
.
وفي 2015، فقد أبو فول ساقه اليسرى إثر قصف إسرائيلي، وهو ما جعل حركته محدودة للغاية أثناء عملية الاقتحام، حيث تعذر عليه إخلاء المستشفى والانتقال لمكان آخر، ليُقتاد لاحقا إلى السجن.
وخرج أبو فول، الاثنين، بصفقة التبادل التي أطلقت إسرائيل خلالها سراح 1968 أسيرا بينهم 250 من المحكومين بالمؤبد و1718 من أسرى غزة اعتقلوا بعد الحرب، وفق ما أكده بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في فلسطين.
فيما أفرجت حركة "حماس"، خلال الصفقة، عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء وسلمت جثامين 10 آخرين.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، وفق خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، ونزع سلاح "حماس".
** اعتقال وتحقيق
وفي معرض وصفه لتفاصيل اعتقاله، قال المحرر الفلسطيني أبو فول إن "الجيش الإسرائيلي اعتقله من داخل مستشفى كمال عدوان، حينما كان يتلقى العلاج داخله ويعجز عن الحركة".
وتابع في حديثه للأناضول: "كنت وقت الاقتحام تحت العلاج، ولم أستطع التحرك من مكان لآخر".
وما فاقم إعاقة حركته، تعرض ساقه اليُسرى للبتر في قصف إسرائيلي بغزة عام 2015، وعدم حصوله على طرف صناعي بديل حيث يحتاج إلى مُسانِد دائم.
ورغم تردي وضعه الصحي آنذاك، تعرض للاعتقال وخضع للتحقيق الإسرائيلي الذي تخلله "التعذيب والضرب والإهانة والشتم"، وفق أبو فول.
** فقدان البصر
وخلال موجة التعذيب التي تعرض لها أبو فول في سجون إسرائيل، ضُرب من أفراد التحقيق بقوة على رأسه من الأمام والخلف.
وأوضح أن "هذه الضربة أسقطتني أرضا، وبدأت على الفور أشعر بتشوش في الرؤية، فيما كانت دموعي تنساب بلا توقف، لأدخل لاحقا في غيبوبة استمرت نحو ساعتين".
وحين استعاد وعيه، تفاجأ بفقدان بصره بالكامل، واصفا حالته النفسية والجسدية آنذاك بأنها كانت "صعبة جدا".
** فرحة منقوصة
رغم فرحته الغامرة بالحرية بعد أشهر قضاها خلف قضبان السجون وسط تعذيب متواصل، وظروف اعتقال غير إنسانية، يصف أبو فول هذه السعادة بأنها "منقوصة".
وتابع: "خرجت ولم أتمكن من رؤية والدي ووالدتي وأحبتي بعد أشهر من الفقد".
وشدد على أنه لا شعور يضاهي "حرية الإنسان في استنشاقه للهواء الطبيعي، أو تعرضه لأشعة الشمس".
وعن أصعب ما واجهه في المعتقل، قال أبو فول: "أصعب شيء السجن المظلم، والقهر، وفقدان البصر".
وأشار إلى أنه خرج من السجن ليجد نفسه نازحا في خيمة نصبتها عائلته جنوبي القطاع، بعدما دمر الجيش الإسرائيلي منزلهم في محافظة شمال غزة.
** مناشدة للعلاج
وبشأن حاجته الماسة للعلاج، أشار أبو فول إلى "معاناتي المستمرة من فقدان البصر إذ تصيبني آلام شديدة في عيني اليمنى، بينما أشعر بإحساس طفيف في اليُسرى".
وناشد المؤسسات المعنية ضرورة إدراجه على قوائم العلاج بالخارج وسفره في أقرب وقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من عينيه.
كما دعا إلى توفير طرف اصطناعي يعوضه عن ساقه اليُسرى التي فقدها، ومع الآلام التي تصيب قدمه اليمنى بين الفينة والأخرى ما يعجزه عن الحركة.
والخميس، أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، أن الوضع الصحي بقطاع غزة "حرج جدا"، وأن وقف إطلاق النار لم يرافقه فتح (حقيقي) للمعابر وإدخال للمساعدات.
والأربعاء، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة دخول 480 شاحنة مساعدات إلى القطاع، وهذه المرة الثانية التي تسمح فيها إسرائيل بدخول مساعدات لغزة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار ظهر الجمعة الماضي.
وسمحت إسرائيل الأحد، بدخول 173 شاحنة مساعدات بينها 3 تنقل غاز طهي و6 وقود، فيما يقتضي اتفاق غزة دخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميا إلى قطاع غزة بينها وقود وغاز طهي.
ولأكثر من مرة، حذرت تقارير حكومية وحقوقية من خطر انهيار النظام الصحي بالكامل في غزة وسط النقص الحاد في الأدوية والمكملات الغذائية والمستلزمات والأجهزة الطبية.
وعلى مدى عامين، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف القطاع الصحي بما في ذلك المستشفيات ومخازن الأدوية والمراكز الصحية ومركبات الإسعاف، ما فاقم الضغط على تقديم الخدمات الطبية للمرضى والجرحى وسط الإمكانيات المحدودة.
وارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 بدعم أمريكي، إبادة جماعية استمرت عامين خلفت 67 ألفا و967 قتيلا، و170 ألفا و179 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمرت نحو 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.