
وزير الثقافة اللبناني طارق متري
متري أكّد أن "الذي حصل لا علاقة له بحرية الرأي"، واعتبر أن "هناك أصول للجلسات الافتتاحية بأن تتكلم الجهة الداعية وراعي الاحتفال ومنظم المؤتمر الذي هو في هذه الحالة السيدة باسكال لحود ومهمته أن يشرح أهداف المؤتمر ويقدم برنامجه والقضايا التي سيناقشها ولا يبدأ كلمته بموقف بغض النظر إذا كان المقال مقتبساً".
وأضاف الوزير أنه "لو جاء هذا الكلام في ورقة قدمتها السيدة لحود أو أي شخص آخر خلال الندوة لكانت نوقشت. لكن ما جرى يعتبر مخالفة للأصول المتبعة في تنظيم المؤتمرات العلمية والسيدة لحود أعطت رأيها بطريقة شعر الكثيرون أنها تضمنت إساءة لراعي الاحتفال والحضور واستوجبت اعتذارا من رئاسة الجامعة".
واعتبر أن "اتخاذ أي إجراءات تأديبية شأن يعود للجامعة"، مؤكداً أنه "حتى لو عقد هذا المؤتمر قبل شهرين من 14 شباط ولم يتناول الرئيس رفيق الحريري أو الرئيس سليم الحص فالخطأ يبقى جسيماً ولا يجوز أن تتضمن كلمة منظم المؤتمر موقفاً ولو كان مستنداً الى اقتباس من مقال في صحيفة أميركية".
أساس الإشكال هو اعتبار نائبة رئيس الجامعة الانطونية للشؤون الثقافية باسكال لحود خلال افتتاح مؤتمر تنظمه الجامعة تحت عنوان "رئاسة الحكومة في لبنان: اشكاليات الموقع والدور وآفاقه" أن هناك "فساد" في رئاسة الحكومة عندما كان يتولاها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والدكتور سليم الحص، وذلك نقلاً عن دراسة أجنبية.
كلام لحود أثار امتعاض الوزير متري خلال الندوة، فوصف كلامها بأنه "يفتقر الى الرصانة والدقة". ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد تفاقمت وأدت الى انسحاب النائب تمام سلام ومستشار الرئيس الحريري داود الصايغ وممثل الرئيس فؤاد السنيورة الدكتور عارف العبد.
لحود قالت بعد الإشكال: "اعتذرت عن المضمون وقلت ان هذا الجزء من صورة البلد هو إهانة لكل لبنان اينما كان، لأي سياسي كان وعلى أي ضفة كان، ومع اي من الرئيسين اللذين يحكى عنهما في المقالة، سواء الرئيس سليم الحص او الرئيس الحريري. وقد اقتضى التوضيح بصرف النظر عن ردود الفعل العاطفية والانفعالية، فالنص كان واضحاً واقفلت المزدوجين".
وقد أصدر المكتب الاعلامي للرئيس الحريري بياناً اعتبر ان ما حصل هو "استغلال احد مسؤولي الجامعة المناسبة لاطلاق كلام يشكل إساءة الى ذكرى الرئيس رفيق الحريري ودولة الرئيس سليم الحص ومقام رئاسة مجلس الوزراء في لبنان عموماً"، مشيراً الى "ان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، حيال هذه الحادثة المؤسفة، يعلن سحب رعاية رئيس مجلس الوزراء للندوة المذكورة، آملا من ادارة الجامعة الانطونية اتخاذ الخطوات اللازمة لمحو الاساءة".
من ناحيته، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة في بيان "تعليق مشاركة الرئيس السنيورة في المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الانطونية في بعبدا، بسبب خروج المؤتمر عن اهدافه العلمية".
واستنكر النائب سلام ما حصل معتبراً انه "كلام تحريضي وتهجمي وسيئ". كما استنكر المكتب الاعلامي للرئيس سليم الحص "التطاول على مقام رئاسة مجلس الوزراء وكل من الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس الدكتور سليم الحص"، مبدياً "أسفه الشديد لانحدار مستوى الخطاب الى هذه الدرجة من التجني المستهجن والإسفاف.
