
رجب طيب أردوغان وشمعون بيريز
وختم البيان إن تصريحات اردوغان تضاف إلى البرنامج المناهض لإسرائيل والمعادي للسامية الذي يعرضه التلفزيون التركي والى أمور أخرى خطيرة ضد إسرائيل منذ أكثر من عام
رفض ضرب إيران
وكان أردوغان قد دعا إلى "ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لأنها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية للبنان وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به أبدا". كما دعا إلى إصلاح في هيكلية الأمم المتحدة بسبب عدم تطبيق إسرائيل "لأكثر من مئة قرار صادر عن مجلس الأمن". وأعلن أردوغان رفضه القاطع قصف المنشاءات النووية الإيرانية، قائلا لا نريد عراقا آخر في المنطقة، وقال أردوغان في هذا الصدد نحن ضد امتلاك أية دولة في المنطقة للسلاح النووي
واستدرك قائلا "في المقابل هناك سلاح نووي في إسرائيل، والذين ينتقدون إيران لمحاولة امتلاكها سلاحا نوويا لا ينتقدون إسرائيل التي تمتلك بالفعل سلاحاً نووياً، وهذه مشكلة حقيقية". وطالب أردوغان الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن أن تتعامل بعدالة مع الموضوع النووي.
ترى ما هي دوافع أردوغان للوقوف بهذه الحدة في وجه إسرائيل؟ هل هو الفراغ الكبير الذي تمر به المنطقة؟ والذي أكدته الأمانة العامة لجائزة الملك الفيصل الإسلامية، التي قررت منح الجائزة لرجب الطيب أردوغان، والذي اعتبرته "أنموذجا للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي".
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
هل يصعد أردوغان من لهجته لأن حزبه يمثل تيار الإخوان المسلمين في تركيا؟ وهو نفس التيار الذي تتبعه حركة حماس، وكان سبعة عشر نائبا تركيا من حزب العدالة والتنمية قد شاركوا في قافلة شريان الحياة 3، كما بعث أردوغان وسيطا للتفاوض بين منظمي القافلة والسلطات المصرية، بالإضافة إلى تحمل تركيا لنفقات عودة القافلة من ميناء العقبة إلى ميناء اللاذقية قبل توجهها إلى ميناء العريش
وبعد دخولها غزة قال قائد القافلة، النائب البريطاني جورج غالاوي، في معرض انتقاده لمصر "إن مصر في حاجة إلى قائد مثل رجب الطيب أردوغان".
أم أن أردوغان الذي لا يزال يصر على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يريد أن يؤكد للأوروبيين أنه يستطيع أن ينتقد إسرائيل علنا، في الوقت الذي ينتقد فيه قادة الاتحاد الأوروبي إسرائيل سرا؟ أم أن أردوغان يضع نصب عينيه الانتخابات القادمة؟ ولاشك أن فلسطين ورقة ناجحة رغم أنف العلمانيين والعسكر.
حرب المسلسلات
يلاحظ أن أردوغان نجح في تطوير علاقات بلاده مع معظم دول المنطقة، سواء كانت من دول الاعتدال أو الممانعة، فقد ارتفعت المبادلات التجارية مع إيران، سوريا، العراق، لبنان، السعودية، والأردن، كما اتفقت هذه البلدان مع تركيا على إلغاء التأشيرة، فهل يسوق أردوغان انتقاداته الحادة ضد إسرائيل، من أجل تسويق منتجات بلاده في سوق يتطور باستمرار؟
وبعد أن حققت المسلسلات التركية الرومانسية نجاحا باهرا في البلدان العربية، يبدو أن مسلسلات جديدة في طريقها للنجاح في بلاد العرب، آخرها مسلسل "وادي الذئاب"، الذي اعترضت عليه إسرائيل بشدة، ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية فإنها تحتج على بعض مشاهد من المسلسل "تظهر إسرائيل واليهود على أنهم خاطفو أطفال ومجرمو حرب".
