نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


سرقات وخمور ونساء..السائح "الإسرائيلي القبيح" يغزو الإمارات





بات وصف "الإسرائيلي القبيح" شائعاً في إسرائيل، وذلك بسبب سلوك السياح الإسرائيليين في دول العالم المختلفة، ومؤخراً بدأ الإسرائيليون يثيرون الكثير من المتاعب في الإمارات كالسرقات والسلوك غير السوي، ما سبب حرجاً لقياداتهم. فماذا فعلوا هناك؟


بعد أشهر معدودة فقط من إبرام اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل الذي تقرر بموجبه أن يُسمح للسياح من الجانبين بزيارة الدولتين مندون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، قررت الإمارات بشكل مفاجئ إبطال القرار وتأجيل السماح للإسرائيليين بدخول أراضيها حتى مطلع شهر يوليو/تموز المقبل.
تقول الإمارات إن سبب تأجيل إعفاء الإسرائيليين من تأشيرة الدخول يعود إلى انتشار فيروس كورونا في البلاد وفي إسرائيل نفسها، لكن القرار يأتي أيضاً في ظل حالة استياء كبيرة في الإمارات نتيجتها سلوك السياح الإسرائيليين الذين قدموا إليها منذ إعلان تطبيع العلاقات ما يفتح الباب أمام مزيد من التكهنات عن سبب القرار.
ومنذ إعلان التطبيع منتصف شهر أيلول/سبتمبر الماضي زار دبي حسب إحصاءات إسرائيلية نحو 66 ألف سائح إسرائيلي، حصلوا على تخفيضات كبيرة في أسعار رحلات الطيران وكذلك الفنادق الإماراتية التي قدّمت لهم عروضاً كبيرة ومشجعة، تلك الفنادق التي سرعان ما بدأت تتعرف "السائح الإسرائيلي القبيح" من كثب.
"الإسرائيلي القبيح" ليس مجرد لقب جديد يجري تداوله في تل أبيب، فالسائح الإسرائيلي عرف على مرّ الزمن بأنه من أسوأ السياح حول العالم، ووصل الأمر إلى درجة أن فنادق في مصر ودول عربية مختلفة وأوروبية ترفض السماح للإسرائيليين بدخولها، أو على الأقل تفرض رقابة شديدة عليهم أثناء خروجهم خشية "السرقة" التي يعرف بها هذا السائح.
وبمجرد البحث على الإنترنت باللغة العبرية عن مصطلح "الإسرائيلي القبيح " يمكن تعرُّف مدى انتشار المصطلح في إسرائيل، تشير ويكيبيديا باللغة العبرية في التعريف عن المصطلح إلى أنّ "الإسرائيلي القبيح هو وصف يتصف به الإسرائيليون أفراداً ومجموعات تجاه شعوب دول أخرى، ويشمل السلوك على سبيل المثال: عدم التزام الدور أثناء الانتظار وإلقاء القمامة بالشوارع العامة واستخدام كلمات سوقية وقيادة السيارة بشكل غير لائق والتدخين في الأماكن العامة وتخريب البيئة".
"الإسرائيلي القبيح".. مصطلح يعرف كل الإسرائيليين
وبفحص سريع أجرته TRT عربي على منصات التواصل الاجتماعي تظهر صفحات عدةّ لمكافحة هذه الظاهرة باللغة العبرية، من ضمنها صفحة "نكافح ضد الإسرائيلي القبيح " وغيرها، ما يعكس الأزمة بشكل فعلي والحرج الذي يسببه الإسرائيليون لأنفسهم وحكومتهم أثناء السفر، وتحاول بعض الصفحات الترويج لصورة ثانية حول الإسرائيليين مغايرة لتلك التي عرفت عنهم.
ومع بدء سفر الإسرائيليين إلى دبي حذر الكثير من وسائل الإعلام العبرية من ظاهرة "الإسرائيلي القبيح" وما قد يعكسه من صورة عن الإسرائيليين، ووصل الأمر إلى درجة أن عممت وزارة السياحة الإسرائيلية ورقة على السياح الإسرائيليين الذين ينوون السفر إلى الإمارات تشرح لهم عن السلوك الذي يجب أن يسلكوه هناك، وتضمن ضرورة احترام الآخرين وحتى العمال الأجانب وقيادة السيارة بحذر وغيرها.
