نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي


مولماين أول عاصمة لميانمار في عهد الاستعمار البريطاني تعود إلى خارطة السياحة




مولماين - بيتر جانسن - قد يكون من الأفضل إطلاق لقب " يانجون الصغيرة " على مدينة مولماين اليوم والتي كان يطلق عليها اسم " إنجلترا الصغيرة " في عهد الاحتلال البريطاني لدولة بورما التي أصبحت تسمى ماينمار حاليا.


مولماين أول عاصمة لميانمار في عهد الاستعمار البريطاني تعود إلى خارطة السياحة
وكانت كل من مدينتي مولماين ويانجون عاصمة لدولة بورما تحت الاحتلال البريطاني مما جعل المدينتين تتمتعان بكنز من المعمار الذي يرجع تاريخه إلى الفترة الاستعمارية.

واختار البريطانيون مدينة مولماين كعاصمة للدولة التي كانوا يحكمونها بعد الحرب الأولى الأنجلو بورمية، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود ميناء آمن فيها عند مصب نهر سالوين حيث تتدفق مياه النهر داخل خليج مارتابان.
وتحتمي مدينة مولماين التي أصبح اسمها حاليا ماولامين من العواصف بجزيرة بيلو التي تجثم وسط نهر سالوين بحيث تفصل بين المدينة والخليج.

وخلال الفترة بين 1826و1852شيد البريطانيون مكاتب حكومية وكنائس وسجنا كبيرا في مولماين، ولا تزال معظم هذه الجواهر المعمارية بما فيها السجن تستخدم حتى وقتنا هذا كمنشآت حكومية على الرغم من آثار القدم والتداعي التي ظهرت عليها بعد مرور 150عاما على إنشائها.

ويقول أونج ناينج موي المشرف على متحف " قومية المون " في مولماين إننا نخطط لتطوير المباني الحكومية، ويذكر أن المون هي إحدى القوميات المهمة في بورما.
ويضيف " ولكننا مهتمون الآن بدرجة أكبر باستكمال بعض الحفريات في المواقع الأثرية في منطقتي ثاتون ومارتابان المرتبطتين بثقافة قومية المون ".

وتعد ثقافة قومية المون هي إحدى الملامحالمشتركة بين مدينتي مولماين ويانجون.
فقد كان شعب المون يسكن هاتين المدينتين أصلا، وكانت قومية المون مجموعة عرقية استوطنت في القرون الوسطى في المناطق الساحلية المركزية لكل من ماينمار وتايلاند.
وشيد أبناء المون مدن باثين التي تقع في دلتا نهر إيراوادي ويانجون وباجو اللتين تقعان بوسط ماينمار ومارتابان على الساحل الشرقي للخليج.

وانتهى ازدهار هذه المدن في جنوبي ماينمار مع تولي تابين شوي تي الحكم بعد أن أصبح ملكا لباجان عام 1531وسارع بغزو كل الممالك المنافسة.
وهزم الملك مارتابان التي كانت آخر معقل لقومية المون عام 1540.
وبعد أن شعر الملك تابين شوي تي بالضيق لرفض مارتابان الاستسلام بسرعة قام بذبح سكان المدينة البالغ عددهم 60ألفا وحرق القلعة الضخمة وسواها بالأرض وذلك وفقا لرواية حكاها شاهد عيان وهو المغامر البرتغالي فيرناو مينديس بينتو.

وقد يفسر الدمار الشامل الذي تعرضت له مدينة مارتابان عدم وجود معالم كثيرة يمكن مشاهدتها لهذه الحاضرة الساحلية " التي كانت غنية ومزدهرة " وتقع عبر نهر سالوين شمالي مولماين.

ويقول سان وين وهو مؤرخ لقومية المون تقاعد من إدارة التاريخ بوزارة الثقافة في ماينمار " لقد اكتشفت موقع قصر مارتابان والمعبد البوذي بالقصر وجدار الخندق المائي حول القصر ".

وثمة موقع أثري آخر يأمل سان وين في استكشافه وهو ثاتون حيث توجد أول مستوطنة للمون والتي يزعم أنها يمكن أن تكون ما يسمى " بالأرض الذهبية الأسطورية " أو سوفارنابهومي. ويتشكك مؤرخون آخرون في ماينمار في هذا الزعم الذي طرحه سان وين.

ويوضح تو هلا نائب رئيس اللجنة التاريخية بماينمار أن اسم سوفارنابهومي جاء من الهند في الزمن الذي أبحر فيه التجار الهنود في اتجاه الشرق ليحصلوا على الذهب مقابل بضاعتهم، وهذا هو السبب في أنهم أطلقوا اسم سوفارنابهومي على منطقة جنوب شرقي آسيا.

وسواء كان هذا الموقع هو سوفارنابهومي أم لا فإنه سيتم الترحيب بمواقع التنقيب عن الآثار في ثاتون أو مارتابان باعتبارها معالم للجذب السياحي.
وتتيح مارتابان اليوم أكثر قليلا من مجرد منظر لطيف لرابية مزدانة بالمعابد البوذية تقع على مسافة من الطرف الشمالي لمدينة مولماين.

وكانت مولماين مقصدا محظورا بالنسبة للسياح الغربيين حتى أعوام قلائل بسبب الاعتبارات الأمنية، فقد كانت المجموعات من قوميتي المون والكارين تشن عمليات تمرد منطلقة من قواعدها بالغابات.

ومنذ إجراء الانتخابات العامة عام 2010وقعت حكومة ماينمار اتفاقية لوقف إطلاق النار مع كل من المجموعتين المتمردتين.
ويبدو أن المشكلات الأمنية قد انتقلت إلى ولاية راخين ( حيث يوجد منتجع نجابالي الساحلي )، فقد اندلعت في هذه الولاية أعمال عنف طائفية عام 2012بين المجموعات السكانية من البوذيين والمسلمين.

ويلقي ييمان المدير العام لفندق ستراند في مولماين الضوء على هذه التطورات فيقول إن المشكلات التي وقعت في راخين العام الماضي دفعت وكلاء الجولات السياحية للبحث عن معلم جذب جديد في نجابالي وبالتالي أصبحت مولماين تلقى رواجا أكبر.
ويشمل جدول أعمال الزيارات لمعظم السياح الغربيين في هذه الولاية التابعة لقومية المون عادة زيارة لمعبد الصخرة الذهبية البوذي ولمولماين ورحلة جانبية لزيارة هبا- آن عاصمة ولاية كارين المجاورة.

وتوجد زيارة جانبية أخرى لموقع مقابر الحرب في ثانبيوزايات التي تبعد بمسافة 30كيلومترا جنوبي مولماين، وتتضمن هذه المقابر رفات 3771من أسرى الحرب من استراليا وبريطانيا ونيوزيلندا وهولندا والولايات المتحدة الذين ماتوا وهم يشيدون خطوط السكك الحديدية عبر غابات تايلاند وميانمار لصالح الجيش الياباني عامي 1942-1943.

بيتر جانسن
الاحد 18 غشت 2013