نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


دراما وطنية لبنانية....الحريري أثبت أنه رجل دولة بإعادة الإعتراف رسميا بالنفوذ السوري في لبنان




بيروت - حسن عبّاس – لا تزال زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري الى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد مثاراً لتحليلات ومواقف سياسية متباينة. فقد اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنها "مقياساً للنفوذ السوري المتجدد على لبنان"، فيما اعتبرها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مؤشراً على ان الحريري اصبح رجل دولة. في هذا الوقت اشتركت الصحف العربية في إشادتها بهذه الزيارة ومفاعيلها.


سعد الحريري ووالده ....تاريخ مثقل بالدم والتناقضات
سعد الحريري ووالده ....تاريخ مثقل بالدم والتناقضات
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى سوريا، مؤشراً لعودة النفوذ السوري الى بيروت، هذه الزيارة التي صوّرتها التعليقات الصحافية والبرامج التلفزيونية في بيروت على انها "نوع من الدراما الوطنية اللبنانية".

فقد تحدث روبرت ورث في مقالة كتبها عن "القائد الشاب الذي ارغم على مصافحة الرجل الذي يعتقد انه قتل والده، مما يذكر بتعلق المنطقة بالرمزية السياسية". ورأى في الزيارة "مقياسا للنفوذ السوري المتجدد على لبنان بعد اعوام من المرارة والصراع منذ انسحاب الجيش السوري عام 2005"، مذكّراً بأن الانسحاب جاء بعد اغتيال رئيس الوزراء سابقاً رفيق الحريري في تفجير بسيارة اعتقد كثر انه نفّذ بأمر من سوريا".

وقال ان "هذا الانسحاب شكل صفعة لهيبة سوريا وبدا وكأن سعد الحريري حظي بعدها بدعم العالم الغربي بأسره، بعدما انشأ حركة من اجل استقلال أكبر للبنان ودفع من أجل قيام محكمة دولية لقتلة أبيه. ومنذ ذلك الوقت اختارت الولايات المتحدة والغرب الشروع في حوار مع سوريا بدلا من عزلها، فيما تصالحت المملكة العربية السعودية مع السوريين في وقت سابق من السنة، بعدما دعمت الحريري وقتاً طويلاً وتنافست مع سوريا على النفوذ تاركة للسوريين يداً اكثر طلاقة لتوجيه السياسات في لبنان، كما فعلوا مرة".

واضاف: "لقد كان كل ذلك معلوما لاشهر، ولكن رغم ذلك كان من المهم جدا ان يقطع الحريري الجبال في زيارته الاولى الى دمشق منذ مقتل والده ويبدي احترامه لدمشق".

وبعدما ذكّر الكاتب بظروف زيارة وليد جنبلاط الى سوريا في الاسابيع التي اعقبت مقتل والده، "في اعتداء يعتقد ان سوريا نظمته"، لاحظ ان "الحريري وعلى غرار جنبلاط، امتلك خيارات قليلة، كان عليه ان يتصالح مع السوريين اذا اراد مواصلة دوره السياسي".

وقد اعتبر ورث انه من الصعب تبيان ما تنذر به الزيارة على مستوى العلاقات اللبنانية – السورية "فمن جهة، حقق الحريري احد ابرز اهدافه وهو رحيل الجيش السوري ولا احد يتوقع عودته، واقام البلدان علاقات ديبلوماسية هذه السنة، فيما تواصل المحكمة الدولية، التي انشئت عام 2005 تحت رعاية الامم المتحدة لمحاكمة قتلة الحريري الاب، عملها هنا وفي هولندا حيت مقرها، ويبقى في امكانها اتهام مسؤولين سوريين رفيعين رغم ان معظم المحللين يقولون ان ذلك يبقى اقل احتمالا على ما كان عليه قبل اربعة اعوام".

واشار الى ان "الجميع يتفق هنا على انه سيكون لسوريا مرة اخرى صوت نافذ لا جدل حوله في بيروت في المسائل المتعلقة بمواقف الحكومة من "حزب الله" الذي تدعمه سوريا رغم ان النفوذ لن يكون قاسيا كما كان خلال التسعينات (...) وللبعض هنا، يشكل ذلك تطورا كافيا، فيما يرى البعض الآخر ان رحلة الحريري عبر الجبال شكلت تنازلا مأسويا".

وانهى ورث تحليلة بشهادة لمايكل يونغ اعتبر فيها الأخير انه "اذا اعترف سعد الحريري او لم يعترف، تمثل الزيارة نكسة قاسية لكل ما حصل منذ 2005. اعتقد انه قام بذلك على مضض ولكنه لم يكن يملك خيارا على الاطلاق".
من ناحية أخرى، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ان رئيس الوزراء سعد الحريري "برهن بزيارته لدمشق انه رجل دولة يتكلم باسم لبنان وليس باسم مجموعة".

