط 2008 إلى تحويل دول جنوب المتوسط إلى محطات لإنتاج الطاقة الشمسية ونقلها إلى دول المتوسط الأوروبية.

لقد تبنى الاتحاد الأوروبي، وكل دوله أعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، قرارا يحدد الإطار العام لمشروعات الطاقة مع الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

في الوقت نفسه، يجري إطلاق العديد من المبادرات الخاصة لاستيراد الطاقة الشمسية من أفريقيا لأوروبا.

وأضخم تلك المبادرات هي مشروع "ديزرتيك" الذي أطلقته ألمانيا ويوضف بأنه اكثر مشروعات الطاقة الشمسية طموحا في العالم. والمشروع يعيد تجميع الشركات الأوروبية وشركات شمال أفريقيا ومنها شركات عملاقة مثل "دويتش بانك" و"سيمنز" و"إيون" وشركة الطاقة الأسبانية "أبينجوا".

وفي تقدير العلماء أن الأرض تتلقى قدرا من الطاقة الشمسية يوميا يساوي ما يستهلكه البشر من طاقة خلال عام كامل.

تصور أن تغطية مساحة لا تتجاوز واحدا بالمئة من مساحة الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بوحدات استقبال الطاقة الشمسية، يكفي لتغطية احتياجات هذه الأقاليم ، بالإضافة إلى احتياجات أوروبا في الوقت نفسه.

وقال كريسبو لوكالة الانباء الالمانية (د. ب. أ) إن أسبانيا­إحدى الدول الرائدة عالميا في مجال استغلال الطاقة غير الملوثة للبيئة­تحصل على نحو 35 بالمئة من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة، تلك المصادر تشمل المياه والرياح والشمس والمخلفات البيولوجية.

وتغطي الطاقة الشمسية أقل من ثلاثة بالمئة من احتياجات أسبانيا من الكهرباء، لكنها في تزايد سريع الخطى، 14 محطة لانتاج الطاقة الحرارية الشمسية تعمل بالفعل، وتنتج ما يزيد على 500 ميجاو ات من الكهرباء، وهناك عشرات المحطات الاخرى يجري بناؤها أو التخطيط لبنائها.

أما أفريقيا بأسرها فلا تمتلك سوى عدد محدود من المحطات الشمسية بحسب كريسبو.

وأضاف أن أفريقيا لا تمتلك سوى ثلاث محطات لتوليد الطاقة الحرارية الشمسية، تعتمد بشكل جزئي على الغاز، وتلك المحطات موجودة في المغرب والجزائر ومصر .

ويقول المدافعون عن مبادرات الطاقة الشمسية، إن مشروعات مثل ديزرتيك لن تساعد فقط في تجنب أزمة الطاقة ومكافحة الاحتباس الحراري، بل ستحسن الاقتصادات الأفريقية، وستبنى جسور تواصل ثقافي عبر ضفتي البحر المتوسط.

وتهدف ديزرتيك لتوفير 15 بالمئة من الطاقة الكهربية التي تحتاجها أوروبا بحلول عام 2050 من الطاقة الشمسية ومحطات طاقة الرياح في أفريقيا والشرق الأوسط. والهدف الرسمي للاتحاد الأوروبي هو للحصول على 20 بالمئة من احتياجات الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020 .

وقال جيريرو لـ(د. ب. أ):"غير أن انتاج الطاقة الحرارية الشمسية في الصحراء، تصحبه مجموعة من المشكلات يتعين حلها، مثل الحصول على إمدادات المياه اللازمة لتشغيل المحطات".

وأضاف جيريرو أن البعض يرى أن الاعتماد على الطاقة الشمسية أمر في غير محله ذلك انه لا يمكن الحصول على هذه الطاقة إلا في حالة سطوع الشمس. ومع ذلك فإن الطاقة الشمسية يمكن تخزينها لنحو ثماني ساعات ويمكن استكمالها بمصادر أخرى متجددة.

ولا تتطلب مشروعات مثل ديزرتيك بناء شبكات هائلة من محطات الطاقة وخطوط النقل فحسب، وإنما تحتاج أيضا إلى تنسيق للتشريعات والمعايير في القارتين.

ويتعين لمثل هذه المشروعات أن تتعامل مع مشكلات سياسية كبرى، مثل العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر.

وقد تكون العقبة الكؤود أمام هذا المشروع الطموح هو التمويل، جيث قدرت ديزرتيك التكلفة بنحو 400 مليار يورو (520 مليار دولار.

ويشكك كريسبو في أن تتمكن دول الاتحاد الأوروبي والمستثمرون من توفير مثل هذا المبلغ.

كما أن "دول الاتحاد الأوروبي أبلغت المفوضية الأوروبية أنها تتوقع تغطية احتياجاتها" من الطاقة النظيفة دون الحاجة للاستيراد من أفريقيا.

لكن جيريرو يختلف مع وجهة النظر هذه، "إن إنتاج الطاقة الشمسية في أفريقيا سيكون أقل تكلفة بشكل كبير بمجرد بناء البنية التحتية لـ(عملية) النقل..والشركات الكبرى لديها من الأدوات ما يمكنها من الحصول على التمويل..إذا أرادت".

سينيكا ترافانيين­
الخميس 2 ديسمبر 2010