الروائي الجزائري الطاهر وطار
وأردف " فوجئت بهذا الفوز خصوصا واني لا أميل كثيرا إلى الترشح للجوائز وهذا الترشيح كان من وزارة الثقافة الجزائرية التي طلبت مني حين تأسست الجائزة مجموعة من كتبي ومرت السنوات ونسيت الأمر، ولكنني فرحت وسررت وأنا على فراش المرض بهذه الفوز، خصوصا أن معي في الجائزة أسماء عملاقة في الوطن العربي،فعبد العزيز المقالح من شيوخ الثقافة في اليمن و عبد السلام المسدي من شيوخ الليسانسات في تونس والعالم العربي، ومن أسباب مسرتي أيضا أن المغرب العربي نال حظه هذه السنة ففي العادة نستبعد من هذه التكريمات".
وقال صاحب "اللاز " " وعرس بغل" والحوات والقصر "وغيرها من الروايات التي أثرت المكتبة الجزائرية والعربية ،والمتواجد حاليا في فرنسا لتلقي العلاج "كما لو أن القائمين على هذه الجائزة أرادوا هذه السنة أن يصححوا مسار الإبداع العربي، الذي بدأ يخرج عن مساره الصحيح إلى مدارات الابتذال بإتباع السهل والتقليد الأعمى لما يكتبه الأخر في أمريكا اللاتينية وأوروبا بلغة مفككة اقرب إلى لغة الجرائد اليومية أين أصبحت الكتابة "بوتيك" - بمعنى محل- يغتني منها الكاتب من الجوائز الثقافية كجائزة ونجيب محفوظ والبوكر ، فكل من كتب عشرون صفحة يغتني بقيمة هذه الجوائز دون أن ينظر في اللغة التي يكتب بها أو التراكم الكمي والكيفي والترسخ في فن الرواية أو القصة أو المسرح".وفي لهجة متحد طالما صرخ في وقت سكت فيه الجميع في الجزائر حتى سمي بصوت الضمير الجزائري قال " أنا مسرور فوضعي الصحي والمالي يجعلني أقول إني احتاج هذه الجائزة ماديا وأقول أيضا لبعض الذين ينتظرون نهايتي في الجزائر الكاتب لا يموت بخلاصة أعماله وتواضعه وتراكمه الإبداعي، ومازلت مستمرا ".
وفي ختام حديثه مع صحيفة الهدهد الدولية قال " إنه يتمنى أن يكرمه الله بان يحضر التكريم الذي سيقام في شهر مارس لان حضور هذا التكريم هام جدا بالنسبة له".
للتذكير ولد الطاهر وطار في 15 أغسطس - اب سنة 1936 بدائرة صدراتة ولاية سوق أهراس شرق الجزائر العاصمة، تلقى نصيبا من التعليم الابتدائي والثانوي بمدرسة مداوروش التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم بمعهد ابن باديس بقسنطينة ثم بجامع الزيتونة بتونس، التحق في سنة 1956 بالعمل الثوري في صفوف جبهة التحرير الوطني،وأسس في 1962 جريدة "الأحرار"، وهي أسبوعية سياسية. أوقفتها السلطات بعد سبعة أشهر، انتقل من قسنطينة إلى العاصمة وأصدرها بعنوان "الجماهير"، ما لبثت السلطات أن أوقفتها بدورها، عمل من 1963 حتى 1983 بحزب جبهة التحرير كإطار سام، ثم أحيل على التقاعد، وهو لم يتجاوز سن السابعة والأربعين.
له العديد من الأعمال الروائية من بينها ، اللاز ،الزلزال ، الحوات والقصر ، رمانة ، تجربة في العشق ،عرس بغل ،العشق والموت في الزمن الحراشي ،الشمعة والدهاليز ، الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي.والعديد من المجموعات القصصية من بينها دخان من قلبي ، الطعنات ، الشهداء يعودون هذا الأسبوع والمسرحيات ،الهارب ، على الضفة الأخرى.ترجمت أعمال الطاهر وطار إلى حوالي عشر لغات أهمها، الروسية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبيكستانية والأذربيجانية .
مثلما حولت بعض أعماله إلى السينما وإلى المسرح، ويعتبر الطاهر وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر. ويعد من أبرز الكتاب العرب المعاصرين.


الصفحات
سياسة