أما رئاسة الجامعة الانطونية، فقد اعتبرت في بيان أنه "من البديهي ان من يعبر عن رأي الجامعة وموقفها هو رئيسها"، وأنه "من الواضح ايضاً ان الجامعة الانطونية ما كان خيارها يوماً الاساءة الى احد، أمسؤولا كان المتكلم فيها ام غير مسؤول، وكيف اذا كان الكلام يطال رئيساً نسجت معه الجامعة اطيب العلاقات وقدمت كل التعاون المناط بمهامها وكانت تلقى منه دائما كل دعم واهتمام ومحبة".
وشدد البيان على ان الجامعة "تكرر حرصها على كرامة المسؤولين والقيادات، وتثمينها لتجاوب دولة الرئيس، واثقة من قراءته الموضوعية والمنصفة للأمور، وحرصها كذلك على ابقاء منبرها حيزاً لنقاش فكري اكاديمي مفتوح على الاراء المختلفة يليق بتاريخها وبرسالتها".
وفيما يلي كلمة الدكتورة باسكال لحود التي سببت الأزمة:
"دولة الرئيس، أيها الحفل الكريم،
اسمحوا لي أن أستهل هذا المؤتمر بخبر سيىء عن سمعة مجتمعنا بعامة وسمعة رئاسة الحكومة عندنا بشكل أخص، واسوأ ما فيه أنه ليس عارياً تماماً من الصحة.
في دراسة نشرت مطلع هذا العام في العدد الحادي والعشرين من مجلة The leadership quarterly بعنوان "ديناميات القيادة الفاسدة المنتجة: أمثولات من تجربة رفيق الحريري السياسية في لبنان" أرادها كاتباها دفاعاً عن نهج الرئيس الحريري ضد منتقديه، يخلص الكاتبان Mark Neal وRichard Tansey الى ما يلي: "كان الحريري قيادياً منتجاً وفعالاً. وكان فاسداً كذلك، لكنه لم يكن أكثر فساداً من سواه من القياديين في المجتمع اللبناني، وبالطبع ليس أكثر فساداً من منافسه سليم الحص. من هنا صوابية تصنيف أسلوب الرئيس الحريري في القيادة على انه النمط القيادي الفاسد الفعال، وهو نمط من القيادة ينخرط في منظومات الفساد لاضطراره لذلك، ولكنه لا يفعل ذلك لمصلحته الشخصية وحسب بل سعياً وراء الخير العام. وقد يكون هذا النمط افضل الممكن في المجتمعات الفاسدة".
أسوق هذا الاستشهاد في مستهل تفكيرنا المشترك حول رئاسة الحكومة، ومع علمي ان لا مجال لمناقشة أطروحة المقالة وتفنيدها، لأدل على ما ينتظرنا من عمل مضن وطويل الامد إن أردنا ان نعيد لنظامنا السياسي ولمجتمعنا قليلاً من الكرامة، ولأقول لدولة الرئيس ان صورة هذا الوطن، وصورة القيادة السياسية فيه، وهيبة كرسي رئاسة الحكومة فيه، تحتاج جميعها لا الى حملة اعلانية مضادة تجمّل الواقع، بل الى عمل حثيث يتمثل بمحاربة ثقافة الفساد وسمعة الفساد اللصيقة بنا ساسة ومجتمعاً. صورة البلد الذي أراده الرئيس الشهيد بلداً "ماشي" والرئيس الحص بلداً ديموقراطياً لا تمشي بمجرد التسويق لمهرجاناته والقمم التي يستضيفها وملايين السائحين الذين يجلبهم او ملايين المتظاهرين الذين يجيشهم. سمعة المجتمع المنقسم الفاسد غير القادر على ادارة شؤونه السياسية كما اختصرتها المقالة التي أشرت اليها اساءة الى الحريري وخصومه على السواء، والى الحص وخصومه على السواء، والى رئاسة الحكومة ومنافسيها على السواء، وإلينا جميعا كلبنانيين..."
