نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي


مشاركة عون في أحياء مولد مار مارون في حلب يؤجج الصراع حول علاقة الموارنة بسوريا




بيروت - حسن عبّاس – وصل رئيس "تكتل الإصلاح والتغيير" النيابي الجنرال ميشال عون الى سوريا، ليشارك في قداس براد الذي سيقام إحياءً لذكرى ولادة مار مارون الـ1600، أب الكنيسة المارونية، الذي ولد وأدّى رسالته في سوريا، قبل انتقال الثقل الماروني الى لبنان.


الجنرال ميشيل عون
الجنرال ميشيل عون
عون وصل في ظل سجال لبناني كبير حول معاني هذه الزيارة.
فور وصوله الى مطار حلب، في سوريا، اعتبر عون أن "مجيئنا اليوم يرتدي أهمية تاريخية، وأهميته أنه يطلق مساراً جديداً لإحياء التراث المشرقي الحقيقي للمسيحيين، لأنه هنا كانت الخطوات الأولى للمسيحية وخصوصاً كنيسة أنطاكيا التي تنتمي اليها كل الطوائف المسيحية الشرقية، وكل البطاركة اليوم لهم مسمّى واحد: بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق. والمسيحيون في الأساس قبل الخلاف التاريخي بين بيزنطيا وروما كانوا جميعاً في كنيسة أنطاكيا، سريان وموارنة وروم وكاثوليك، لم نكن نعرف قبلاً الإنقسام المعروف اليوم بين الطوائف. وأعتقد أن آباء الكنيسة الأوائل انطلقوا من هذه المنطقة، وهم يعبّرون عن وحدتها ووحدة جذورها".

وأضاف النائب اللبناني أن "إعادة إحياء التراث وبالأجواء التي يعيشها المسيحيون في الشرق، هي تأسيس لإيقاظ الضمير المشرقي وتأسيس لإنفتاح حقيقي لناس يختلفون في الثقافات ولكن لديهم الحضارة نفسها".
واعتبر من ناحية أخرى أن "قداس براد هنا لا يلغي أي قداس آخر في أي مكان. يجب أن يكون عندنا المفهوم الكوني لمفهوم المسيحية وأينما شئنا نستطيع أن نصلي".
ويرافق عون في زيارته الرئيس اللبناني السابق اميل لحود ووزير الطاقة جبران باسيل وعدد من نواب كتلته النيابية وعدد آخر من الشخصيات السياسية والاجتماعية. كما سيلاقي عون رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية للمشاركة في إحياء الذكرى.
زيارة عون أثارت ردود فعل لبنانية منددة، تعتبر أنه يستغل مناسبة دينية أساسية لدى لطائفة المارونية لأسباب سياسية.

فقد رأى عضو تكتل "اللقاء الديمقراطي" النائب فؤاد السعد انه "يبدو أن العماد ميشال عون يريد تأدية فريضة الحج وأن الكنيسة القريبة لم تعد تشفي بنظره"، مضيفاً "فلتكن زيارة عون مقبولة".
وأكّد من ناحية أخرى أنه "في السياسة، فإن البطريرك الماروني وحده يمثل الموارنة ومن تبقى فانه لا يمثل سوى شخصه"، معتبراً أنه "لم يعد مار مارون موجوداً في سوريا وفي براد تحديداً وهو قد انتقل الى لبنان وهو اليوم في بكركي التي تنطق وحدها باسمه"، داعياً الى ضرورة الإبتعاد عن استغلال المناسبات الدينية لأغراض سياسية.
من جهته، أسف عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني في حديث لـ"أخبار المستقبل" لكون العماد ميشال عون يعطي صورة للإنقسام الماروني في إحياء عيد مؤسس الطائفة، متمنيًاً له طيب الإقامة في سوريا، "وإن حصل ذلك فليبق هناك".

أما النائب السابق انطوان اندراوس، فقد تساءل عن سبب ذهاب العماد ميشال عون الى سوريا، "فهل بات قديساً وطوباوياً ليتخذ من مناسبة عيد مار مارون مدخلاً لتمرير مشاريعه السياسية، والإيحاء للمسيحيين بانه حريص على مسيحيته وعلى حقوقهم؟"
وكان البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، قد أكّد في حديث الى مجلة "المسيرة" أنه زار سوريا عندما كان مطراناً ولكنه لم يزرها منذ أن اصبح بطريركاً، "لأن المهم في الدرجة الاولى هو أخذ الطائفة معه، وهذا الامر صعب في ظل توجس المسيحيين من النظرة السورية الى لبنان". وسأل: "ما الذي تغير لأزور دمشق اليوم؟ عندما كانت سوريا هنا لم نذهب".

وأضاف صفير: "أنا لا اقول بمعاداة سوريا، نحن وسوريا جاران ولكن بين أن تكون هناك زيارات رسمية وبين أن تتحول الزيارات الى سوريا نحو دعم مصالح دمشق في لبنان فارق كبير جداً، فنحن لن نزور سوريا إلا وطائفتنا معنا".
كما اعتبر سابقاً رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض أن "مار مارون عاش وكان ناسكاً في بلاد الشام ولكن وجود الموارنة لم ينمُ ولم يتحصن الا على ارض الحرية وارض النضال، ارض لبنان"، معتبراً أن "كل محاولات نقل قبة المسيحيين من لبنان وبكركي الى براد لأسباب لم تعد مخفية على احد هي بالنتيجة محاولات يائسة". معوّض شدد على أنه "صحيح ان مار مارون عاش في سوريا ومات هناك لكن لبنان هو ضمانة وجودنا وبكركي هي رمزنا".


حسن عباس
الثلاثاء 9 فبراير 2010