وكتب الصحفي الإسرائيلي رافي أوليئل مقالاً تحت عنوان "سكان دبي، الإسرائيلي القبيح في الطريق "، يقول فيه: "لا أدري تماماً كيف تشعرون لكنني بشكل شخصي لا أشعر بأي شعور إيجابي من تهافت الإسرائيليين إلى دبي"، مشيراً إلى أن "الإمارات سرعان ما ستتعرف الإسرائيلي القبيح بالتالي سوف تسأم منه بشكل سريع".
لم يدم الأمر طويلاً حتى بدأت صورة "الإسرائيلي القبيح" تظهر بشكل جلي في الإمارات العربية المتحدة، وكان أوّل ما أثار ضجة هو انتشار فيديو بشكل واسع النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي لصحفي يدعى عبد العزيز الحزرجي وهو يعرض بعض ما سرقه السياح الإسرائيليون من فنادق في دبي.
ويشير الصحفي إلى أن السياح الإسرائيليين سرقوا فوط الاستحمام وأباريق الشاي وعلَّاقات الملابس، وهو ما أثار غضباً عارماً في إسرائيل وحظي بردود فعل واسعة وأعاد إلى الواجهة من جديد ما كان حذّر منه كثيرون حول "الإسرائيلي القبيح".
فخ الإسرائيلي القبيح
لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد أثار سلوك السياح الإسرائيليين في الإمارات انتباه الطبقة السياسية وسبب لها حرجاً كبيراً، فقد سبق لوزير الخارجية غابي أشكنازي أن قال إن "الإسرائيليين في أحيان كثيرة لا يعرفون كيف يتصرفون"، مشيراً إلى وجوب بدء حملة "تسويق" نظراً إلى حساسية الموضوع.
من جانبها قالت وزيرة السياحة الإسرائيلية أوريت براكش هكوهن إن "وزارتها أعدت حملة واسعة النطاق تشرح من خلالها للسياح الإسرائيليين ما يفعلون وكيف يتصرفون في تلك الدولة المسلمة".
قبل نحو شهر نشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" خبراً مفاده أن السلطات الإماراتية اعتقلت سائحين إسرائيليين بتهمة تصوير منشأة حكومية في دبي من دون الحصول على إذن، وهو الخبر الذي أثار ضجة في إسرائيل وانقسمت حوله الآراء، ثم عمدت الصحيفة إلى حذف هذا الخبر على الفور، لكنه بقي منشوراً في عدد من المواقع العبرية ومنها موقع "روتر ".
بعد انتشار الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل نقلت مواقع عبرية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله خلال جلسة للحكومة: "يمنع منعاً باتاً أن نقع في فخ الإسرائيلي القبيح"، مشدداً: "أنصح بأن يجري فعلياً تجهيز حملة توضيح للإسرائيليين".
سرقة الغرف الفندقية
يقول أحد رجال الأعمال الإسرائيليين لصحيفة "يديعوت أحرونوت " العبرية: "منذ سنوات كثيرة أزور دبي ضمن عملي، الشهر الماضي وصلت إلى الفندق الذي دأبت على الإقامة فيه بشكل دوري هناك، لكنني فزعت عندما رأيت حراس الفندق يفتحون حقائب السياح الإسرائيليين ويفتشونها قبل خروجهم، كانوا يبحثون عن أشياء سُرقت من الغرف".
ويضيف: "رأيت بأم عيني عدداً من الأشخاص كانوا قد ملؤوا الحقائب بالفوط وأباريق الشاي وغيرها".
ويشير رجل الأعمال الإسرائيلي إلى أن هذه المشاهد ليست جديدة بالنسبة إليه؛ "ما كنّا نراه في تركيا قبل سنوات بدأنا الآن نراه في دبي بشكل أكبر، في إحدى الحقائب وجدوا جهاز إضاءة لا يتعدى ثمنه دولارات معدودة".