وأضاف الوزير أنه "لو جاء هذا الكلام في ورقة قدمتها السيدة لحود أو أي شخص آخر خلال الندوة لكانت نوقشت. لكن ما جرى يعتبر مخالفة للأصول المتبعة في تنظيم المؤتمرات العلمية والسيدة لحود أعطت رأيها بطريقة شعر الكثيرون أنها تضمنت إساءة لراعي الاحتفال والحضور واستوجبت اعتذارا من رئاسة الجامعة".
واعتبر أن "اتخاذ أي إجراءات تأديبية شأن يعود للجامعة"، مؤكداً أنه "حتى لو عقد هذا المؤتمر قبل شهرين من 14 شباط ولم يتناول الرئيس رفيق الحريري أو الرئيس سليم الحص فالخطأ يبقى جسيماً ولا يجوز أن تتضمن كلمة منظم المؤتمر موقفاً ولو كان مستنداً الى اقتباس من مقال في صحيفة أميركية".
أساس الإشكال هو اعتبار نائبة رئيس الجامعة الانطونية للشؤون الثقافية باسكال لحود خلال افتتاح مؤتمر تنظمه الجامعة تحت عنوان "رئاسة الحكومة في لبنان: اشكاليات الموقع والدور وآفاقه" أن هناك "فساد" في رئاسة الحكومة عندما كان يتولاها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والدكتور سليم الحص، وذلك نقلاً عن دراسة أجنبية.
كلام لحود أثار امتعاض الوزير متري خلال الندوة، فوصف كلامها بأنه "يفتقر الى الرصانة والدقة". ولم تقف الأمور عند هذا الحد، فقد تفاقمت وأدت الى انسحاب النائب تمام سلام ومستشار الرئيس الحريري داود الصايغ وممثل الرئيس فؤاد السنيورة الدكتور عارف العبد.
لحود قالت بعد الإشكال: "اعتذرت عن المضمون وقلت ان هذا الجزء من صورة البلد هو إهانة لكل لبنان اينما كان، لأي سياسي كان وعلى أي ضفة كان، ومع اي من الرئيسين اللذين يحكى عنهما في المقالة، سواء الرئيس سليم الحص او الرئيس الحريري. وقد اقتضى التوضيح بصرف النظر عن ردود الفعل العاطفية والانفعالية، فالنص كان واضحاً واقفلت المزدوجين".
وقد أصدر المكتب الاعلامي للرئيس الحريري بياناً اعتبر ان ما حصل هو "استغلال احد مسؤولي الجامعة المناسبة لاطلاق كلام يشكل إساءة الى ذكرى الرئيس رفيق الحريري ودولة الرئيس سليم الحص ومقام رئاسة مجلس الوزراء في لبنان عموماً"، مشيراً الى "ان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، حيال هذه الحادثة المؤسفة، يعلن سحب رعاية رئيس مجلس الوزراء للندوة المذكورة، آملا من ادارة الجامعة الانطونية اتخاذ الخطوات اللازمة لمحو الاساءة".
من ناحيته، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس السنيورة في بيان "تعليق مشاركة الرئيس السنيورة في المؤتمر الذي تنظمه الجامعة الانطونية في بعبدا، بسبب خروج المؤتمر عن اهدافه العلمية".
واستنكر النائب سلام ما حصل معتبراً انه "كلام تحريضي وتهجمي وسيئ". كما استنكر المكتب الاعلامي للرئيس سليم الحص "التطاول على مقام رئاسة مجلس الوزراء وكل من الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس الدكتور سليم الحص"، مبدياً "أسفه الشديد لانحدار مستوى الخطاب الى هذه الدرجة من التجني المستهجن والإسفاف.
