تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


متحف البيئة في بنما .. مبادرة ثقافية علمية لإنقاذ تراث عمره ثلاثة ملايين عام في الأمريكتين




بنما سيتي- ديفيد كاراسكو - تستعد بنما بحلول عام 2011 لافتتاح حدث ثقافي علمي هام يجسد تراثا أثريا عمره ثلاثة ملايين عام عندما كانت قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية كيانا واحدا .. إنه المتحف البيئي في بنما، الذي يعد عملا فريدا وجريئا من تصميم المعماري الأمريكي الشهير فرانك جيري.


نموذج لمتحف بنما البيئي
نموذج لمتحف بنما البيئي
وبحسب تأكيدات الناشط البيئي ليدر سوكري، مدير المتحف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "من المفترض أن يصبح هذا المكان منطقة جذب سياحية وكذلك مرجعية هامة لكل محبي الطبيعة من جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن المبنى لا يحظى فقط بروعة الطراز الهندسي الجذاب، بل تحكي قاعاته أيضا تاريخ التزاوج بين العلوم والفنون بشكل غير مسبوق على الإطلاق في أي متحف من متاحف العالم، مبرزا أن المنطقة التي يجري حاليا تشييد المشروع بها تتمتع بميزة خاصة وهي قربها من قناة بنما الشهيرة.

ويضيف "تم تصميم مبنى المتحف، بمنطقة أمادور، وهي منطقة سياحية بالدرجة الأولى، تتيح للزائر بانوراما بحرية رائعة تبرز معالم المنطقة من شواطئ وأشجار نخيل، فضلا عن متعة مشاهدة عبور المراكب والسفن الضخمة أثناء رحلتها من ساحل المحيط الهادئ إلى القناة التاريخية.

ويوضح سوكري أن تكلفة المتحف بلغت 60 مليون دولار وهو استثمار ضخم، إلا أن الشركة الاستشارية للمشروع أكدت إمكانية استعادت رأس المال المستثمر بالكامل في غضون 16 شهرا من افتتاح المتحف وصالاته الملحقة.
ويحكي متحف البيئة لزواره كيف بزغ خليج بنما من تحت سطح الماء، وكيف نجح هذا الحدث الجيولوجي الذي يرجع لأزمنة سحيقة، في التأثير على مناخ الكوكب، وأدى إلى ما يعرف حاليا بظاهرة التنوع المناخي والبيئي وحول منطقة الكاريبي إلى بحر مغلق.

وقد حاول جيري من خلال تصميماته لمبنى المتحف التعبير عن قوى الطبيعة التي تضافرت وتمازجت لتكون ذلك التيار البحري القوي الممتد من خليج المكسيك، والذي تمكن بدوره من التخفيف من حدة التيار البحري البارد القادم من أوروبا، وإقامة جسر بيولوجي في الأمريكتين.

يعتبر المعماري الأمريكي الكندي فرانك جيري، واسمه الحقيقي إفرايم جولدبرج (تورنتو 1929)، يعيش منذ عام 1947 في كاليفورنيا. واحد من أهم المعماريين المعاصرين، يُعرف بمنهجيته النحتية والعضوية في التصميم، ولهذا أصبح أحد أبرز العاملين في هذا المجال على مستوى العالم، ومن أهم أعماله التي نالت شهرة واسعة: متحف علوم الفضاء، كاليفورنيا (1982-1984)، متحف الفنون بجامعة توليدو (أوهايو 1990-1992)، متحف جوجنهايم، بمدينة بلباو شمال إسبانيا (1992-1997)، واتسمت هذه الأعمال جميعا بطراز معماري فريد يجعل من كل واحد منها تحفة فنية فريدة في حد ذاتها.

وقد حصل جيري على جائزة(Priztker)التي تعد أرفع تكريم دولي يمنح في مجال العمارة، ويعرب المعماري الأمريكي عن أمله في أن ينجح في إبهار العالم مجددا بأسلوبه الذي يعكس الرؤية الحديثة والبيئية للعمل والبيئة المحيطة المقام بها المشروع.

و يقول سيزار كيماكو مدير الإنشاءات "المشروع يعكس تفاعلا قويا بين المصممين والمنفذين، من أجل تطويل أساليب جديدة في العمارة والتعامل مع خامات مختلفة، وهو ما يظهر في استخدام الجص والخرسانة والألومينيوم في الحوائط الخارجية ذات أبعاد متفاوتة، فضلا عن الأسقف المحمولة التي يتم تغطيتها بألوان متعددة.
من ناحية أخرى أوضح سوكري أن بنما تنتظر وصول المعماري الأمريكي في 2011 وذلك للاشتراك في حفل الافتتاح، الضخم الذي يجري الاستعداد له منذ الآن، وقد تمت دعوة العديد من كبار الشخصيات الدولية والمحلية في مختلف المجالات من مثقفين ومفكرين وفنانين ودبلوماسيين وسياسيين لحضور هذه المناسبة الهامة.

ولهذا الغرض، أضاف سوكري، أنه من المقرر أن تقوم شركة الخطوط الجوية البنمية بنقل جيري، على متن طائرة خاصة، وذلك لتدشين خط طيران "لوس أنجليس – بنما"، بينما تحمل الطائرة الخاصة ماكيت تصميم المتحف شعارا لها، تخليدا لهذه الرحلة التاريخية، عبر الحزام الجغرافي الذي يربط الأمريكتين معا.
وأبرز سوكري أن فكرة المتحف البيئي في بنما، تعكس تجربة فريدة، تأكيدا على أهمية التنوع البيئي وضرورة تحفيز الجهود الرامية للحفاظ على هذا التنوع.

ويقع مشروع المتحف وصالاته الملحقة على مساحة 4000 متر مربع، ويضم 8 قاعات عرض دائمة، تم تصميم نسقها بواسطة شركة "بروس ماو" للتصميمات. وتعتبر قاعة التنوع البيئي، أهم مناطق الجذب في المتحف، نظرا لما تقدمه من مظاهر التنوع في البيئة البحرية.

وتقدم القاعة للزائر عبر 14 شاشة عملاقة موضوعة على ثلاثة مستويات مختلفة، عرضا مرئيا ومسموعا، لعجائب الطبيعة وخاصة البحرية في هذا البلد الذي يعتبر صمام الأمان وهمزة الوصل بين شمال القارة الأمريكية وجنوبها.
كما يضم المتحف منحوتة على هيئة شبكة ضخمة تجسد نبات وحيوان وحشرة وكائنات حية دقيقة، سيتم عرضها بصورة تترك لدى الزائر انطباعا مفاده أن جميع الكائنات تحمل بعدا واحدا، وعمقا واحدا وأنها جميعا لها نفس الأهمية ومن ثم يجب الحرص على استمرارها والحفاظ عليها.

بقى أن نعرف أن المتحف البيئي يقع تحت إشراف مؤسسة "أمادور"، بالتنسيق مع معهد سميث سونيان، الذي يشرف على 19 متحفا علميا من أهم متاحف العالم، و9 مراكز أبحاث دولية وحديقة الحيوان الوطنية بالولايات المتحدة، كما ينظم أيضا أنشطة بحثية وعلمية بالتعاون مع 90 دولة في جميع أنحاء العالم.

ديفيد كاراسكو
السبت 26 ديسمبر 2009