
ديفيد ريتشاردز رئيس أركان الجيش البريطاني
تجفيف منابع الإرهاب
صحيح أن الجنرال البريطاني الذي قاد قوات الناتو في أفغانستان ردحا من الزمن شدد على خطورة القاعدة على الأمن القومي البريطاني ودعا لاحتواء هذه المخاطر بدلا عن السعي لهزيمة القاعدة وتبني سياسة تجفيف منابع الإرهاب الأصلية. كما انه حذر من أن نشاط القاعدة الحالي في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال لن يتوقف عن حدود هذه الدول الضعيفة، وتنبأ بأن يستمر الصراع ضد القاعدة لثلاثة عقود قادمة.
انشغل العالم العربي منذ إطلاق التصريح قبل تسعة أيام بعيد الأضحى والأزمة اللبنانية، والانتخابات المصرية، واستفتاء جنوب السودان وكأس الخليج في اليمن وتشكيل حكومة العراق وهلم جرا..
إلا إن السؤال الذي يتعين على الدول العربية والإسلامية التي تخوض حربا مماثلة وموازية للحرب الأمريكية الأوربية على القاعدة أن تجيب عليه هو، ما هي تبعات تصريح الجنرال البريطاني على حربها هي على القاعدة؟ وهل يمكنها أيضا أن تتبنى موقفا مماثلا لموقف الجنرال البريطاني؟ بمعنى هل يمكنها احتواء القاعدة، في حالة اليأس من القضاء عليها؟
مصدر قلق
لا شك أن هذا التصريح شكل مدعاة للقلق في الكثير من العواصم العربية التي تخشى أن يتخلى عنها الغرب في معركتها ضد التشدد الأصولي الإرهابي.
في العالم الإسلامي لا يمكن الحديث عن احتواء القاعدة بمعنى الحد من مخاطرها وشرورها وضمان حد معقول من الاستقرار لدول وحكومات المنطقة دون مواصلة الحرب عليها لأن القاعدة ببساطة نبتت ونمت على أرضها وتتوسل بتفسيرها المتطرف للإسلام الذي يشكل في ذات الوقت مصدر المشروعية الأساسي لمعظم حكومات المنطقة من المغرب لمصر والسودان حتى السعودية والعراق ودع عنك اليمن والصومال وباكستان.
وتشكل مثل هذه النغمة الغربية الجديدة التي تتأسس على التجارب الدامية في أفغانستان والعراق مصدر ضغط إضافي على الحكومات العربية، الجمهورية والملكية على حد سواء، للإفساح لتيارات الإسلام السياسي السلمية التي يتصاعد نفوذها بضراوة في كل المنطقة كوسيلة لاحتوائها بإشراكها في السلطة وإلزامها بقواعد اللعبة السياسية السلمية مما يشكل تهديدا جديا لهذه الحكومات.
توقيت سيئ
كما إن توقيت هذه البشرى بصراع الثلاثة عقود ضد القاعدة جاء في أسوأ توقيت ممكن للدول العربية الصديقة للغرب ومعززا لتوجهات الدول والتيارات الإسلامية السياسية المناوئة للغرب في العالم الإسلامي التي كثيرا ما اتهمت بالتواطؤ مع القاعدة، على الأقل، فيما اعتبرت هي دائما أن الحرب على الإرهاب مجرد فزاعة تستخدم لشن الحرب على الإسلام والدول التي تقاوم الهيمنة الأمريكية.
غالبية دول المنطقة العربية لا تحارب القاعدة نيابة عن الأمريكان وحلفائهم، بل تفعل ذلك دفاعا عن أمنها واستقرارها وبقائها وستفعل ذلك في المستقبل بثبات لكنها تحتاج لدعم وتعاون الغرب بالتأكيد، ومثل هذه التصريحات الغربية البراجماتية لا تسهم في تعضيد جهود الذين يخوضون المعركة ضد القاعدة وأشباهها في بلدانهم.
بالون اختبار
لكن ثمة من يرى أيضا أن مثل التصريحات ليست سوى بالونات اختبار تطلق ضمن الصراعات السياسات المحلية في أوربا وان الأخيرة ليس لها خيارات عملية سوى مواصلة معركتها ضد القاعدة وأن مصطلح الاحتواء نفسه يعني مكافحة القاعدة في موطنها وبأبناء جلدتها.
