
عبد الكبير العلوي المدغري مدير وكالة بيت مال القدس
ففي كل سنة، تنظم حملة لجمع التبرعات لفائدة سكان القدس الشريف، ويكون المغاربة، مواطنون وحكومة وجهات مدنية وغيرها، في الموعد.
هناك عدد من المغاربة الذين يترقبون انطلاق حملات جمع التبرعات، ليحجوا إلى الوكالات البنكية التي يعلن عن فتح شبابيك بها لهذا الغرض. فأغلب هؤلاء المتطوعين يقومون بهذه الخطوة في سرية تامة، لأن الأمر بالنسبة لهم عمل خيري وإنساني صرف، بل هناك من يقدر أنه واجب ديني لا يمكن التفاخر به أو الكشف عنه.
ويوضح الحاج أحمد، أحد المواظبين على المشاركة في الحملات لفائدة القدس الشريف لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "نسعد كثيرا عندما نعلم أن مشاريع أقيمت بالأموال التي جمعتها وكالة بيت مال القدس، ونقرر معاودة منح التبرعات كلما سنحت لنا الإمكانيات بذلك".
بعد إعفائه من مهمة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عين العاهل المغربي محمد السادس عبد الكبير العلوي المدغري، الذي ظل في هذه الوزارة طويلا منذ فترة حكم الراحل الملك الحسن الثاني، مديرا عاما للوكالة.
وبعد أن كان العلوي على رأس قطاع الشأن الديني في المملكة، وجد نفسه يوم 12 نيسان/أبريل عام 2006 مكلفا بإدارة أشغال الوكالة وأعمالها وفق الصلاحيات المخولة في النظام الأساسي لها.
أربع سنوات كانت كافية للرجل الذي فقه خبايا التواصل مع المسؤولين في القدس الشريف، وعمل ما في وسعه لإعادة إحياء عمل الوكالة التي رفعت شعار من أجل الحفاظ على مدينة القدس العربية الإسلامية وتراثها الديني والحضاري.
عندما يتحدث عبد الكبير العلوي عن التبرعات التي جمعتها وكالة بيت مال القدس، لا يخفي أنه كان بالإمكان فعل الشيء الكثير. يتحدث بالأرقام، ولا يتردد عن الكشف عن الجهات الأكثر مساهمة. يقول أن الوكالة اعتمدت مقاربة واقعية بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، وأنها تركز اهتمامها على إقامة مشاريع تعود بالنفع على ساكني القدس الشريف وفق مبدأ السياسة المدنية العربية الإسلامية المقاربة.
فالوكالة، وفي إطار برامج عملها، تضع جملة من المعايير تعتمدها لاختيار المشاريع التي تقيمها في المنطقة بدعم من الأموال والتبرعات التي تم جمعها.
فمن بين المعايير التي تركز عليها الوكالة أن تكون الجهة المستفيدة جهة عربية مقدسية، وأن يلبي المشروع حاجة قائمة، كما يفترض في المشروع أن يكون قابلا للتنفيذ ومستوفيا للشروط الفنية والإدارية لتنفيذه.
كما تحرص الوكالة على تمويل مشاريع ذات ارتباط بقطاع التعليم من خلال تشييد مدارس أو إعادة ترميمها وتمويل أنشطة الطلاب وتقديم منح للدراسة، إلى جانب الاهتمام الذي يقدم لقطاع السكن. فالوكالة تهتم كثيرا بهذا القطاع، وتعمل على دعم وتمويل برامج الإقراض الفردي والجماعي لبناء البيوت والمساكن، ثم ترميم وتأهيل البيوت القديمة، إلى جانب تقديم منح صغيرة لتحسين شروط السكن للفقراء والمهمشين.
ويحظى قطاع الصحة بدوره باهتمام وافر من قبل وكالة بيت مال القدس، فعدد من المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية قدمتها الوكالة لفائدة مستشفيات ومستوصفات في القدس الشريف، إلى جانب دعم توسيع وتطوير الخدمات الصحية ودعم شراء الأدوية وتوفير العلاجات.
فحجم المشاريع المنفذة خلال العامين الماضيين انتقل من 6ر2 مليون دولار أمريكي إلى 7ر5 مليون دولار أمريكي ، وتتوقع الوكالة أن يرتفع هذا التمويل إلى 12 مليون دولار أمريكي قبل نهاية السنة الجارية.
أرقام تعكس الحجم الإجمالي للتبرعات التي تتمكن الوكالة من جمعها سواء من المساهمات الطوعية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أو من قبل الهيئات الخاصة ومن الجمعيات الخيرية ومن الإيرادات والعوائد الناتجة عن أصول الوكالة وممتلكاتها ومشاريعها.