ففي لقاء مع عدد من الصحافيين بدعوة من "نادي الصحافة الاورو أميركي" اشار كوشنير الى "أن باريس لا تتبع سياسة واشنطن دائما بل يمكن احيانا ان تتبع واشنطن سياسة باريس".
وعلّق على "القبلة غير المتوقعة بين الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري" خلال زيارة الاخير لدمشق، ملاحظا "أن التاريخ يؤدي الى تقلبات وهي عديدة في الشرق الاوسط".

وقال "إنه متفائل في ما يتعلق بحكومة الحريري وأدائها لان سعد الحريري أصبح رجل دولة".
واضاف ان الحريري خلال زيارته لدمشق "لم يتكلم باسم طائفة بل تكلم باسم دولة"، مشيرا الى انه "لا يزال هناك العديد من المشاكل منها الوضع في جنوب لبنان وسلاح حزب الله وتسليح الجيش اللبناني"، وهي من "المواضيع المهمة" بالنسبة اليه.
واوضح ان السوريين المشهورين عادة بعدم احترام وعودهم قد وفوا بها في ما يتعلق بالمطالب الفرنسية المتعلقة بالملف اللبناني.

أما بالنسبة لتعليقات الصحف العربية، فقد رأت صحيفة "الثورة" السورية ان "اللقاء السوري - اللبناني هو العودة إلى الطبيعة واقتراب من حقائق العلم والتاريخ والجغرافيا"، معتبرة ان "ما كان في خلال الحقبة الماضية في علاقة البلدين هو الطارئ غير الطبيعي، غير المنطقي، وقد قام على الفرقة والتفريق، حتى أصبح القادم من خلف البحار يقرؤنا على شاشة حاسوبه طوائف ومذاهب وشيعاً وأحزاباً، معلناً نفسه أنه أقرب لبيروت من دمشق". واشارت الى ان "فتح دمشق صدرها وقلبها للبنان فهي الحقيقة التي عجزوا عن تزييفها، رغم ثقل ما رموه من مبيدات بين البلدين".‏
وقالت: "لن يصحّ إلا الصحيح، والصحيح أننا سوريا وأنه لبنان، وأننا الشعب الواحد في بلدين حرين مستقلين بوجودهما وقرارهما، ويؤكد ذاك انتماؤهما المشترك للعروبة".

من ناحية أخرى، اعتبرت صحيفة "تشرين" السورية ان "الحريري في دمشق ليس كرئيس لحكومة كل لبنان فقط وإنما كرئيس لتيار المستقبل وزعيم للأغلبية البرلمانية بالاضافة إلى كونه ابن رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وبهذه الصفات الثلاث سيرسي أسس مرحلة جديدة يأمل اللبنانيون والسوريون أن يعتمد فيها خطاباً سياسياً يركز على القواسم المشتركة ويعمل على تقليص مساحة التناقضات المفتعلة بهدف إزالتها"
وتطرقت صحيفة "الوطن" السعودية الى زيارة الحريري ومحادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد معتبرة انها "ترجمة لما نادى به خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت قبل أقل من سنة بضرورة التصافي والتصالح العربي – العربي، خدمة لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، حيث مازالت كلمته بالمناسبة تدوي إذ قال "إن خلافاتنا السياسية أدت إلى فرقتنا وانقسامنا وشتات أمرنا وكانت هذه الخلافات ومازالت عوناً للعدو الإسرائيلي الغادر ولكل من يريد شق الصف العربي لتحقيق أهدافه الإقليمية على حساب وحدتنا وعزتنا وآمالنا".
أما صحيفة "الراية" القطرية فقد وصفت زيارة الحريري بأنها تاريخية بحق حيث بددت العتمة التي لفت العلاقات السورية - اللبنانية وحولتها لاتهامات متبادلة تأرجحت بين شد وجذب عكر صفوها وتوقف عندها كل ما من شأنه أن يجعل من تلك العلاقات - التي كانت يوما علاقات ود ومحبة وتعاون -علاقات توترات كادت تعصف بكل ما بناه الشعبان وقياداتهما علي مر السنين الأمر الذي دفع يوما بالقيادة القطرية - بوعيها وقراءتها الصحيحة للواقع الراهن - لأن تكون حلقة وصل بين أطراف الصراع اللبناني فكان اتفاق الدوحة الذي مهد أرضية خصبة ووفر مناخا طيبا قاد في نهاية المطاف لحكومة التوافق التي وضعت حدا لنزيف سياسي لبناني حاد وجعلت من مثل هذه الزيارة أمرا ممكنا اليوم.


حسن عباس
الاربعاء 23 ديسمبر 2009