نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


روسيا وبريطانيا..صراعات التجسس والنفوذ والأموال المشبوهة




لندن/موسكو – تزدان المنازل الفاخرة بأعمدة رائعة الطراز ونوافذ ضخمة وواجهات لامعة مشرقة، وهي تقع جميعها في قلب العاصمة البريطانية لندن، وبعض الفيلات الكائنة في لندن تجعل البعض من روعتها يشعرون بشيء من الحسد .


الكثير من تلك العقارات الفاخرة لا تعود للبريطانيين ،لكن ملاكها من الروس . وتقول منظمة "كلامبك" الأهلية إن الأموال التي استثمرت في هذه المنازل الفاخرة ليست نظيفة دائما. وتسعى هذه المنظمة إلى استهداف عمليات غسل الأموال، من جانب أصحاب السلطة الذين حققوا ثروات طائلة في روسيا بطريق غير مشروع، وذلك من خلال تعقب العقارات باهظة الثمن التي يمتلكونها في الخارج بأموال مشبوهة. وتتسم العلاقات بين موسكو ولندن بعدم الانسجام ، فمثلا هناك أحداث تتعلق بالتجسس وقتل ألكسندر ليتفنينكو أحد منتقدي الحكومة الروسية بالسم عام 2006، وتسميم العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته عام 2018، ومن ناحية أخرى تضخ روسيا أموالا ضخمة في بريطانيا. وتقول البرلمانية البريطانية مارجريت هودج إن شراء العقارات هو أحد وسائل غسل الأموال، ودعت إلى توفير الشفافية ولكنها تتشكك في أن تفي الحكومة البريطانية بكل وعودها. وتوجه منظمات مثل "كلامبك" انتقادات بوجه خاص للعلاقات بين أصحاب رؤوس الأموال وكبار السياسيين البريطانيين، ولا يتعلق الأمر بالمال وحده ولكن بالنفوذ أيضا، وأحد الأمثلة على ذلك شراء المليونير الروسي ألكسندر ليبيديف صحيفتي الإندبندنت والإيفننج ستاندرد. ولا يزال يتعين على الحكومة البريطانية أن تصدر تقريرا برلمانيا حول النفوذ الروسي على السياسات البريطانية، ومن المتوقع أن يلقي التقرير أيضا الضوء على ما إذا كانت روسيا قد تدخلت للتأثير على الحملة الدعائية التي سبقت الاستفتاء على البريكزيت عام 2016 . ويتردد أن موسكو كانت مهتمة إلى حد كبير بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بهدف تقسيم أوروبا. ويتعرض رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نفسه لانتقادات، بسبب علاقته الوثيقة مع ليبيديف الذي كان جاسوسا سابقا لجهاز المخابرات السوفيتي السابق، حيث تم مشاهدة جونسون بعد انتخابه رئيسا للوزراء في حفل عيد ميلاد ليبيديف وفقا لما قاله الكاتب ليوك هاردينج المراسل السابق في موسكو، حيث كان جونسون يقف أمام الشقة الفاخرة التي يمتلكها ابن ليبيديف بالقرب من متنزه ريجينت. وعلى بعد بضعة منازل من المتنزه، يقع منزل ليوبوف تشرنوخين المصرفية الروسية السابقة، التي قدمت تبرعات كبيرة للحزب المحافظ الحاكم في بريطانيا، ثم حصلت على الجنسية البريطانية. وتعد قنوات مرور الأموال معقدة، خاصة وأنه انتهت الأوقات التي كان الأثرياء الروس يظهرون فيها وهم يحملون حقائب مليئة بالنقود لشراء العقارات. وباتوا منذ فترة طويلة يستخدمون شبكات معقدة من الشركات العاملة خارج الحدود وكذلك شبكات مصرفية في الخارج لغسل الأموال، وتدفقت كميات هائلة من الأموال إلى خارج روسيا لعدة أعوام، ووفقا لما قاله البنك المركزي الروسي أنه يتم إرسال المليارات من روسيا إلى الخارج كل شهر، وفي شهر كانون ثان/يناير الماضي وحده خرج من روسيا 3ر7 مليار دولار. وأحد أبرز النشطاء المناهضين للفساد في روسيا، هو ألكسي نافالني الذي يسعى باستمرار إلى تعقب مسار الأموال المشبوهة. وهو ينتقد حصول السياسيين وأصحاب الأنشطة التجارية على الملايين من مصادر غير معروفة، ثم يحولونها إلى الخارج عن طريق قنوات تشبه المتاهة، كما يدين "نفاق" أعضاء الحكومة الذين يقدمون أنفسهم على أنهم وطنيون في روسيا، بينما يرسلون الأموال إلى لندن وإلى أماكن أخرى في العالم. ومن هنا فإن الأثرياء الروس ليس لديهم ما يخشونه في بلدهم مع وجود ثقافة راسخة من الرشوة، وماداموا لا يتعرضون لغضب الكرملين. ودعت المعارضة الروسية السلطات في الدول الغربية في أن تنظر بشكل أكثر دقة في مصدر الأموال الروسية التي تصل إليها، وأن تتخذ إجراءات أشد في حالة اشتباهها في حدوث عمليات غسل أموال.

سيلفيا كوسيدلو وأولف ماودر
الاثنين 30 مارس 2020