ومنذ الأول من كانون ثان/يناير حتى نهاية حزيران/يونيو الماضي ، بلغت التبرعات الموجهة إلى القدس الشريف نحو 65 مليون دولار، وكان الحكومة المغربية صاحبة حصة الأسد من هذه التبرعات، في ما وصلت تبرعات المؤسسات العربية والمغربية ما يقرب من 5ر4 مليون دولار، و7ر1 مليون دولار كإجمالي تبرعات الأفراد المغاربة.
ولم يتوقف شكل الدعم المقدم لفائدة المقدسيين في جمع التبرعات فقط، بل تجاوز الأمر إلى التفكير في خلق أنشطة لفائدة الأطفال. ففي الصيف الماضي، حل بالمملكة المغربية وفد من أطفال القدس الشريف، جابوا مختلف المدن، واستفادوا من أنشطة ترفيهية في إطار مخيم صيفي يعقد للسنة الثالثة على التوالي وحملت الدورة الأخيرة اسم الأميرة للا خديجة، نجلة العاهل المغربي محمد السادس.
كانت نقطة استقرار المخيم الصيفي في مدينة طنجة (شمال المملكة)، ووضعت برامج لزيارة مدن مغربية أخرى من مثل تطوان والدار البيضاء . وعملت وكالة بيت مال القدس الشريف على إشراك أكبر عدد من المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية لتمكين الأطفال المستفيدين من هذا المخيم من الانفتاح على محيطهم الخارجي والتعرف على أقرانهم واكتساب المزيد من المعارف والمهارات وتمكينهم من التشبع بالسلوكيات الحسنة التي تجعلهم محصنين أمام الزوابع وقادرين على رفع التحديات التي يواجهونها في محيطهم اليومي حسب ما ذكر محمد سالم الشرقاوي مدير العلاقات العامة بالوكالة.
فالمخيم أعد على أساس تربوي واجتماعي وبخلفية تهذيبية وتثقيفية الهدف منها تمكين الأطفال من تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من فترة تواجدهم في المغرب.
كما تميزت دورة سنة 2010 عن الدورات السابقة بتقديمها للمجال البحري، كفضاء ترفيهي رئيسي من خلال تمكين المشاركين من الاستمتاع بما تزخر به الواجهة البحرية لمدن شمال المملكة المطلة سواء على المحيط الأطلسي أو على البحر الأبيض المتوسط
لعبت وكالة بيت مال القدس الشريف دور المحرك للعمل المؤسساتي الموجه لخدمة أطفال وشباب القدس من مختلف الفئات والأعمار من منطلق تعزيز حضورها الميداني في مختلف المجالات الاجتماعية في القدس بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس وفي طليعتها برامج الشباب والرياضة.
وإلى جانب المخيمات المقامة في المغربية، تكلفت الوكالة بتنظيم مخيمات صيفية لفائدة الأطفال المقدسيين في مدينة القدس، شملت، حسب إحصائيات الوكالة، سنة 2009 ما يقارب 25 مخيما موزعة على مناطق سور باهر والثوري وشعفاط وبيت حنينا والطور، إضافة إلى أحياء البلدة القديمة.
وعملت الوكالة، من خلال مندوبيتها في القدس، على توفير كافة الشروط المادية واللوجيستية لتنظيم هذه المخيمات، التي استفاد منها 2500 طفل مقدسي، وذلك برصد ميزانية مهمة لتنفيذ البرنامج المحدد في هذا الإطار ارتفعت من 80 ألف دولار أمريكي في العام الماضي إلى 120 ألف دولار أمريكي في العام الحالي.
وتمول الوكالة الملابس والألعاب الرياضية والقرطاسية والأدوات الخاصة بالمحترفات الفنية، فضلا عن تغطية تكاليف تغذية أطفال المخيمات والرحلات التي يقومون بها إلى مناطق خارج القدس ومنها بيت ساحور وبير زيت وأم الفحم ويافا وغيرها.
كما خصصت الوكالة، من جانب آخر، مبلغ 40 ألف دولار أمريكي لدعم المخيمات الصيفية المنظمة من قبل اللجنة الفلسطينية للمخيمات الصيفية.
