نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص


صناعة الفخار في دمشق مهنة وفن وتراث




دمشق- تعد صناعة الفخار من أقدم الصناعات التقليدية في العالم وهي تشكل رابطاً بين الإنسان المعاصر وتلك الأحقاب الطويلة الماضية من تطور الإنسان وتقدمه وتزود الباحثين بالمعلومات التاريخية عن التتابع التاريخي لحضارات الشرق القديمة فهي من أقدم وأبقى مآثر الإنسان الحضارية


صناعة الفخار في دمشق مهنة وفن وتراث
وقد وفرت الطبيعة لسورية بما تضم أراضيها من ترسبات طينية ورملية المادة الأولية اللازمة لصناع الأواني الفخارية.. فمنذ غابر الأزمنة قام صناع الفخار الفواخيرية بتلبية احتياجات الناس من الأواني الفخارية اللازمة لاستعمالاتهم ولا تزال الأيدي الماهرة تنتج العديد من الأواني من قلل وأوان وقدور وصحاف وخواب فضلا عن أوعية الشتول المنزلية وأواني الشرب اليدوية الشربات.
وقد ذكر القاسمي في قاموس الصناعات الشامية أن بدمشق أسرة توارثت صناعة شقف أصص الشتول المنزلية هي أسرة الشقيفاتي وكذلك الأمر في أسرة الشرباتي التي كان يصنع أبناؤها شربات الماء التي درج الدماشقة على وضع ماء الشرب فيها أيام الصيف كونها أفضل من الأباريق الزجاجية التي لا تحفظ للماء برودته.. وكانت أسرة الفواخيري أيضاً من الأسر الدمشقية التي امتازت بهذه الحرفة وتوارثها أبناؤها ومهروا بها كابرا عن كابر وكان الفواخيرية والشقيفاتية والشرباتية يتجمعون في حلة الفواخير بالصالحية لتوفر التربة اللازمة لحرفتهم إلا أننا نجدهم في هذه الأيام يتواجدون وفي مناطق متعددة في مدينة دمشق وريفها وبخاصة بعد أصبحت التربة اللازمة لحرفتهم تستجلب لهم من مناطق متعددة في سورية.. ومن هذه المناطق التي تتواجد فيها هذه الحرفة منطقة الدحاديل والزبلطاني في مدينة دمشق ومنطقة داريا بريف دمشق.
وتعتبر الطينة العجينة في يد الفواخيري سهلة طيعة يشكل منها ما شاء من أشكال متعددة.. وهو عندما يعتلي منصة الدولاب يمتلك سيطرة مذهلة على عملية التشكيل فأصابعه تلعب بالعجينة في كل اتجاه.. والطينة تدور أمامه على قرص الدولاب.
ونجد من الفواخيرية في أيامنا من يزاول المهنة بأمانة وإخلاص ومن هؤلاء من يجد مكانة لائقة على الصعيد العالمي والمحلي أمثال عبد الغني الفاخوري بالدحاديل ويقصده العديد من الباحثين والزوار والسياح..وقد شارك في عدد من المعارض المحلية والدولية.
ولنتعرف أكثر على هذه الصنعة الشعبية القديمة علينا معرفة المكان الذي يصنع فيه الفواخيري تشكيلاته الطينية الرائعة.
الفاخورة اسم يطلق على مكان صنع الفخار وكان في دمشق حي يقع غربي الصالحية يعرف بحي الفواخير.. كان بهذا الحي حتى أواسط القرن العشرين نحو عشرين فاخورة ومن هذه الفواخير ما ضم أكثر من فرن لشي الفخار.. كفاخورة البحرة..وكان فيها كمية كبيرة من التربة الصالحة لعجينة الفخار.. كما كان فيها حوض كبير للترقيد.
أما فرن الفواخيري فهو عبارة عن موقد له فتحات في سقفه تتسرب وتندلع عبرها ألسنة اللهب إلى غرفة مغلقة بارتفاع نحو 170 سم والترابة التربة اللازمة للعمل قد تتوفر في المنطقة وقد تجلب من مقالع خاصة بها ومن هذه التربة ما كان باللون.. البني والرمادي الأسمر والزبدي الكاشف ولكل من هذه الترب خصائص مميزة لها.
فالتربة الكاشفة تصلح لصنع أواني الشرب من الفخار كالجرار والشربات لأن هذه التربة يدخل في تركيبها شيء من الرمل الأبيض أو تخلط به فتكون بها مسامات تسمح بالترشيح للحصول على التبريد.
وهذا النوع من التربة غالبا ما يوجد في وادي الفرات أما التربة الكامدة فهي أكثر خشونة والأواني المصنوعة منها أكثر سماكة.. وهي في صنعتها أقل دقة لقلة مطاوعتها أثناء التشكيل.. ويمكن الإفادة منها في صنع تشكيل القطع الفخارية الكبيرة التي تستوجب الشي بدرجات حرارة عالية تصل إلى 1000 درجة لذلك أدخلوا إلى هذا النوع من التربة ما يعرف بالترابة النارية التي تتحمل الحرارات العالية.
ويعمد الفاخوري بعد تهيئة العجينة إلى تقطيعها إلى كتل حسب حجم الإناء المراد صنعه ثم توضع قطعة العجين على الدولاب لتشكيلها حسب الآنية المطلوبة.
والدولاب عبارة عن أداة بسيطة لها مسند أفقي دائري يتحرك بواسطة دواسة يضغط عليها بالقدم فيتحرك دولاب يتصل بذلك الترس المسند فيدور أمام الفواخيري.
أما سرعة الدوران لذلك المسند فيتحكم بها الفواخيري حسب الضغط بقدمه على تلك الدواسة وفي بعض الفواخير استعيض عن القوة البشرية في تحريك الترس بقوة ميكانيكية تتحرك بدعسة أشبه بدعسة البنزين في محرك السيارة.
ويضع الفواخيري قطعة عجينة الطين على ترس مسند الدولاب ويشرع بتدوير المسند عبر تلك الدواسة ويعمل بكلتا يديه وبأصابعه العشرة بتجميع العجينة ثم فتحها وتشكيلها حسب الطلب من القعر وعلى الجوانب فإن كان الإناء بسيطاً كأس قدر طست فإن الإناء يكون من قطعة عجين واحدة أما توابع ذلك الإناء من مسكة أو قاعدة أو ميزاب أو عروة فإن هذه التوابع تكون مهيأة مسبقاً بفترة قليلة وقد جفت بعض الشيء.. فتضاف إلى الإناء بعد لحمها بمهارة فائقة ثم توضع بالفرن للشي.
وحال انتهاء الفاخوري من تشكيل القطعة على الدولاب يعمد إلى تزيينها بلمسات فنية وزخارف ومن ذلك إحداث خيط بارز أو محفور حول العنق أثناء الدوران.
وبعد الشي تخرج الأواني من الفرن وتزين بالدهان حسب الرغبة والأذواق المرغوبة في السوق والطلب عليها

وكالات - سانا
الجمعة 4 سبتمبر 2009