ليس أدل على ذلك من تصريح لنفس الجنرال ديفيد رتشاردز لا يستبعد فيه التدخل عسكريا في اليمن لمواجهة خطر القاعدة بعد أسبوع واحد من تصريحه الأول المثير للجدل حول استحالة هزيمة القاعدة، ويحث بلاده على إرسال المزيد المعونات التنموية لليمن. فيما يفكر الأمريكان الغارقون في وحل أفغانستان في الدفع بمزيد من مواردهم القتالية لليمن لمواجهة القاعدة
صحيح أن الجنرال البريطاني الذي قاد قوات الناتو في أفغانستان ردحا من الزمن شدد على خطورة القاعدة على الأمن القومي البريطاني ودعا لاحتواء هذه المخاطر بدلا عن السعي لهزيمة القاعدة وتبني سياسة تجفيف منابع الإرهاب الأصلية. كما انه حذر من أن نشاط القاعدة الحالي في أفغانستان وباكستان واليمن والصومال لن يتوقف عن حدود هذه الدول الضعيفة، وتنبأ بأن يستمر الصراع ضد القاعدة لثلاثة عقود قادمة.
انشغل العالم العربي منذ إطلاق التصريح قبل تسعة أيام بعيد الأضحى والأزمة اللبنانية، والانتخابات المصرية، واستفتاء جنوب السودان وكأس الخليج في اليمن وتشكيل حكومة العراق وهلم جرا..
إلا إن السؤال الذي يتعين على الدول العربية والإسلامية التي تخوض حربا مماثلة وموازية للحرب الأمريكية الأوربية على القاعدة أن تجيب عليه هو، ما هي تبعات تصريح الجنرال البريطاني على حربها هي على القاعدة؟ وهل يمكنها أيضا أن تتبنى موقفا مماثلا لموقف الجنرال البريطاني؟ بمعنى هل يمكنها احتواء القاعدة، في حالة اليأس من القضاء عليها؟
مصدر قلق
لا شك أن هذا التصريح شكل مدعاة للقلق في الكثير من العواصم العربية التي تخشى أن يتخلى عنها الغرب في معركتها ضد التشدد الأصولي الإرهابي.
في العالم الإسلامي لا يمكن الحديث عن احتواء القاعدة بمعنى الحد من مخاطرها وشرورها وضمان حد معقول من الاستقرار لدول وحكومات المنطقة دون مواصلة الحرب عليها لأن القاعدة ببساطة نبتت ونمت على أرضها وتتوسل بتفسيرها المتطرف للإسلام الذي يشكل في ذات الوقت مصدر المشروعية الأساسي لمعظم حكومات المنطقة من المغرب لمصر والسودان حتى السعودية والعراق ودع عنك اليمن والصومال وباكستان.
وتشكل مثل هذه النغمة الغربية الجديدة التي تتأسس على التجارب الدامية في أفغانستان والعراق مصدر ضغط إضافي على الحكومات العربية، الجمهورية والملكية على حد سواء، للإفساح لتيارات الإسلام السياسي السلمية التي يتصاعد نفوذها بضراوة في كل المنطقة كوسيلة لاحتوائها بإشراكها في السلطة وإلزامها بقواعد اللعبة السياسية السلمية مما يشكل تهديدا جديا لهذه الحكومات.
توقيت سيئ
كما إن توقيت هذه البشرى بصراع الثلاثة عقود ضد القاعدة جاء في أسوأ توقيت ممكن للدول العربية الصديقة للغرب ومعززا لتوجهات الدول والتيارات الإسلامية السياسية المناوئة للغرب في العالم الإسلامي التي كثيرا ما اتهمت بالتواطؤ مع القاعدة، على الأقل، فيما اعتبرت هي دائما أن الحرب على الإرهاب مجرد فزاعة تستخدم لشن الحرب على الإسلام والدول التي تقاوم الهيمنة الأمريكية.
غالبية دول المنطقة العربية لا تحارب القاعدة نيابة عن الأمريكان وحلفائهم، بل تفعل ذلك دفاعا عن أمنها واستقرارها وبقائها وستفعل ذلك في المستقبل بثبات لكنها تحتاج لدعم وتعاون الغرب بالتأكيد، ومثل هذه التصريحات الغربية البراجماتية لا تسهم في تعضيد جهود الذين يخوضون المعركة ضد القاعدة وأشباهها في بلدانهم.
بالون اختبار
لكن ثمة من يرى أيضا أن مثل التصريحات ليست سوى بالونات اختبار تطلق ضمن الصراعات السياسات المحلية في أوربا وان الأخيرة ليس لها خيارات عملية سوى مواصلة معركتها ضد القاعدة وأن مصطلح الاحتواء نفسه يعني مكافحة القاعدة في موطنها وبأبناء جلدتها.
ليس أدل على ذلك من تصريح لنفس الجنرال ديفيد رتشاردز لا يستبعد فيه التدخل عسكريا في اليمن لمواجهة خطر القاعدة بعد أسبوع واحد من تصريحه الأول المثير للجدل حول استحالة هزيمة القاعدة، ويحث بلاده على إرسال المزيد المعونات التنموية لليمن. فيما يفكر الأمريكان الغارقون في وحل أفغانستان في الدفع بمزيد من مواردهم القتالية لليمن لمواجهة القاعدة