تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


ظهور وائل غنيم في ميدان التحرير يمنح ثورة الشعب المصري زخما جديدا




القاهرة - منى سالم - اكتسبت الانتفاضة المصرية زخما جديدا مع ظهور الناشط وائل غنيم الذي استقبل استقبال الابطال في ميدان التحرير وشهدت البلاد اضخم تظاهرات منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس حسني مبارك قبل 15 يوما فيما حاول النظام استيعاب الغضب المتصاعد معلنا تشكيل لجنة لتعديل الدستور.


الناشط وائل غنيم
الناشط وائل غنيم
وشارك مئات الالاف من المصريين في تظاهرة ميدان التحرير كما انضم مئات الالاف الى تظاهرة في ميدان سيدي جابر في شرق الاشكندرية، وهي اكبر تظاهرات منذ بدء الانتفاضة، بحسب صحافيي ومصوري وكالة فرانس برس.
وقرر المتظاهرون في الاسكندرية الاعتصام في ميدان سيدي جابر ليل نهار تضامنا مع المرابطين في ميدان التجريرير.

واحتشد الاف المتظاهرين حول وائل غنيم بمجرد وصوله بعد الظهر الى ميدان التحرير بصحبة والدة خالد سعيد وهو شاب مصري ضربته الشرطة في الاسكندرية حتى الموت في الطريق العام الصيف الماضي ما اثار موجة عارمة من الغضب دفعت غنيم الى تأسيس صفحة "كلنا خالد سعيد" على موقع الفيسبوك التي تضم اكثر من 650 الف عضو.

وقال مصور فرانس برس وشهود انه بمجرد ان رأى المتظاهرون وائل غنيم، الذي كان اول من اطلق الدعوة الى تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير، اخذوا يصفقون والدموع تنهمر من عيونهم ويهتفون "تحيا مصر تحيا مصر"، كما تعالت شعارات "الشعب يريد اسقاط النظام"، "الشعب يريد اسقاط الرئيس".

وافاد الشهود ان غنيم تحدث الى المتظاهرين قائلا: "لست بطلا، انتم الابطال، انتم الذين بقيتم هنا في الميدان".
واضاف "لازم تفضلوا مصرين على مطالبنا، علشان خاطر شهدائنا لازم نفضل مصرين على مطالبنا".

وتم الافراج عن وائل غنيم مدير التسويق الاقليمي لشركة غوغل في الشرق الاوسط وشمال افريقيا مساء الاثنين بعد ان احتجز 12 يوما في مقر جهاز مباحث امن الدولة التابع لوزارة الداخلية امضى 11 يوما منها معصوب العينين ولا يعرف شيئا عما يجري خارج مكان احتجازه.

وقال غنيم في مؤتمر صحافي عقده في ميدان التحرير وتحدث خلاله بالانكليزية الى مراسلي وسائل الاعلام الدولية "الاخوان المسلمون لم ينظموا التظاهرات" مؤكدا "اننا جميعا شباب الفيسبوك".
وقال"احب ان اسميها ثورة الفيسبوك ولكن بعد أن رأيت الناس الان فانني اقول انها ثورة الشعب المصري، انه لشيء مدهش".

وتابع "المصريون يستحقون حياة افضل، اليوم احد احلامنا تحقق وهو ان نتجمع معا او نصبح يدا واحدة من اجل شيء نؤمن به".

وكان وائل غنيم ظهر على شاشة قناة دريم2 المصرية الخاصة، بعد اقل من ثلاث ساعات من خروجه فبكى وابكى ملايين المصريين معه مشعلا غضبا جديدا في القلوب عندما عرضت على الشاشة صور شبان وشابات من ضحايا القمع الامني للتظاهرات.

وقال وائل غنيم وهو ينتحب "الى كل ام واب فقد ابنا او ابنة (...) والله العظيم دي مش غلطتنا دي غلطة كل واحد متبت (اي متشبت بالعامية المصرية) في الكرسي ومش عايز يسيبه (اي يتركه)"، في اشارة الى الرئيس المصري حسني مبارك وكبار المسؤولين في نظامه.

واضافة الى معلومات تنشرها الصحف المحلية عن ثروات بالمليارات راكمها وزراء ومسؤولون سابقون بمن فيهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي، ساهمت الشهادات عن العنف الذي استخدمته اجهزة الامن مع المتظاهرين في تعاطف شعبي واسع مع مطلب الشباب برحيل الرئيس المصري.

وروى احد اكبر جراحي القلب في مصر، الطبيب طارق حلمي، على قناة دريم2 كيف انه عالج فتى في الثالثة عشرة من عمره وبعض بضع ساعات راه مرة ثانية مقتولا برصاصة في رأسه واكد كذلك ان العديد من مصابي ميدان التحرير يوم الثاني من شباط/فبراير، الذي بات المصريون يطلقون عليه "الاربعاء الدامي"، راوحت جروحهم بين فقأ احد العينين وكسور في الارجل والاذرع اضافة الى المصابين بالرصاص المطاطي والرصاص الحي.

