نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


ما مستقبل أفغانستان ؟بعد رحيل الناتو الذي يستعجل الهروب من حرب لا نهاية لها





كابول - فارهاد بيكار­ - يرى الأفغان أن خطة حلف شمال الأطلسي لنقل المسئولية الأمنية بأكملها في أفغانستان إلى قوات محلية بمثابة خدعة مثرة للشكوك لإخراج قواته من حرب يبدو أنها لن تنتهي أبدا


كما أنها يمكن أن تؤدي إلى صراع أهلي خطير يهدد بجر قوى مجاورة مثل الهند وباكستان وإيران.

ووافق زعماء الحلف في قمة لشبونة في تشرين ثان/نوفمبر الماضي على بدء انسحاب قواتهم في شهر حزيران/يونيو المقبل ، في عملية من المقرر أن تنتهي بحلول عام 2014 .

ويأتي القرار في أعقاب أكثر الفترات دموية في العام ، تكبدت فيها القوات الدولية والمدنيون الأفغان خسائرا فادحة في الأرواح أكثر من أي فترة مضت منذ الإطاحة بنظام طالبان في أواخر عام 2001 .

وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أمر في وقت سابق بنشر 30 ألف جندي إضافي في أفغانستان ، على أمل تحويل مجرى الحرب مرة أخرى ضد طالبان. ومع هذا ، ذكر تقييم أخير للحرب صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية(بنتاجون) أنه على الرغم من زيادة الضغط على طالبان فإن " التمرد أثبت مرونة" .

وأمضت القوات الأمريكية الآن في أفغانستان فترة أكبر مما قضتها القوات السوفيتية خلال غزوها للبلاد في أواخر الثمانينات من القرن الماضي.

ويفتح تحديد الموعد النهائي بعام 2014 الباب أمام التأويل ، في إشارة إلى احتمال استمرار الاحتلال.

ويصر مسئولو الحلف أنهم يرغبون في تسليم الأفغان مسئولية صناعة أمن بلدهم ، لكن الحلف سيبقى خلال تلك الفترة إلى أن تتهيأ الشرطة المحلية والقوات المسلحة للاضطلاع بالأمر.

لكن محللين يتخذون من أفغانستان مقرا لهم يعتقدون أن الخطوة ترمي إلى استرضاء الناخبين في الغرب ، حيث يتضاءل دعم الحرب.

وقال وحيد مزهدا ، محلل سياسي ومسئول سابق في طالبان ، "أعتقد أن دول الحلف تحاول فقط الحفاظ على ماء وجوهها ، وتمهيد الطريق أمام انسحاب مشرف" .

وبدأت هولندا بالفعل في سحب قواتها البالغ عددها 1400 جندي من الجنوب ، بينما أشارت دول حليفة أخرى ، بينها الولايات المتحدة ، أنها ستبدأ في القيام بفعل مماثل في العام المقبل.

وعلى أي حال ، فإن كثيرا من الخبراء يقولون إن الأمر سيستغرق أكثر من مجرد تدريب القوات الأمنية من أجل ضمان السلام فور انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وقال هارون مير ، محلل سياسي أفغانى، إن " أفغانستان لا تزال في أزمة سياسية في أعقاب انتخابات برلمانية سادتها أعمال تزوير وعجزت عن تحقيق الوعود التي قطعها الرئيس حامد كرزاي فيما يتعلق بمكافحة الفساد وتطبيق قواعد الحكم الرشيد... للأسف ، ظروف انسحاب الحلف في الوقت الحالي لا تبشر بالفأل الطيب" .

وذكر مير أنه من المهم للغاية أن تكون هناك حكومة مسئولة وفعالة بشكل كامل في كابول وأردف قائلا " لا أعتقد أننا سنكون قادرين على تحقيق هذا في ظل الإدارة الحالية".

ودفعت خطة الحلف للانسحاب كرزاي إلى السعي لإيجاد سبل جديد لحماية بلاده. وشكل الرئيس الأفغاني مجلسا للتفاوض على السلام مع المسلحين وحمل غصن الزيتون لبعض ممن وصفهم يوما بأنهم " لا يمكن التصالح معهم" مثل كبير قادة طالبان الملا محمد عمر.

لكن مبادرة السلام ، والتي تحظى بدعم الولايات المتحدة وحلفائها ، واجهت نكسة كبيرة عندما اتضح أن قائد طالباني بارز مزعوم ، تفاوض معه مسئولون أفغان ومن الحلف على مدار شهور ، مجرد محتال.

وليس كرزاي ­ الذي ينتمي إلى قبائل الباشتون كطالبان ­ هو الوحيد الذي يساوره القلق بشأن مصير أفغانستان بعد عام 2014. ويقال إن أفراد من جماعات لا تنتمي للباشتون ، ساعدت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في الإطاحة بحكومة طالبان في كابول أواخر عام 2001 ، تستعد لمرحلة ما بعد الانسحاب.

وقال كانداس روندو ، محلل بارز للشئون الأفغانية في مجموعة الأزمات الدولية ، إن المنتمين لجماعات من غير الباشتون " يشعرون أن الوقت قد حان لتجميع مخزوناتهم وتجهيز أنفسهم لما يعتقد أنه سيكون حربا دموية طويلة الأمد".

ويقال إن أحمد والي كرزاي ، الأخ غير الشقيق للرئيس ، يجهز جيشا خاصا لحماية عشيرته "بوبالزيا" في ضوء اختمال نشوب حرب أهلية في أعقاب انسحاب قوات التحالف ، وفقا لما ذكرته برقية دبلوماسية أمريكية سرية نشرها موقع ويكليكس الإلكتروني الشهير.

ويمكن أن يدفع صراع داخلي عنيف محتمل على السلطة جيران أفغانستان ، بما فيهم باكستان وإيران والهند ، لدعم الجماعات المتناحرة من أجل ضمان مصالحهم في أفغانستان ما بعد حلف الناتو

فارهاد بيكار­
الاثنين 20 ديسمبر 2010