نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


سميح شقير ينقلب على تجربة الأغنية الوطنية الملتزمة ويحتفي بالحياة في دار الأوبرا بدمشق




دمشق - راشد عيسى - اطل المغني السوري سميح شقير على جمهور دار الاوبرا في دمشق مع اوركسترا اوركيديا، التي يقدم معها باكورة أعماله الجديدة، التي ارادها المغني، على ما يبدو، وكما رآها الجمهور انقلابا على تجربته التي عرفت على المستوى العربي كاغنية وطنية ملتزمة فاول ما يلاحظه المرء هو الشكل الجديد لظهور شقير، الذي انطبع في الذاكرة محتضنا آلة العود، ليغني مع الناس قريبا منهم في ساحات التظاهرات والمهرجانات الوطنية


المغني السوري سميح شقير
المغني السوري سميح شقير
لكنه هذه المرة وضع آلة العود في مقدمة الخشبة، تدير ظهرها للجمهور ومن دون اي استعمال او تدخل لها في العزف، ليغني مع الاوركسترا ملوحا بيديه، او محركا جسده برقص خجول على انغام آلات موسيقية غربية.

واذا كان البعض قد فهم هذا الظهور اللافت لآلة العود على أنه اعلان موتها، وانقلاب للمغني عليها، فان شقير اكد لوكالة فرانس برس "حرصت على وجود العود كتكريم لمصدر عملنا، لكن عملنا هنا استوفي من دون أن يكون العود بيدي".

واضاف "تخليت عن الجانب الاستعراضي، فهو موجود كركيزة ومولد، فتجربتنا ليست مستوردة".

وحول ما اذا كانت التجربة الجديدة انقلابا بالفعل على تجربته السابقة في الغناء الوطني الملتزم قال شقير "لا شك أنها حالة انقلابية، لكن المتابع لشغلنا القديم يحس بأن هذا الجو كان موجودا، ولكن بتخديم أقل على مستوى الموسيقى والموضوعات".

واضاف "التجربة الجديدة تقدم مشهدا جديدا لما كنا عليه، مع أنها تطور طبيعي لأغنية تبحث عن نفسها ولا ترضى اطارا ثابتا".

شقير، وفرقة أوركيديا، اللذان قدما الأمسية تحت عنوان "مطر خفيف"، وصف التجربة على أنها "غناء أوركسترالي شفيف وعميق لموضوعات إنسانية قل تناولها، في محاولة لاقتراح إضافة على شكل ومضمون الأغنية العربية المعاصرة"

واضاف "نحن نعد لهذا العمل منذ سنوات، وهو عمل يحتفي بالحياة، ورغم اعتزازنا بارثنا من الأغنية الحماسية والوطنية نجد أن مدى الأغنية أوسع من ذلك، فأنا كإنسان أفتقد أغنية الحياة التي تختفي وسط الإيقاع الصاخب".

واكد "إصرارنا كمجموعة على القول إن باستطاعتا أن نرسم ولو كروكيات لحياة قادمة تنهل من اللحظة المعاشة لا ترتكز لا على التراث ولا على القوالب الجاهزة".

ومن بين أربعة عشر أغنية قدمها شقير، وكانت كلها من كلماته وألحانه، تميزت ثلاثة فقط بكونها قصائد للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهي "تنسى" التي افتتح بها أمسيته، و"شجر السرو" و"فكر بغيرك".

وردا على سؤال حول ما إذا كان درويش يشكل ضمانة للمغني للوصول إلى جمهور أوسع قال شقير "لسنا ممن يتعكز على درويش، فلطالما كان موجودا في إرثنا الثقافي، ومن حقنا المشروع أن نتعاطى مع أجمل ما قيل في العربية".

وعن كون معظم الأغاني من تأليفه وألحانه قال شقير "في العالم هنالك تجارب محدودة أخذت خصوصيتها من ميزة كهذه، بل وأخذت شهرتها بسببها".

ولدى سؤال المغني، الذي قدم أغنيات بعناوين "الطفولة" و"زعلان مني" و"جينا" و"الزفاف" و"دعوا المغني" و"مساكي" و"نسيم الروح" و"كون أنت"، عن ختامه بأغنية مشهورة من قديمه هي "لو رحل صوتي" في ما إذا كانت ارتجالا من أجل تفاعل أكبر من الجمهور، قال "ليس هنالك مجال للارتجال، فالاختيار كان مقصودا، فهذه هي الأغنية التي تغنى بعد انتهاء البرنامج حين يطالب الجمهور بالمزيد، وتكون قد هيأت له شيئا في جعبتك كهدية. ميزة الأغنية أنها تشكل جسرا بين ما هو موجود بذاكرة الناس والتجربة الجديدة، عدا عن كونها نهاية احتفالية".

الموسيقار ميساك باغبودريان، قائد الفرقة السمفونية الوطنية، علق على التجربة "لم أسمع شيئا من الكلمات ولا الغناء، وقد طغت موسيقى الأوركسترا عليهما، وإذا كنا نتحدث عن أغنية فمن الضروري أن تسمع الكلمات".

ورفض باغبودريان وصف "مطر خفيف" ب "الأغنية العربية المعاصرة"، موضحا "فلو حذفنا الناي والإيقاع والكلمات، هل تبقى مع ذلك عربية؟ إنها تقلد الأجنبي بالجاز أو الروك وغيره، خاصة مع وجود البيانو والدرامز والغيتار"

واوضاف "لكن حتى في السياق الأجنبي ليس هنالك إتقان، وهنالك روح ناقصة في الحفل".

الممثل عبد الحكيم قطيفان قال "ان سميح بذل جهدا كبيرا ولكنه لم يكن موفقا مع الفرقة، كان يفترض أن يستعين بأصوات غنائية أخرى".

أما الإعلامي أمجد طعمة فقال "إن ابتعاد سميح عن آلة العود قلل من حضوره"، فيما علقت فتاة من الحضور إن أجمل ما في الأمسية أننا اشتقنا لمحمود درويش

راشد عيسى
الجمعة 25 ديسمبر 2009