نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


صمت البرادعي وغيابه عن الانتخابات يزيد الشكوك في حدود دوره وقدرته على قيادة حركة تغيير




القاهرة - منى سالم - يثير غياب المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن الانتخابات البرلمانية المصرية بعد ان تجاهلت المعارضة دعوته لمقاطعتها، شكوكا في قدرته على قيادة "التغيير" الذي يدعو اليه.


محمد البرادعي
محمد البرادعي
وكان البرادعي (68 عاما) الهب لدى عودته الى بلده في شباط/فبراير الماضي، بعد عشرين عاما امضاها في الخارج، حماس الكثيرين في مصر باعثا بارقة امل في طريق ثالث يقود الى "الديموقراطية والعدالة الاجتماعية" وهما شعاران دافع عنهما بقوة لبضعة اشهر قبل ان يبدأ سلسلة رحلات خارجية ادت الى غيابه عن الساحة السياسية منذ قرابة ثلاثة اشهر.

وظل البرادعي صامتا منذ بدء الحملات الدعائية لانتخابات الاحد التي كان هاجمها بشدة معتبرا انها مجر "تمثيلية" من شأنها اعطاء شرعية زائفة لنظام الرئيس حسني مبارك (82 سنة) الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما.
واثار غياب البرادعي خصوصا منذ بدء الحملات الانتخابية مطلع هذا الشهر انتقادات عديدة له حتى بين مؤيديه.

وقال عبد الرحمن يوسف منسق "الحملة الشعبية لدعم ترشيح البرادعي ومطالب التغيير" وهي واحدة من مجموعات شبابية عدة تحلقت حول الدبلوماسي السابق ورأت فيه رمزا واداة للتغيير ان "الانتقادات الموجهة للبرادعي من داخل الحملة او من خارجها مقبولة ولا نرى فيها اساءة للرجل ونعتبرها شكلا من التصحيح والتصويب".

وتابع ان "وجهة نظر البرادعي انه يخدم التغيير سواء كان في الداخل او في الخارج في حين ان غالبية الناشطين من اجل التغيير يرون انه يخدم اكثر بوجوده في داخل مصر. لكننا نحترم اختياراته السياسية".
واكد ان الدبلوماسي المصري السابق سيعود الى القاهرة في "اوائل كانون الاول/ديسمبر المقبل".

غير ان يوسف مازال مقتنعا بأن مقاطعة الانتخابات التشريعية كانت الخيار الاصوب للمعارضة المصرية التي فضلت معظم فصائلها المشاركة باستثناء حزبين صغيرين هما حزب الجبهة الديموقراطية وحزب الغد.

ويؤكد الناشط الذي يقول ان مجموعته اصبحت متواجدة في عشرين من المحافظات المثرية الثلاثين ان "كل الدلائل تشير الى ان الاشتراك في هذه الانتخابات امر عبثي فنتائجها محسومة سلفا وبالتالي لا يوجد اي مبرر لاعطاء شرعية لهذه الانتخابات بالمشاركة فيها".

ومثلت مشاركة جماعة الاخوان المسلمين في الانتخابات التحدي الرئيسي لدعوة البرادعي كونها قوة المعارضة الرئيسية في مصر.

وتشكو الجماعة منذ عدة ايام من ان السلطات بدات في "تزوير الانتخابات مبكرا". الا انها ما زالت تدافع عن خيار المشاركة.

وقال المرشد العام للجماعة محمد بديع ان "قرار الاخوان خوض الانتخابات والاصرار على الاستمرار فيها وعدم الانسحاب منها يرجع الى انها الوسيلة السلمية الوحيدة للتغيير".

واضاف في تصريحات هذا الاسبوع لقناة الجزيرة القطرية ان "اصرار الجماعة على المشاركة في الانتخابات سوف يؤدي إلى كشف وفضح ممارسات النظام أمام العالم بأنه لا يحترم قضاءه ولا يحترم قانونه ولا دستوره".

وتابع ان "الانتخابات تمثل نافذة نطل منها على الشعب المصري ونعيش معه في دوائره لرفع صوت الاصلاح".

وجاءت دعوة البرادعي الى مقاطعة الانتخابات منسجمة مع مشروعه السياسي القائم على تغيير قواعد اللعبة من اساسها ورفضه المشاركة في انتخابات الرئاسة المقبلة في ظل القيود المفروضة على حق الترشيح بموجب تعديل دستوري اجري في 2005.

ويطالب البرادعي باصلاحات دستورية جذرية تتيح للمستقلين خوض السباق الى الرئاسة.
ويعتبر الخبير في مؤسسة كارنيغي الاميركية للسلام عمرو حمزاوي ان "الدعوة للمقاطعة كانت الاستراتيجية الصحيحة. لكن بما انها لم تلق الاجماع من قوى المعارضة الرئيسية كان ينبغي على حركة التغيير التي يقودها البرادعي التواجد على الاقل من خلال مراقبة الانتخابات".

ويضيف ان دور البرادعي "خفت وتراجع" مؤكدا ان "الخطأ الاكبر الذي ارتكبه هو انه لم يبق في مصر".
ويتابع "عندما يقول انه يريد التغيير ويمضي ثلاثة ارباع وقته في الخارج يظهر امام الناس وكأنه غريب ويثير تساؤلات عن مدى التزامه الشخصي".

منى سالم
السبت 27 نونبر 2010