المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز
ولكن هل مهمة العلماء هي التدخل في سير العدالة أو اختيار جانب في النزاع للإيحاء للمحكمة للنظر للحقيقة بصورة أخرى؟
تجاوزت الأمور حدودها
السؤال وُجه لمارليس تر بورخ، صاحبة مبادرة الخطاب المفتوح ومن الموقعين عليه، التي تقول:
"لا يعتبر إرسال هذا الخطاب اختيارا لفريق في النزاع، ولكنا رأينا، بعد صمت طويل عن موضوع فيلدرز الذي لم نكن نود الخوض فيه، إلا أن الأمور قد بلغت الحد الذي لا يمكن السكوت عنده، إذ لا يمكن للمحكمة السماح لفيلدرز بالتقدم بشهوده لمحاولة إثبات أن الإسلام دين يدعو للعنف، في الوقت الذي يغيب فيه شهود الطرف الآخر المتضرر من مثل هذه الأقوال، وبعد أن تناولت وسائل الإعلام القضية بشكل يؤثر على تكوين صورة المسلمين ".
لا ترغب المجموعة المكونة من ستة علماء اختيار طرف في المحاكمة، ولكنهم يودون وبشكل واضح أن يلفتوا نظر المحكمة إلى أن ما يقوله خيرت فيلدرز يقع في باب التعميم المنافي للحقيقة، إذ أن القرآن لا يحتوي، حسب رأيهم، فقط على آيات الحرب والقتل ولكن على آيات تدعو للسلام والمحبة أيضا، مثله في ذلك مثل الكتب المقدسة الأخرى.
اللافت للنظر في القضية المرفوعة ضد فيلدرز أن الذي أمر بالملاحقة هو القضاء، وليس النيابة العامة كما هي جرت العادة. طلب خيرت فيلدرز استدعاء ثمانية عشر من الشهود لإثبات ما يراه حقيقة، وهو أن الإسلام دين عنف لا يعرف الرحمة. من بين الشهود أساتذة جامعيون ومختصون في القانون والديانة الإسلامية، ولكن بينهم أيضا محمد بويري، قاتل المخرج السينمائي تيو فان خوخ بسبب هجومه على الإسلام والإساءة للمسلمين كما قال أثناء محاكمته. سمحت المحكمة باستدعاء ثلاثة شهود فقط بينما غاب شهود الجانب الآخر المتمثل في الإسلام. وهو أمر تراه مارليس تر بورخ غريبا وفقا لسير الإجراءات في المحاكم.
فريقان من العلماء
بتقديم هؤلاء الشهود من جانب فيلدرز، والخطاب المفتوح الموجه للمحكمة من جانب مجموعة العلماء الداعين للنظر للجانب السلمي من القرآن يبدو وكأن هنالك مواجهة بين فريقين من العلماء، حول نفس الموضوع وهو القرآن والإسلام، ولكن مارليس تر بورخ لا تحبذ مثل هذه النظرة للموضوع، فالأمر ليس مواجهة بقدر ما هو محاولة للنظر للموضوع من جوانبه المختلفة، الأمر على درجة من ا لتعقيد، ففي خضم قضية جنائية يتحدث الناس ومنهم فيلدرز عن كشف الحقيقة، ولكن في هذا السياق بالذات من الصعب الحديث عن حقيقة واحدة، هنالك حقائق متعددة تأخذ حينا لباسا دينيا، سياسيا أو علميا.، تقول تر بورخ:
"بهذه الطريقة من السهل جدا تفنيد مزاعم فيلدرز، فهو يتحدث بفرضيات مطلقة وبصيغة التعريف، (الإسلام، القرآن)، في الوقت الذي نرى فيه أوجها متعددة للإسلام، كما إن تفسير القرآن يمكن أن يتم بطرق مختلفة، نحن كعلماء لا نريد الادعاء بأن الحقيقة التي نعتقدها هي الصواب وما عدا ذلك فهو خطأ، نحن نريد كعارفين ببواطن الأمور أن نقول بأن مزاعم فيلدرز خاطئة لأنها مطلقه: الإسلام سيء بالمطلق والقرآن يتطابق وكتاب كفاحي لأدولف هتلر".
التأثير في المحكمة
ولكن إلى أي حد تجدي خطوة هؤلاء العلماء في حمل المحكمة على استدعاء شهود آخرين لصالح الإسلام؟
ليس من الممكن الإيحاء للمحكمة أو حملها على إجراء محدد أو التأثير عليها من أي جهة كانت، كما أن المحكمة لم تعلق على استلام الخطاب ولا ما ستفعله به، ولكن الخطاب شكل بالتأكيد أرضية مناسبة لمجموعة (هولندا تعترف بالألوان) وهي مجموعة تمثل أنصار التعدد الثقافي في هولندا وقد قدمت نفسها للمحكمة كجهة متضررة من الأقوال والتصريحات التي أطلقها فيلدرز. في هذه الحالة يمكن لهذه المجموعة من ناحية فنية إرسال نسخة من الخطاب المذكور للمحكمة، كدليل مضاد لفرضيات فيلدرز المطلقة بشأن الإسلام والقرآن، بهذا يكون هؤلاء العلماء قد قدموا مساهمتهم لأجل التوصل للحقيقة من خلال المحاكمة المنتظرة للسياسي الهولندي اليميني خيرت فيلدرز
تجاوزت الأمور حدودها
السؤال وُجه لمارليس تر بورخ، صاحبة مبادرة الخطاب المفتوح ومن الموقعين عليه، التي تقول:
"لا يعتبر إرسال هذا الخطاب اختيارا لفريق في النزاع، ولكنا رأينا، بعد صمت طويل عن موضوع فيلدرز الذي لم نكن نود الخوض فيه، إلا أن الأمور قد بلغت الحد الذي لا يمكن السكوت عنده، إذ لا يمكن للمحكمة السماح لفيلدرز بالتقدم بشهوده لمحاولة إثبات أن الإسلام دين يدعو للعنف، في الوقت الذي يغيب فيه شهود الطرف الآخر المتضرر من مثل هذه الأقوال، وبعد أن تناولت وسائل الإعلام القضية بشكل يؤثر على تكوين صورة المسلمين ".
