تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


ذكرى رينيه معوض تتحول الى دعوات للتخلص من سلاح حزب الله والتنصل من تفاهم الدوحة




بيروت - حسن عبّاس – رفض ميشال معوض نجل رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق فكرة التفاهم تحت تهديد السلاح كما شكك في الحفل الذي اقيم لاحياء ذكرى اغتيال والده بجدية الدعوات لالغاء الطائفية السياسية والحوار الوطني واعتبر ان "بنداً واحداً يجب ان يدرج على طاولة الحوار هو بند سلاح حزب الله والتوصل الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان" مضيفاً ان "اضافة اي بند آخر سيؤدي الى تعطيل النقاش حول هذا الهدف الاساسي" كما تنصل معوض ضمنا من اتفاق الدوحة "الظرفي" معتبرا ان اتفاق الطائف هو الذي يكرس الوفاق اللبناني وقد تم احياء الذكرى العشرين لاغتيال رئيس الجمهورية اللبنانية رينيه معوّض في قاعة الاونيسكو مساء اليوم و كانت الذكرى مناسبة لعرض شهادات حول مسيرته كرّسته شهيداً في "ثورة الأرز" قبل انطلاق "ثورة الارز" بحوالي ستة عشرة سنة، كما كانت مناسبة لاستعراض نجله ميشال معوّض موقفه من بعض قضايا السياسة اللبنانية.


ميشال معوض : الوفاق في الطائف
ميشال معوض : الوفاق في الطائف
وكان معوض قد انتخب في 5 تشرين الثاني 1989 مباشرة بعد توقيع النواب اللبنانيين على "اتفاق الطائف" الذي وضع حداً للاقتتال اللبناني الداخلي ووضع اسساً للنظام السياسي اللبناني ترعى تطبيقها قوى اقليمية ودولية عدّة. لكنه تعرض لعملية اغتيال بعد ايام من انتخابه في 22 من الشهر نفسه ايذاناً بدخول لبنان في مرحلة الوصاية السورية.
عرضت في المناسبة افلاماً تعرض شهادات لبعض رجال السياسة اللبنانيين حول مواقف الرئيس الراحل وحول معاني وتأثيرات اغتياله.
في فيلم بعنوان "لماذا رينيه معوّض؟" اشار رئيس الجمهورية اللبنانية السابق ورئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميّل الى انه كان "يتميّز باعتداله وانفتاحه المبدع والبنّاء" وان "اعتداله كان مبنياً على الشجاعة والإقدام" فقد "كان عنده الشجاعة للتعبير عن رأيه". وقال النائب بطرس حرب عنه انه "رجل ديمقراطي ورجل حوار منفتح" وانه "كان مؤهلاً لأن يقود مسيرة المصالحة".

من ناحيته، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع انه "لو بقي الرئيس معوّض حيّاً لم تكن لتجر انتخابات 1992، وكانت جرت سنة 1994، وكان انسحب السوريون الى مواقع استراتيجية عام 1992، وانسحبوا نهائياً عام 1997، وكانت بنيت الدولة على اسس سليمة". وقال انه "لو بقي رينيه معوّض كان لبنان ما بعد الحرب اقرب ما يكون الى لبنان يشبهنا". واشار النائب السابق فارس سعيد الى ان الرئيس معوّض "ارتكز على بناء الدولة في لبنان لا بناء دويلات في لبنان".
وفي فيلم تحت عنوان "الطائف الشهيد" قال البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير ان "كل رجل له تأثير وله نفوذ كان يتم التركيز عليه ويحذفونه من الوجود لأنه يعرقل مخططات ربما كان اعداء لبنان يعملون لتنفيذها". وذكر سمير جعجع انه في "كل الوقت الذي قضيته في الاعتقال كنت اقول لرينيه معوّض: "الحقّ عليك". لو بقيت لا انا ولا الوطن كنا في السجن... وكان الوضع مختلفاً".
وفي فيلم حمل عنوان "شهيد ثورة الأرز" قال مروان حمادة انه "لم نكن ندرك آنذاك اننا كنا نشهد اول استشهاد لبطل من ابطال الاستقلال الثاني". رأي ايّده سمير جعجع بقوله انه "من زاوية علمية تاريخية نستطيع اعتبار ان رينيه معوض هو اول شهيد فعلي لثورة الأرز".
واعتبر امين الجميّل، من جهته، ان "رينيه (معوض) اطلق ثورة الارز قبل ثورة الارز" فهو "استشهد في سبيل السيادة والحرية".