وفي تقرير جديد بعنوان "الإمارات مثل ماكدونالد بالنسبة إلى الإسرائيليين "، تشير صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه "منذ بدأت تنتشر التقارير حول سلوك الإسرائيليين في دبي، وصل إلينا الكثير من الشهادات التي تفيد بسرقة سياح إسرائيليين أغراضاً من فنادق في دبي".
وتضيف: "إلى جانب السرقات تفيد الشهادات بأن إسرائيليين كثيرين يتصرفون بشكل غير لائق في الفنادق والاحتفالات، ويتسببون بأضرار للسيارات الثمينة التي يستأجرونها، ويطهون في غرف الفنادق ويحاولون استهلاك الكحول من دون دفع ثمنه من خلال تعبئة الخمور في زجاجات المياه".
تقول الصحيفة: "مع قدوم عشرات الآلاف من الإسرائيليين فقط إلى دبي وصلت أيضاً أقلية من شأنها أن تسبب ضرراً بالغاً، وهي (الإسرائيلي القبيح الذي يتصرف بصورة غير محترمة)".
تشير عميلا لازروف وهي صاحبة شركة "خيار السفر"الإسرائيلية والخبيرة في أساليب الحياة الفاخرة في الإمارات ودول الشرق الأوسط إلى أن "الإسرائيليين باتوا بحاجة إلى دورس حول السلوك القويم قبل السفر إلى الدول العربية، دفع ثمن زهيد مقابل التأشيرة لا يعلم الأشخاص كيف يتصرفون في الدول التي يبتغون زيارتها".
انفجار وشيك؟
وتوضح: "سأكون كاذبة بشكل واضح إذا قلت إنهم (الإماراتيين) لا يتحدثون عنّا، إنهم يتحدثون بل إن الأمر قد ينفجر قريباً، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن كثيراً من الذين نتعامل معهم ليسوا إماراتيين، إذا لم نعدل سلوكنا وتعاملنا فسوف ندفع على ذلك ثمناً".
وتنقل الصحيفة عن أبو خالد وهو صاحب شركة سياحة مصري يعمل في دبي قوله: "لقد انتظرنا السياح الإسرائيليين بفارغ الصبر، كثير منهم طيبون ولكن جزءاً منهم لا يتصرفون باحترام ولا يعرفون أين يوجدون".
ويضيف: "قبل أيام جاء وفد إسرائيلي وطلب استئجار سيارة جيب فاخرة، وشرحت لهم كيفية التصرف بشكل واضح، لكن بعد ساعة واحدة جاءني اتصال يخبرني بأن الجيب قد انقلب في الصحراء بسبب القيادة غير اللائقة، لقد سببوا ضرراً بقيمة 20 ألف درهم، ثم أخذوا يصرخون فينا ويُبدون الغضب، لكنني أعرف كيف أتعامل مع الإسرائيليين ولا أجد حرجاً من رفع صوتي، ما دفعهم في النهاية إلى دفع المبلغ".
النساء وشرب الكحول
يقول صاحب مكتب سياحة إسرائيلي إنه "بات غير متشجع لبيع تذاكر السفر إلى دبي بخاصة للشباب، فسلوكهم هناك غير طبيعي أبداً، لا أعرف ماذا أقول لكنني خجل جداً".
ويوضح: "قبل أيام اتصل بي أحد الذين أعمل معهم في دبي، طلب مني تغيير الفندق الذي أرسلت إليه سياحاً إسرائيليين عدّة، ويقول إنهم كانوا يطهون الطعام في غرف الفندق رغم إخبارهم بأن ذلك ممنوع، لذا قررت إدارة الفندق طردهم".
في نفس السياق كانت صحيفة "هآرتس " العبرية كشفت عمّا يفعله الإسرائيليون في دبي، وتشير في تقرير إلى أنّهم "يشربون الخمور حتى الثمل، ويتهافتون على النساء والزنا".

تي ار تي - هاارتس
الاثنين 25 يناير 2021