نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر

المفتي قبلان صاحب الرؤية

02/06/2025 - يوسف بزي

المثقف من قرامشي إلى «تويتر»

24/05/2025 - د. عبدالله الغذامي :


ملايين المصريين يشكون البطالة بينما الاسيويون يغزون بكثافة سوق العمل المصري




رشيد نجم - دلت اخر الاحصائيات الرسمية ان عدد العاطلين عن العمل في مصر وصل الى 2.3 مليون شاب غالبيتهم لم يتجاوز الـ 24 عاما، الا ان العديد من المنظمات الحقوقية تؤكد ان الارقام الحقيقية على ارض الواقع اكثر من الارقام الرسمية المعلنة بكثير لتصل تقريبا الى ضعف الرقم الرسمي، الامر الذي سبب الكثير من التعقيدات الاجتماعية والاحجام عن الزواج وانتشار المخدرات تجارة وتعاطيا، بالاضافة الى الجرائم والتحرش والسرقات.


مشهد يومي لمظاهرات العاطلين عن العمل في مصر
مشهد يومي لمظاهرات العاطلين عن العمل في مصر
الا ان هذا الامر وعلى رغم خطورته لم يقف سدا بوجه تفشي ظاهرة العمالة الاسيوية في مصر، باعداد فاقت الارقام المسموح بها رسميا، ففي قطاع الغزل والنسيج مثلا وتحت ستار الاستعانة بالخبرات والتكنولوجيا الحديثة وصلت نسبة العمالة الاسيوية الى 13% من العدد الكلي بينما المسموح به هو 10 % فقط، ويتحجج اصحاب المعامل بعدم مواكبة العمالة المصرية للتقدم التكنولوجي في قطاع الصناعات النسيجية، والحال نفسه ينطبق على قطاع الصناعات الهندسية الذي استوعب اكثر من 35 الف عامل اجنبي، ويشهد قطاع البناء في هذه الفترة انفتاحا هو الاخر على العمالة الاجنبية في ظل نقص باعداد العاملين فيه يصل الى 20% .

بعض الشباب العاطلين عن العمل الذي حدثهم الهدهد اكدوا الظاهرة، بل قالوا انها ليست بالسر والعمالة الاسيوية انتشرت في كل الميادين ايضا خارج المعامل، ويوجد العديد من الصينيين مثلا يعملون كباعة متجولين او يائعين وبائعات في المحلات، وهاجموا ارباب العمل الذين يستوردون هذه العمالة بانهم يريدون عبيدا وليس عمالا، فالعامل الاجنبي لا حول ولا قوة له فيجبر على العمل باجور متدنية ومن دون حوافز وبعدد سعات تفوق العدد القانوني.

راي اخر قاله الشباب حول استقدام العمالة من الخارج، وهو تقاعس الدولة عن تدريب المهارات والتركيز على ما يحتاجه سوق العمل في ظل التقدم التكنولوجي السريع الذي تشهده المعامل حول العالم، مما ادى الى تراجع الطلب على العمالة الوطنية لصالح الخارجية خصوصا الصينية .

احد اصحاب المعامل التي استعانت بالعمالة الاجنبية يقول انه لجا الى الخارج بسبب طبائع العامل المصري، وميله الى التظلم والشكوى بشكل دائم، ووصف القوانين بانها تعطيه اكثر مما يقدمه، بالاضافة حب الشاب المصري للثراء السريع والتهرب من اوقات الدوام مما يؤثر على الانتاجية بشكل عام، ويقول رجل الاعمال ان غالبية الاجانب هم من الهند وبتغلاديش وخصوصا الصين اذ وصل عدد الصينيون وحدهم لاكثر من 50 الف عامل، وتتركز العمالة الاجنبية في منطقة الاسنكدرية وبرج العرب والعامرية .

فضيحة جديدة وخرق كبير يضاف الى سجل الخروقات الكبيرة التي تشوه سجل الحكومة الحالية في وقت تكثر فيه الاضرابات العمالية والاحتجاجات التي باتت مشهدا يوميا عاديا بالنسبة للكثير من شوارع القاهرة خصوصا الشارع المقابل لمبنى مجلس الشعب حيث يتجمع كل المعتصمون للمطالبة بحقوقهم من زيادة اجور او تعديل لقانون العمل او المطالبة بمستحقاتهم بعد ان اقفلت العديد من المصانع خصوصا تلك تم خصخصتها.

فالاستعانة بالخبرات الاجنبية ضرورة وطنية لا بد منها للتطوير، لكن ان تكون حجة لدخول اعداد كبيرة من العمال فهذا ما لا يقبله الشاب المصريالذي اثبت براعته في البلاد التي يهاجر اليها وبات بدوره لا يستغنى عنه.


رشيد نجم
الجمعة 14 ماي 2010