نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


فيضانات باكستان تلهم ساركوزي فكرة إنشاء قوة كوارث أوروبية




بروكسل/باريس - ديتر ايبلينج و أولريكه كولترمان - ­لم يستطع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المنتجع الذي يقضي فيه عطلته في كوت دازور، جنوبي فرنسا، التزام الصمت أطول من ذلك حيال كارثة الفيضانات في باكستان والبؤس الذي يواجهه ملايين البشر هناك ،وفي مناطق أخرى من العالم جراء الكوارث الطبيعية.


فيضانات باكستان تلهم ساركوزي  فكرة  إنشاء قوة كوارث أوروبية
ورغم أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أكبر جهة مانحة لباكستان خلال كارثة الفيضانات، بما قدمه من أكثر من 72 مليون يورو كمساعدات من المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بالاتحاد، إلا أن الرئيس الفرنسي يرى أن ذلك لا يكفي مما دفعه لكتابة خطاب من مقر عطلته الصيفية يؤكد فيه استعداد الجنود الفرنسيين لنقل مساعدات إغاثة لباكستان في إطار قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ورأى ساركوزي أن الاتحاد الأوروبي بحاجة بعد الزلزال الذي ضرب هايتي والحرائق الواسعة في روسيا وفيضانات باكستان إلى "رد فعل أوروبي حقيقي على هذا النوع من الأزمات".

وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستتقدم قريبا بـ "اقتراحات تصب في هذا الاتجاه" حسبما ذكر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو.

وقال المتحدث باسم المفوضة الأوروبية لشؤون التعاون الدولي والمساعدات الإنسانية كريستالينا جيورجيفا، في بروكسل اليوم الاثنين إنها قطعت عطلتها نظرا للوضع المأسوي الحالي في باكستان.

أما عن انتقادات ساركوزي غير المباشرة لمستوى المساعدات الأوروبية فقال المتحدث:"حسبما أعلنت جيورجيفا بالفعل في شباط/فبراير الماضي ،فإنها بصدد إعداد حزمة من الاقتراحات لتحسين رد فعل الاتحاد الأوروبي على الكوارث".

وأكد المتحدث أن ورقة الاقتراحات "ستقدم فور انتهاء العطلة الصيفية".

ولطالما فشلت اقتراحات أوروبية مشابهة مرارا في هذا الشأن حيث أراد سلف ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، عقب كارثة تسونامي، أواخر عام 2004، ضرورة تشكيل قوة تابعة للأمم المتحدة لمواجهة الكوارث ولكن هذه الفكرة لم تتبع بإجراءات عملية.

كما أعد ميشيل بارنيير، وزير الزراعة الفرنسي انذاك أعد تقريرا بشأن التحسين الذي تراه فرنسا ضروريا للأداء الأوروبي في الإغاثة في مواجهة الكوارث. ولكن ذلك لم يتعد مجرد تقديم وعد بتحسين التعاون مستقبلا وبشكل أوثق بين الحكومات والمفوضية.

على أية حال، نشأت قوة احتياط أوروبية من تسع طائرات إطفاء أوروبية للمشاركة في إطفاء الحرائق التي تصيب فرنسا وإيطاليا واليونان وأسبانيا كل عدة أعوام.

وليس من الواضح ما إذا كان ساركوزي يفكر في إجراءات أكثر من الموجودة بالفعل منذ زمن حيث تعتبر الهيئة الأوروبية للمساعدات الإنسانية وهيئة الحماية ضد الكوارث التي تبلغ ميزانيتها السنوية 700 مليون يورو والمركز الأوروبي للرقابة والمعلومات الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية.

ورغم أن هاتين الجهتين غير مخولتين بإعطاء الأوامر لقوات بالتحرك لإغاثة المناطق المنكوبة إلا أنها تنسق القوى الوطنية التي يختلف تنظيمها بشكل بالغ.

ورأى ساركوزي أن الإغاثة الأوروبية لابد أن ترتكز على هاتين الجهتين.

عادة ما يتم تكليف منظمات غير حكومية بتوزيع المساعدات، هناك الكثير من المنظمات التي تتنافس على القيام بهذا الدور بالإضافة إلى جهات شبه حكومية مثل هيئة "تشنيشه هيلفسفيرك" الألمانية التي تخضع للإشراف الحكومي، بالإضافة إلى قوات الجيش التي تعمل في إطار قوات حلف شمال الأطلسي "ناتو".

ومن الممكن، من الناحية النظرية، تشكيل قوة أوروبية خاصة بمثابة "قوات متطوعة" تابعة للاتحاد الأوروبي حسبما نصت عليه اتفاقية لشبونة خريف عام 2011. ولكن ربما كان ذلك غير ممكن من الناحية العملية حيث يشكك البعض في مدى كفاءة مثل هذه القوات المنوط بها أداء مهام صعبة بالفعل.

وتعتبر فيضانات باكستان مبررا جيدا لإثارة هذا النقاش من جديد حيث يواجه حلف الاطلسي فيها حربا ذات أهمية جوهرية ضد جماعة طالبان الأفغانية، كما أن استقرار هذه الدولة الإسلامية النووية داخليا يعتبر ذا أهمية بالغة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.

كان ساركوزي استقبل نظيره الباكستاني آصف علي زرداري مطلع آب/أغسطس الجاري ، حيث ناقش معه سبل مكافحة الإرهاب ، ويرى الرئيس الفرنسي في باكستان عميلا محتملا لشراء مفاعلات نووية فرنسية.

ديتر ايبلينج و أولريكه كولترمان
الاثنين 16 غشت 2010