ويعمل فريق الوكالة في القدس في ظروف صعبة نظرا لما يفرضه وجود الاحتلال من شروط وإجراءات تحد من قدرة المنظمين على انجاز البرامج الموضوعة لتلك المخيمات، بما في ذلك تدخلات الاحتلال، في كثير من المناسبات، لتعطيل أنشطة تلك المخيمات وأحيانا إغلاق المؤسسات القائمة على تلك البرامج والمشاريع تحت أية ذريعة
هناك عدد من المغاربة الذين يترقبون انطلاق حملات جمع التبرعات، ليحجوا إلى الوكالات البنكية التي يعلن عن فتح شبابيك بها لهذا الغرض. فأغلب هؤلاء المتطوعين يقومون بهذه الخطوة في سرية تامة، لأن الأمر بالنسبة لهم عمل خيري وإنساني صرف، بل هناك من يقدر أنه واجب ديني لا يمكن التفاخر به أو الكشف عنه.
ويوضح الحاج أحمد، أحد المواظبين على المشاركة في الحملات لفائدة القدس الشريف لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) "نسعد كثيرا عندما نعلم أن مشاريع أقيمت بالأموال التي جمعتها وكالة بيت مال القدس، ونقرر معاودة منح التبرعات كلما سنحت لنا الإمكانيات بذلك".
بعد إعفائه من مهمة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، عين العاهل المغربي محمد السادس عبد الكبير العلوي المدغري، الذي ظل في هذه الوزارة طويلا منذ فترة حكم الراحل الملك الحسن الثاني، مديرا عاما للوكالة.
وبعد أن كان العلوي على رأس قطاع الشأن الديني في المملكة، وجد نفسه يوم 12 نيسان/أبريل عام 2006 مكلفا بإدارة أشغال الوكالة وأعمالها وفق الصلاحيات المخولة في النظام الأساسي لها.
أربع سنوات كانت كافية للرجل الذي فقه خبايا التواصل مع المسؤولين في القدس الشريف، وعمل ما في وسعه لإعادة إحياء عمل الوكالة التي رفعت شعار من أجل الحفاظ على مدينة القدس العربية الإسلامية وتراثها الديني والحضاري.
عندما يتحدث عبد الكبير العلوي عن التبرعات التي جمعتها وكالة بيت مال القدس، لا يخفي أنه كان بالإمكان فعل الشيء الكثير. يتحدث بالأرقام، ولا يتردد عن الكشف عن الجهات الأكثر مساهمة. يقول أن الوكالة اعتمدت مقاربة واقعية بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، وأنها تركز اهتمامها على إقامة مشاريع تعود بالنفع على ساكني القدس الشريف وفق مبدأ السياسة المدنية العربية الإسلامية المقاربة.
فالوكالة، وفي إطار برامج عملها، تضع جملة من المعايير تعتمدها لاختيار المشاريع التي تقيمها في المنطقة بدعم من الأموال والتبرعات التي تم جمعها.
فمن بين المعايير التي تركز عليها الوكالة أن تكون الجهة المستفيدة جهة عربية مقدسية، وأن يلبي المشروع حاجة قائمة، كما يفترض في المشروع أن يكون قابلا للتنفيذ ومستوفيا للشروط الفنية والإدارية لتنفيذه.
كما تحرص الوكالة على تمويل مشاريع ذات ارتباط بقطاع التعليم من خلال تشييد مدارس أو إعادة ترميمها وتمويل أنشطة الطلاب وتقديم منح للدراسة، إلى جانب الاهتمام الذي يقدم لقطاع السكن. فالوكالة تهتم كثيرا بهذا القطاع، وتعمل على دعم وتمويل برامج الإقراض الفردي والجماعي لبناء البيوت والمساكن، ثم ترميم وتأهيل البيوت القديمة، إلى جانب تقديم منح صغيرة لتحسين شروط السكن للفقراء والمهمشين.
ويحظى قطاع الصحة بدوره باهتمام وافر من قبل وكالة بيت مال القدس، فعدد من المعدات والأجهزة والمستلزمات الطبية قدمتها الوكالة لفائدة مستشفيات ومستوصفات في القدس الشريف، إلى جانب دعم توسيع وتطوير الخدمات الصحية ودعم شراء الأدوية وتوفير العلاجات.
فحجم المشاريع المنفذة خلال العامين الماضيين انتقل من 6ر2 مليون دولار أمريكي إلى 7ر5 مليون دولار أمريكي ، وتتوقع الوكالة أن يرتفع هذا التمويل إلى 12 مليون دولار أمريكي قبل نهاية السنة الجارية.
أرقام تعكس الحجم الإجمالي للتبرعات التي تتمكن الوكالة من جمعها سواء من المساهمات الطوعية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي أو من قبل الهيئات الخاصة ومن الجمعيات الخيرية ومن الإيرادات والعوائد الناتجة عن أصول الوكالة وممتلكاتها ومشاريعها.