أما رئاسة الجامعة الانطونية، فقد اعتبرت في بيان أنه "من البديهي ان من يعبر عن رأي الجامعة وموقفها هو رئيسها"، وأنه "من الواضح ايضاً ان الجامعة الانطونية ما كان خيارها يوماً الاساءة الى احد، أمسؤولا كان المتكلم فيها ام غير مسؤول، وكيف اذا كان الكلام يطال رئيساً نسجت معه الجامعة اطيب العلاقات وقدمت كل التعاون المناط بمهامها وكانت تلقى منه دائما كل دعم واهتمام ومحبة".
وشدد البيان على ان الجامعة "تكرر حرصها على كرامة المسؤولين والقيادات، وتثمينها لتجاوب دولة الرئيس، واثقة من قراءته الموضوعية والمنصفة للأمور، وحرصها كذلك على ابقاء منبرها حيزاً لنقاش فكري اكاديمي مفتوح على الاراء المختلفة يليق بتاريخها وبرسالتها".
وفيما يلي كلمة الدكتورة باسكال لحود التي سببت الأزمة:
"دولة الرئيس، أيها الحفل الكريم،
اسمحوا لي أن أستهل هذا المؤتمر بخبر سيىء عن سمعة مجتمعنا بعامة وسمعة رئاسة الحكومة عندنا بشكل أخص، واسوأ ما فيه أنه ليس عارياً تماماً من الصحة.
في دراسة نشرت مطلع هذا العام في العدد الحادي والعشرين من مجلة The leadership quarterly بعنوان "ديناميات القيادة الفاسدة المنتجة: أمثولات من تجربة رفيق الحريري السياسية في لبنان" أرادها كاتباها دفاعاً عن نهج الرئيس الحريري ضد منتقديه، يخلص الكاتبان Mark Neal وRichard Tansey الى ما يلي: "كان الحريري قيادياً منتجاً وفعالاً. وكان فاسداً كذلك، لكنه لم يكن أكثر فساداً من سواه من القياديين في المجتمع اللبناني، وبالطبع ليس أكثر فساداً من منافسه سليم الحص. من هنا صوابية تصنيف أسلوب الرئيس الحريري في القيادة على انه النمط القيادي الفاسد الفعال، وهو نمط من القيادة ينخرط في منظومات الفساد لاضطراره لذلك، ولكنه لا يفعل ذلك لمصلحته الشخصية وحسب بل سعياً وراء الخير العام. وقد يكون هذا النمط افضل الممكن في المجتمعات الفاسدة".
أسوق هذا الاستشهاد في مستهل تفكيرنا المشترك حول رئاسة الحكومة، ومع علمي ان لا مجال لمناقشة أطروحة المقالة وتفنيدها، لأدل على ما ينتظرنا من عمل مضن وطويل الامد إن أردنا ان نعيد لنظامنا السياسي ولمجتمعنا قليلاً من الكرامة، ولأقول لدولة الرئيس ان صورة هذا الوطن، وصورة القيادة السياسية فيه، وهيبة كرسي رئاسة الحكومة فيه، تحتاج جميعها لا الى حملة اعلانية مضادة تجمّل الواقع، بل الى عمل حثيث يتمثل بمحاربة ثقافة الفساد وسمعة الفساد اللصيقة بنا ساسة ومجتمعاً. صورة البلد الذي أراده الرئيس الشهيد بلداً "ماشي" والرئيس الحص بلداً ديموقراطياً لا تمشي بمجرد التسويق لمهرجاناته والقمم التي يستضيفها وملايين السائحين الذين يجلبهم او ملايين المتظاهرين الذين يجيشهم. سمعة المجتمع المنقسم الفاسد غير القادر على ادارة شؤونه السياسية كما اختصرتها المقالة التي أشرت اليها اساءة الى الحريري وخصومه على السواء، والى الحص وخصومه على السواء، والى رئاسة الحكومة ومنافسيها على السواء، وإلينا جميعا كلبنانيين..."