اليأس من أوروبا
قال الدكتور عماد جاد، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك أكثر من سبب يدفع أردوغان لنقد إسرائيل بهذه الحدة، ويضيف جاد قائلا "أعتقد أن حزب أردوغان هو حزب إسلامي، كما أن تركيا لم تنجح في اختراق أبواب الاتحاد الأوروبي، وفشلت كل محاولاتها وأدركت أن هناك صعوبات كبيرة، تحول بينها وبين دخول الاتحاد الأوروبي، فعادت على العالم العربي والعالم الإسلامي، ربما لتبحث عن مكانة القوة الرئيسية التي تقوم بدور الجسر بين هذا العالم وبين الغرب
فلو نظرنا لسياسات تركيا الآن سنجد أنها منفتحة على القوى العربية المختلفة، وانفتاح على إيران، كما أن لهجة تركيا لم تختلف عن لهجات الدول العربية المتشددة تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى أن تركيا أردوغان تتواجد بقوة في الشرق الأوسط، وتجد مكانتها مرتفعة فيه، وربما مناطحة مصر وكراهية السياسة المصرية، تدفع الكثير من الدول العربية وغير العربية للتعلق بما يسمونه القيادة التركية لهذه المنطقة".
التنافس المصري السعودي
ويرى جاد أنه لا يوجد تناقض بين مكانة السعودية في دول الاعتدال العربي، ومنحها جائزة الملك فيصل يوم أمس لأردوغان قائلا:
"صحيح أن السعودية تقع مع مصر في دول الاعتدال، لكن هناك مساحة من عدم الاتفاق بين مصر والسعودية، يعني حاليا مصر تدخل في خلاف شديد مع السياسة السورية، بينما انفتحت السعودية على السياسة السورية، بالرغم من الاستياء المصري من التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري بعد اانتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي طالت قيادة البلدين في مصر والسعودية
كما أن السعودية لا تستريح كثيرا لبروز الدور المصري، وهي فكرة قديمة تعود إلى بدايات القرن التاسع عشر، وحملة إبراهيم باشا وانتصاره على الوهابية هناك، وأيضا المنافسات التي كانت موجودة في الستينيات، بين النظامين الناصري والسعودي، ولا أقول أن هناك تصادم، ولكن أقول أن هناك مساحة من الخلاف، وربما تتعامل السعودية باريحية مع بروز دور تركي، مقارنة بتعامله مع بروز دور مصري، لأنها تشعر بالمنافسة مع مصر، لكنها ربما لا تجد هذه المنافسة في العلاقة مع تركيا
رفض ضرب إيران
وكان أردوغان قد دعا إلى "ضرورة ممارسة الضغط على إسرائيل لأنها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية للبنان وهذا أمر لا يمكن أن نقبل به أبدا". كما دعا إلى إصلاح في هيكلية الأمم المتحدة بسبب عدم تطبيق إسرائيل "لأكثر من مئة قرار صادر عن مجلس الأمن". وأعلن أردوغان رفضه القاطع قصف المنشاءات النووية الإيرانية، قائلا لا نريد عراقا آخر في المنطقة، وقال أردوغان في هذا الصدد نحن ضد امتلاك أية دولة في المنطقة للسلاح النووي
واستدرك قائلا "في المقابل هناك سلاح نووي في إسرائيل، والذين ينتقدون إيران لمحاولة امتلاكها سلاحا نوويا لا ينتقدون إسرائيل التي تمتلك بالفعل سلاحاً نووياً، وهذه مشكلة حقيقية". وطالب أردوغان الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن أن تتعامل بعدالة مع الموضوع النووي.
ترى ما هي دوافع أردوغان للوقوف بهذه الحدة في وجه إسرائيل؟ هل هو الفراغ الكبير الذي تمر به المنطقة؟ والذي أكدته الأمانة العامة لجائزة الملك الفيصل الإسلامية، التي قررت منح الجائزة لرجب الطيب أردوغان، والذي اعتبرته "أنموذجا للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي".
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
هل يصعد أردوغان من لهجته لأن حزبه يمثل تيار الإخوان المسلمين في تركيا؟ وهو نفس التيار الذي تتبعه حركة حماس، وكان سبعة عشر نائبا تركيا من حزب العدالة والتنمية قد شاركوا في قافلة شريان الحياة 3، كما بعث أردوغان وسيطا للتفاوض بين منظمي القافلة والسلطات المصرية، بالإضافة إلى تحمل تركيا لنفقات عودة القافلة من ميناء العقبة إلى ميناء اللاذقية قبل توجهها إلى ميناء العريش
وبعد دخولها غزة قال قائد القافلة، النائب البريطاني جورج غالاوي، في معرض انتقاده لمصر "إن مصر في حاجة إلى قائد مثل رجب الطيب أردوغان".