وفي فيلم ثالث، وتحت عنوان "المحكمة الدولية"، ذكر النائب نديم الجميّل، نجل الرئيس بشير الجميّل، انه "للاسف لم يجر تحقيق كامل عند وفاة بشير الجميل ورينيه معوّض. اليوم لأول مرّة في تاريخ لبنان سوف نعرف المجرم" معتبراً انه "معلوم تماماً ان يد الاجرام واحدة".
وبعد انتهاء بث الأفلام – الشهادات، والذي تخللته أغنيات وطنية ادتها الفنانة اللبنانية عبير نعمة، وعروض مسرحية منفردة تتحدّث بلسان "المجهول" المقصود به النظام السوري الذي لا يريد قيامة الدولة في لبنان، القى نجل الرئيس الراحل، ميشال معوّض، كلمة تطرّق فيها الى قضايا سياسية لبنانية عدّة، مركّزاً على انتقاد سلاح "حزب الله".
اعتبر انه "لا وطن ولا دولة ولا كيان دون وحدة الشعب ولا وحدة دون وفاق ولا وفاق دون مصالحة" مستعيداً ذات كلمات والده في ذكرى الاستقلال يوم استشهاده. وقال "نحن حريصون على الشراكة، الشراكة التي لا تستثني احداً كما قال رينيه معوّض" واشار الى ان الوفاق يكون في اتفاق الطائف وليس في تفاهم الدوحة، فالاخير هو "تفاهم ظرفي آني، هو تفاهم الضرورة لإنقاذ لبنان من الفتنة بعد اجتياح بيروت والجبل في 7 ايار".
معوّض اعتبر انه "لا تفاهم يفرض بقوة السلاح وبمنطق الإلغاء"، وان اتفاق الطائف "نظّم قواعد الصيغة والمشاركة المسيحية الاسلامية واكد على النظام الديمقراطي وعلى الحريات" مشيراً الى ان هذه المبادئ "لا نقبل بالمساومة عليها". وأكد على ان "الطائف يعني المناصفة" وانه لا يجب الانقلاب عليها عند كل استحقاق لا تلائم نتيجته البعض.
تحدّث معوض في كلمته عن الديمقراطية التوافقية معتبراً انها "وفق الطائف لا تعطي باي شكل من الاشكال حق الفيتو لاحزاب الطوائف مهما كان حجم تمثيلها". كما تحدّث عن الشراكة الوطنية التي قال عنها انها "هي خيار ارتضيناه ولا يمكن ان تتحول الى شراكة قسرية بقوة السلاح" قائلاً "اننا لن نقبل باي بحث او تعديل للطائف قبل تطبيقه وقبل بسط سلطة الدولة".

وتطرق الى طرح الغاء الطائفية السياسية معتبراً انه "طرح الغائي" في ظل وجود السلاح في ايدي البعض. واعتبر ان "بنداً واحداً يجب ان يدرج على طاولة الحوار هو بند سلاح حزب الله والتوصل الى استراتيجية دفاعية تحمي لبنان" مضيفاً ان "اضافة اي بند آخر سيؤدي الى تعطيل النقاش حول هذا الهدف الاساسي".
وقال معوّض ان اتفاق الطائف حصر السلاح بالشرعية اللبنانية، معتبراً ان عدم حصرية السلاح هو "انقلاب على الطائف واعادة انتاج لمعادلة الوصاية". مذكراً بان مقدمة الدستور تنص على ان الشعب هو مصدر السلطات "نعم الشعب وليس حزباً مهما بلغ شأنه". وبالتالي دعا الى احترام الكلمة التي قالها الشعب في 7 حزيران عندما دعاه البعض الى الاستفتاء على سلاحه. واشار الى "صوابية التحفظات" على البيان الوزاري التي سجلها بعض الوزراء المسيحيين على بند المقاومة.
كرس معوض لسلاح "حزب الله" القسم الاكبر من كلمته وقال ان "ما يحصل على الارض هو سباق تسلّح بين "حزب الله" واسرائيل" وان هذا السباق يتم خدمة لمصالح ايرانية بمعزل عن الصيغة اللبنانية والوفاق الوطني والشعب اللبناني والقرارات الدولية. وتساءل عمن يتحمل تبعات ومسؤولية الدمار والهجرة وانهيار الدولة وربما الكيان برمته إذا ما تم تدمير لبنان بسبب هذا الصراع موجهاً نقداً ضمنياً الى السيد حسن نصر الله دون تسميته بقوله "هل سنواجه كل ذلك بمقولة لو كنت اعلم؟".
معوّض اعتبر ان ثورة الارز باقية و14 آذار باقية بالرغم من الصعاب والتعطيل والسلاح. وتوجه الى حركة امل و"حزب الله" حول "المشروع الذي يأخذون اليه الشيعة" مذكراً بأن كل الطوائف حاولت الاستقواء بالسلاح وفشلت وبأن "السلاح في المحصلة لا يحمي لا السلاح ولا المكتسبات ولا الوجود".
واشار الى ان "المعادلة اليوم يريدونها اما الرضوخ للسلاح وإما العزل ولن نرضخ". وتأسف لمشاركة قيادات مسيحية في هذا المشروع في ظل انعكاسات التهجم على البطريرك صفير وطرح الغاء الطائفية السياسية اللذين ينعكسان على جميع المسيحيين. وشدد على انه "نحن ابناء كنيسة مار يوحنا مارون ابناء هذه الارض ومن هذه الارض لن نزول" متوجهاً للجميع بالقول "تعالوا الى كلمة سواء".



حسن عباس
الخميس 3 ديسمبر 2009