ومنذ الأول من كانون ثان/يناير حتى نهاية حزيران/يونيو الماضي ، بلغت التبرعات الموجهة إلى القدس الشريف نحو 65 مليون دولار، وكان الحكومة المغربية صاحبة حصة الأسد من هذه التبرعات، في ما وصلت تبرعات المؤسسات العربية والمغربية ما يقرب من 5ر4 مليون دولار، و7ر1 مليون دولار كإجمالي تبرعات الأفراد المغاربة.
ولم يتوقف شكل الدعم المقدم لفائدة المقدسيين في جمع التبرعات فقط، بل تجاوز الأمر إلى التفكير في خلق أنشطة لفائدة الأطفال. ففي الصيف الماضي، حل بالمملكة المغربية وفد من أطفال القدس الشريف، جابوا مختلف المدن، واستفادوا من أنشطة ترفيهية في إطار مخيم صيفي يعقد للسنة الثالثة على التوالي وحملت الدورة الأخيرة اسم الأميرة للا خديجة، نجلة العاهل المغربي محمد السادس.
كانت نقطة استقرار المخيم الصيفي في مدينة طنجة (شمال المملكة)، ووضعت برامج لزيارة مدن مغربية أخرى من مثل تطوان والدار البيضاء . وعملت وكالة بيت مال القدس الشريف على إشراك أكبر عدد من المؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية لتمكين الأطفال المستفيدين من هذا المخيم من الانفتاح على محيطهم الخارجي والتعرف على أقرانهم واكتساب المزيد من المعارف والمهارات وتمكينهم من التشبع بالسلوكيات الحسنة التي تجعلهم محصنين أمام الزوابع وقادرين على رفع التحديات التي يواجهونها في محيطهم اليومي حسب ما ذكر محمد سالم الشرقاوي مدير العلاقات العامة بالوكالة.
فالمخيم أعد على أساس تربوي واجتماعي وبخلفية تهذيبية وتثقيفية الهدف منها تمكين الأطفال من تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من فترة تواجدهم في المغرب.
كما تميزت دورة سنة 2010 عن الدورات السابقة بتقديمها للمجال البحري، كفضاء ترفيهي رئيسي من خلال تمكين المشاركين من الاستمتاع بما تزخر به الواجهة البحرية لمدن شمال المملكة المطلة سواء على المحيط الأطلسي أو على البحر الأبيض المتوسط
لعبت وكالة بيت مال القدس الشريف دور المحرك للعمل المؤسساتي الموجه لخدمة أطفال وشباب القدس من مختلف الفئات والأعمار من منطلق تعزيز حضورها الميداني في مختلف المجالات الاجتماعية في القدس بتعليمات من العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس وفي طليعتها برامج الشباب والرياضة.
وإلى جانب المخيمات المقامة في المغربية، تكلفت الوكالة بتنظيم مخيمات صيفية لفائدة الأطفال المقدسيين في مدينة القدس، شملت، حسب إحصائيات الوكالة، سنة 2009 ما يقارب 25 مخيما موزعة على مناطق سور باهر والثوري وشعفاط وبيت حنينا والطور، إضافة إلى أحياء البلدة القديمة.
وعملت الوكالة، من خلال مندوبيتها في القدس، على توفير كافة الشروط المادية واللوجيستية لتنظيم هذه المخيمات، التي استفاد منها 2500 طفل مقدسي، وذلك برصد ميزانية مهمة لتنفيذ البرنامج المحدد في هذا الإطار ارتفعت من 80 ألف دولار أمريكي في العام الماضي إلى 120 ألف دولار أمريكي في العام الحالي.
وتمول الوكالة الملابس والألعاب الرياضية والقرطاسية والأدوات الخاصة بالمحترفات الفنية، فضلا عن تغطية تكاليف تغذية أطفال المخيمات والرحلات التي يقومون بها إلى مناطق خارج القدس ومنها بيت ساحور وبير زيت وأم الفحم ويافا وغيرها.
كما خصصت الوكالة، من جانب آخر، مبلغ 40 ألف دولار أمريكي لدعم المخيمات الصيفية المنظمة من قبل اللجنة الفلسطينية للمخيمات الصيفية.
ويعمل فريق الوكالة في القدس في ظروف صعبة نظرا لما يفرضه وجود الاحتلال من شروط وإجراءات تحد من قدرة المنظمين على انجاز البرامج الموضوعة لتلك المخيمات، بما في ذلك تدخلات الاحتلال، في كثير من المناسبات، لتعطيل أنشطة تلك المخيمات وأحيانا إغلاق المؤسسات القائمة على تلك البرامج والمشاريع تحت أية ذريعة