لا ترغب المجموعة المكونة من ستة علماء اختيار طرف في المحاكمة، ولكنهم يودون وبشكل واضح أن يلفتوا نظر المحكمة إلى أن ما يقوله خيرت فيلدرز يقع في باب التعميم المنافي للحقيقة، إذ أن القرآن لا يحتوي، حسب رأيهم، فقط على آيات الحرب والقتل ولكن على آيات تدعو للسلام والمحبة أيضا، مثله في ذلك مثل الكتب المقدسة الأخرى.
اللافت للنظر في القضية المرفوعة ضد فيلدرز أن الذي أمر بالملاحقة هو القضاء، وليس النيابة العامة كما هي جرت العادة. طلب خيرت فيلدرز استدعاء ثمانية عشر من الشهود لإثبات ما يراه حقيقة، وهو أن الإسلام دين عنف لا يعرف الرحمة. من بين الشهود أساتذة جامعيون ومختصون في القانون والديانة الإسلامية، ولكن بينهم أيضا محمد بويري، قاتل المخرج السينمائي تيو فان خوخ بسبب هجومه على الإسلام والإساءة للمسلمين كما قال أثناء محاكمته. سمحت المحكمة باستدعاء ثلاثة شهود فقط بينما غاب شهود الجانب الآخر المتمثل في الإسلام. وهو أمر تراه مارليس تر بورخ غريبا وفقا لسير الإجراءات في المحاكم.
فريقان من العلماء
بتقديم هؤلاء الشهود من جانب فيلدرز، والخطاب المفتوح الموجه للمحكمة من جانب مجموعة العلماء الداعين للنظر للجانب السلمي من القرآن يبدو وكأن هنالك مواجهة بين فريقين من العلماء، حول نفس الموضوع وهو القرآن والإسلام، ولكن مارليس تر بورخ لا تحبذ مثل هذه النظرة للموضوع، فالأمر ليس مواجهة بقدر ما هو محاولة للنظر للموضوع من جوانبه المختلفة، الأمر على درجة من ا لتعقيد، ففي خضم قضية جنائية يتحدث الناس ومنهم فيلدرز عن كشف الحقيقة، ولكن في هذا السياق بالذات من الصعب الحديث عن حقيقة واحدة، هنالك حقائق متعددة تأخذ حينا لباسا دينيا، سياسيا أو علميا.، تقول تر بورخ:
"بهذه الطريقة من السهل جدا تفنيد مزاعم فيلدرز، فهو يتحدث بفرضيات مطلقة وبصيغة التعريف، (الإسلام، القرآن)، في الوقت الذي نرى فيه أوجها متعددة للإسلام، كما إن تفسير القرآن يمكن أن يتم بطرق مختلفة، نحن كعلماء لا نريد الادعاء بأن الحقيقة التي نعتقدها هي الصواب وما عدا ذلك فهو خطأ، نحن نريد كعارفين ببواطن الأمور أن نقول بأن مزاعم فيلدرز خاطئة لأنها مطلقه: الإسلام سيء بالمطلق والقرآن يتطابق وكتاب كفاحي لأدولف هتلر".
التأثير في المحكمة
ولكن إلى أي حد تجدي خطوة هؤلاء العلماء في حمل المحكمة على استدعاء شهود آخرين لصالح الإسلام؟
ليس من الممكن الإيحاء للمحكمة أو حملها على إجراء محدد أو التأثير عليها من أي جهة كانت، كما أن المحكمة لم تعلق على استلام الخطاب ولا ما ستفعله به، ولكن الخطاب شكل بالتأكيد أرضية مناسبة لمجموعة (هولندا تعترف بالألوان) وهي مجموعة تمثل أنصار التعدد الثقافي في هولندا وقد قدمت نفسها للمحكمة كجهة متضررة من الأقوال والتصريحات التي أطلقها فيلدرز. في هذه الحالة يمكن لهذه المجموعة من ناحية فنية إرسال نسخة من الخطاب المذكور للمحكمة، كدليل مضاد لفرضيات فيلدرز المطلقة بشأن الإسلام والقرآن، بهذا يكون هؤلاء العلماء قد قدموا مساهمتهم لأجل التوصل للحقيقة من خلال المحاكمة المنتظرة للسياسي الهولندي اليميني خيرت فيلدرز