ولليوم الخامس عشر على التوالي، لا يزال المعتصمون المناهضون للرئيس حسني مبارك والمطالبون برحيله في ميدان التحرير ويؤكدون تصميمهم على البقاء حتى رحيل مبارك وتضامنهم مع مطالب الشباب الرافضين لنتائج الحوار الذي تم بين نائب الرئيس عمر سليمان وممثلين للمعارضة المصرية وخصوصا الاخوان المسلمين.

وشهدت مدن الاسكندرية والمنيا وسوهاج واسيوط والمنصورة والسويس والاسماعيلية تظاهرات شارك فيها نحو عشرات الالاف من الاشخاص.

واعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الاميركية غير الحكومية المدافعة عن حقوق الانسان ان 297 شخصا على الاقل قتلوا خلال الاحداث الاخيرة في مصر، الا انها حذرت من ان هذه الحصيلة قد تكون اعلى.

وقالت المنظمة ان الغالبية العظمى من القتلى سقطوا في الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من كانون الثاني/يناير اثر اصابتهم برصاص حي خلال مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للرئيس المصري حسني مبارك.

وفي تطور لافت، تقدمت مجموعة من الشخصيات القبطية بمذكرة الى نائب الرئيس المصري عمر سليمان يطلبون فيها المشاركة في الحوار الوطني الذي بدأه مع عدد من قوى المعارضة المصرية.

وقال النشطاء، ومن بينهم رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان نجيب جبرائيل ومنسق التيار القبطي العلماني كمال زاخر واستاذ القانون ايهاب رمزي، في مذكرتهم انه "لما كان اقباط مصر قد عانوا مناخا شديد الظلم (..) ما ادى الى اقصائهم عن المشاركة في صنع القرار، فاننا نرجو تحديد موعد لطرح رؤية النشطاء الاقباط من خلال قاعدة المشاركة الوطنية المصرية".

ويطالب الاقباط، الذين يشكلون ما بين 6% و10% من ال 80 مليون مصري، بتعديل المادة الثانية من الدستور التي تنص على ان "الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع".

وكان الرئيس المصري السابق انور السادات ادخل في العام 1980 تعديلا على المادة الثانية من الدستور لتصبح الشريعة "المصدر الرئيسي للتشريع" بعد ان كانت في النص السابق "احد مصادر التشريع".

وفي اطار المساعي لاستيعاب النقمة الناتجة عن قمع التظاهرات، اصدر الرئيس المصري قرارا بتشكيل لجنة "تتولى دراسة وإقتراح ما تراه من التعديلات الدستورية للمواد 76 - 77 - 88 وغيرها من المواد الأخرى اللازمة لتحقيق إصلاح سياسي وديموقراطي يلبي طموحات أبناء الشعب في مجال الإنتخابات الرئاسية وما يرتبط بها من أحكام، وما تتطلبه التعديلات الدستورية المقترحة من تعديلات تشريعية لبعض القوانين المكملة للدستور ذات الصلة".

وتطالب المعارضة بتعديل المادة 76 لالغاء القيود التعجيزية بشروط الترشح لرئاسة الجمهورية والمادة 77 لتحديد مدة البقاء في الرئاسة بحيث لا تتجاوز ولايتين وبالعودة الى النص في المادة 88 على الاشراف القضائي الكامل على الانتخابات.

وتضم اللجنة، بحسب القرار، عشرة اعضاء كلهم من كبار القضاة في محكمة النقض والمحكمة الدستورية العليا ومجلس الدولة اضافة الى خبراء قانونيين.

ويقضي القرار بان "تنتهي اللجنة من مهمتها في ميعاد اقصاه اخر شهر شباط/فبراير الحالي وترفع الى نائب رئيس الجمهورية تقريرا بالنتائج التي اسفرت عنها واقتراحاتها بشأن التعديلات الدستورية والتشريعية اللازمة وذلك للعرض على رئيس الجمهورية لاتخاذ ما يلزم لطلب تعديل الدستور".

وصرح نائب الرئيس المصري عمر سليمان في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية بان "الرئيس مبارك يؤيد التداول الحقيقي للسلطة" ولكن لا بد من التفكير في "مواصفات وتوجهات" الرئيس المقبل للبلاد.

واضاف ان "ثورة الشباب كان لها ايجابيات ولكن لا يجب ان ننزلق الى سلبياتها ونحن حريصون على المجتمع المصري كما ان الاثار والضغوط لن تكون ابدا في مصلحة المجتمع لكنها دعوة الى المزيد من الفوضى وخروج خفافيش الليل لترويع المجتمع".

من جانبه، دعا البيت الابيض الى اتخاذ خطوات "فورية" و"لا رجعة فيها" باتجاه تطبيق الاصلاحات في مصر، الا انه قال انه لن يصدر تعليقات على جميع الخطوات التي تتخذ باتجاه التغير السياسي.

واعلن البنك المركزي المصري الثلاثاء انه تدخل لأول مرة منذ عامين في سوق صرف العملات الأجنبية اليوم حيث قام بضخ كميات كبيرة من الدولار الأميركي وذلك بعدما تأكد من وجود مضاربات منذ الصباح الباكر لتحقيق مكاسب وقتية لصالح المضاربين ما كاد أن يلحق خسائر كبيرة بسعر الجنيه المصري.

منى سالم
الاربعاء 9 فبراير 2011