أم أن أردوغان الذي لا يزال يصر على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يريد أن يؤكد للأوروبيين أنه يستطيع أن ينتقد إسرائيل علنا، في الوقت الذي ينتقد فيه قادة الاتحاد الأوروبي إسرائيل سرا؟ أم أن أردوغان يضع نصب عينيه الانتخابات القادمة؟ ولاشك أن فلسطين ورقة ناجحة رغم أنف العلمانيين والعسكر.
حرب المسلسلات
يلاحظ أن أردوغان نجح في تطوير علاقات بلاده مع معظم دول المنطقة، سواء كانت من دول الاعتدال أو الممانعة، فقد ارتفعت المبادلات التجارية مع إيران، سوريا، العراق، لبنان، السعودية، والأردن، كما اتفقت هذه البلدان مع تركيا على إلغاء التأشيرة، فهل يسوق أردوغان انتقاداته الحادة ضد إسرائيل، من أجل تسويق منتجات بلاده في سوق يتطور باستمرار؟
وبعد أن حققت المسلسلات التركية الرومانسية نجاحا باهرا في البلدان العربية، يبدو أن مسلسلات جديدة في طريقها للنجاح في بلاد العرب، آخرها مسلسل "وادي الذئاب"، الذي اعترضت عليه إسرائيل بشدة، ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية فإنها تحتج على بعض مشاهد من المسلسل "تظهر إسرائيل واليهود على أنهم خاطفو أطفال ومجرمو حرب".
اليأس من أوروبا
قال الدكتور عماد جاد، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن هناك أكثر من سبب يدفع أردوغان لنقد إسرائيل بهذه الحدة، ويضيف جاد قائلا "أعتقد أن حزب أردوغان هو حزب إسلامي، كما أن تركيا لم تنجح في اختراق أبواب الاتحاد الأوروبي، وفشلت كل محاولاتها وأدركت أن هناك صعوبات كبيرة، تحول بينها وبين دخول الاتحاد الأوروبي، فعادت على العالم العربي والعالم الإسلامي، ربما لتبحث عن مكانة القوة الرئيسية التي تقوم بدور الجسر بين هذا العالم وبين الغرب
فلو نظرنا لسياسات تركيا الآن سنجد أنها منفتحة على القوى العربية المختلفة، وانفتاح على إيران، كما أن لهجة تركيا لم تختلف عن لهجات الدول العربية المتشددة تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى أن تركيا أردوغان تتواجد بقوة في الشرق الأوسط، وتجد مكانتها مرتفعة فيه، وربما مناطحة مصر وكراهية السياسة المصرية، تدفع الكثير من الدول العربية وغير العربية للتعلق بما يسمونه القيادة التركية لهذه المنطقة".
التنافس المصري السعودي
ويرى جاد أنه لا يوجد تناقض بين مكانة السعودية في دول الاعتدال العربي، ومنحها جائزة الملك فيصل يوم أمس لأردوغان قائلا:
"صحيح أن السعودية تقع مع مصر في دول الاعتدال، لكن هناك مساحة من عدم الاتفاق بين مصر والسعودية، يعني حاليا مصر تدخل في خلاف شديد مع السياسة السورية، بينما انفتحت السعودية على السياسة السورية، بالرغم من الاستياء المصري من التصريحات التي أدلى بها الرئيس السوري بعد اانتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، والتي طالت قيادة البلدين في مصر والسعودية
كما أن السعودية لا تستريح كثيرا لبروز الدور المصري، وهي فكرة قديمة تعود إلى بدايات القرن التاسع عشر، وحملة إبراهيم باشا وانتصاره على الوهابية هناك، وأيضا المنافسات التي كانت موجودة في الستينيات، بين النظامين الناصري والسعودي، ولا أقول أن هناك تصادم، ولكن أقول أن هناك مساحة من الخلاف، وربما تتعامل السعودية باريحية مع بروز دور تركي، مقارنة بتعامله مع بروز دور مصري، لأنها تشعر بالمنافسة مع مصر، لكنها ربما لا تجد هذه المنافسة في العلاقة مع تركيا