متظاهرون في البحرين يطالبون بنهاية حكم آل خليفة وآخرون يدعمونه

وقالت شريفة الشابة المتشحة بالسواد بنبرة غاضبة "لا نريد آل خليفة ولا حكمهم" مؤكدة انها ستبقى في الساحة التي باتت رمزا للاحتجاجات الشعبية، حيث امضت الليلة السابقة.

وقالت "لا نريد لا حمد ولا خليفة ولا سلمان" في اشارة الى الملك ورئيس الوزراء وولي العهد في العائلة السنية التي تحكم البحرين حيث الاكثرية من الشيعة منذ القرن الثامن عشر.

وقالت شريفة ان الملك "حمد مجرم حرب" مشيرة الى انها شهدت بنفسها الهجوم الدامي لقوات مكافحة الشغب على ساحو اللؤلؤة فجر الخميس ما ادى الى مقتل اربعة واصابة عدد من المتظاهرين بجروح.

وتوفي الاثنين متظاهر كان اصيب بجروح خطرة الجمعة عندما اطلق الجيش البحريني النار على متظاهرين كانوا يحاولون العودة الى دوار اللؤلؤة غداة تفريقهم منه بالقوة.

وقال النائب عبدالجليل خليل ابراهيم رئيس كتلة جمعية الوفاق التي تمثل اكبر تيار شيعي في البحرين، ان المصاب رضا محمد الذي كان في حالة موت سريري اعلنت وفاته في المستشفى.

ووصلت وفود مهنية الى الساحة بينهم مهندسون وصيادون ورياضيون او رجال اعمال وكذلك طلاب. وقال رجل الدين الشيعي حبيب الجمري بخصوص عرض الحوار الذي تقدم به ولي العهد انه "مؤامرة ضد الثورة".

وتابعت قوى المعارضة الاثنين مشاوراتها حول عرض الحوار الذي تقدم به ولي العهد الامير سلمان بن حمد ال خليفة، كما تابعت استعداداتها لحشد جمهور كبير بعد ظهر الثلاثاء.

وتؤكد المعارضة، وخصوصا المعارضة الشيعية، انها لا تريد اسقاط النظام وهي متمسكة بالملكية، لكنها تريد "ملكية دستورية" مع ضمان وصول حكومة منتخبة من الشعب.
لكن بعض المعتصمين في دوار اللؤلؤة صعدوا مطالبهم وباتوا يطالبون باسقاط النظام وبرحيل اسرة آل خليفة الحاكمة.

من جهة اخرى سار الاف البحرينيين مساء الاثنين في المنامة دعما للعائلة المالكة، فيما اعلنت المملكة تأجيل اقامة سباق جائزة البحرين الكبرى الجولة الاولى من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد المقرر في 13 اذار/مارس المقبل بسبب الاوضاع الامنية التي تمر بها البلاد، كما اعلن بيان رسمي اليوم الاثنين.

وتجمع آلاف البحرينيين من مؤيدي الحكومة مساء الاثنين في المنامة، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. وقد تجمع نساء ورجال حول مسجد الفتح في المنامة عند صلاة المغرب. وهتف الحشد "ليعش ابو سلام" في اشارة الى الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وعلى غرار المتظاهرين في دوار اللؤلؤة الذين يطالبون باستقالة الحكومة، لوح المتظاهرون الذين تجمعوا حول مسجد الفتح بالاعلام البحرينية ذات اللونين الاحمر والابيض.

كما رفعوا صور الملك وولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، فيما زينت سياراتهم بصور رئيس الوزراء عم الملك الذي يشغل هذا المنصب منذ 1971.

الى ذلك، اكد حسن مشيمع المعارض الشيعي المقيم في المنفى والذي يحاكم غيابيا في البحرين بتهمة تتعلق بالارهاب، نيته العودة الى المنامة الثلاثاء، وذلك في اتصال مع وكالة فرانس برس من لندن.
وقال مشيمع "لقد قررت العودة الى بلدي، وساكون في مطار المنامة غدا الثلاثاء بحدود الساعة 19,00 (16,00 تغ)".

واضاف المعارض الشيعي المتواجد في لندن منذ حزيران/يونيو لاسباب صحية وبدأت محاكمته غيابيا في هذه الاثناء، "في ظل الظروف الحالية لا يمكنني البقاء خارج بلدي".
واكد مشيمع انه لم يحصل "على اي ضمانة" بخصوص عدم اعتقاله لدى وصوله الى المملكة.

ومشيمع هو الامين العام لحركة الحريات والديموقراطية (حق)، ويحاكم غيابيا ضمن مجموعة تضم 25 ناشطا شيعيا متهمين بالاشتراك في تاسيس منظمة تستخدم الارهاب.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في اتصال هاتفي اجرته مع نظيرها السعودي الاحد، الى ضبط النفس في البحرين.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الاميركية ان كلينتون بحثت خلال مكالمتها مع الامير سعود الفيصل موجة الاحتجاجات الشعبية التي تهز عددا من الدول العربية و"شددت على ضرورة ان تلزم قوات الامن في البحرين ضبط النفس". كما رحبت بعرض ولي عهد البحرين بفتح حوار وطني مع "جميع الاطراف" في البحرين.

واستبعد رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن الاثنين ان تكون ايران مسؤولة عن تظاهرات البحرين بالرغم من انها ما تزال تشكل عنصر "توتر" في الخليج.

واكد مولن لعدد من الصحافيين بعيد وصوله الى الدوحة "ما زلت اعتقد ان ايران بلد يواصل تغذية عدم الاستقرار في المنطقة واستغلال كل فرصة لكنني اعتقد ان هذا لم يكن المحرك الرئيس لاحداث مصر او البحرين او الدول الاخرى".

واضاف بعد لقاءات صباحية مع مسؤولين سعوديين رفيعين ان الاضطرابات "باجمالها ناجمة عن مشاكل داخلية لا مخططات وضعتها قوة خارجية".

وقد يزور مولن البحرين حيث يتخذ الاسطول الخامس الاميركي مقرا في وقت لاحق من الاسبوع، بحسب مصادر في محيطه.