القصر الرئاسي في هايتي بعد أن دمره الزلزال
رأينا حيرة كاهن الفودو وهو يرفع ذراعيه الى السماء و ينظر بعجز الى معبده المنهار واليأس ينبعث من صوته ، ايمانه بدينه أصيب بلدغة قاسية " من كان يدري أن هذا سيحدث" هو لم يتوقع ذلك على كل حال فالأرض زلزلت وانشقت من دون أي استئذان.
.
رأينا أيضا صور المتكالبين الناهبين، الفارين من الجحيم مع الشيطان وهم يزرعون الدمار والفوضى ويتشاجرون من أجل الماء والرز . ذكرت امرأة انها تعيش على كعك الطين، لم أكن أعرف أن الطين يمكن أن يسفر عن كعك ، وأنه فوق ذلك قادر على مقاومة الجوع.
معاناة الانسان وضعفه تبدت لنا في صور جلية واضحة ، ورغم ذلك فان الانسان قادر على أن يظهر الجانب السيء فيه ،لا يسعنا الا أن نشعر بالتواضع أمام هذا الموقف فاحتياجاتنا اليومية تبدو زهيدة جدا اذا ما استوعبنا حجم المعاناة التي تسببت فيها هذه الكارثة.
.
فوق الاستيعاب
من الصعب جدا ان نستوعب الكارثة فنحن نجلس آمنين أمام أجهزة التلفزيون ونتابع الصور وهي تتوالى أمام اعيننا ، بل اننا لا نكتفي منها . يدهشني حقا نهمنا الجشع للبؤس والمعاناة .
ما الذي يجعلنا نتطلع الى جهاز التلفزيون بهذا الشغف ولا نشبع من الصور المؤلمة؟ هل نحاول بهذه الطريقة ان نفهم ما يحدث؟ أم انه فضولنا الملتوي؟ أحيانا يبدو الأمر وكان وسائل الاعلام تحول المناظر الى نوع من الفرجة المباشرة الحية ، وربما تحتوي خزائن المحطات التلفزيونية على سيناريوهات جاهزة من أجل مزيد القاء الضوء على " الحدث".
أقسام المحطات تعمل بوتيرة متواصلة من أجل تصوير مباشر لما يحدث ، لا يجب أن يفوتها شيء على الاطلاق.
هل كنت تعلم أن هاييتي لم تكن سوى نقطة على خارطة بحر الكاريب وأنها تعتبر واحدة من أفقر الدول في العالم ؟ هل كنت تعلم ان هذا البلد هو ميراث العبيد الأفارقة الذين قضوا على نير العبودية في بداية القرن التاسع عشر وأنها منذ ذلك الوقت ، على عكس ما قد تتوقعه، فقدت كل بريقها وكبريائها؟ حسنا ، ها أنت عرفت الآن . فليس من العدل ان نضع اللوم على وسائل الاعلام لوحدها فهي تدعي أنها تنقل فقط ما يرغب المتفرج في رئيته وسماعه .
كل هذا يؤدي في نهاية المطاف الى حركة شعبية ، النشرات في كل ركن من الشارع ،القنوات التلفوزيونية والاذاعية تدعونا الى التحرك من أجل المنكوبين .
ربما هذه هي الطريقة الوحيدة القادرة على جعلنا نتخلص من احساسنا بالذنب من استراقنا النظر على آلام الغير فقد تبين أن المشاعر الخيرية للبشر مثل التعاطف والرغبة في فعل الخير تتحول الى ردة فعل جماعية هستيرية على كل كارثة. الصدام مع ضميرنا ، مدعوما باحساس الانسان بالعجز امام الكوارث ،تصبح معهما سياحة الكوارث شيئا لا مفر منه.
هكذا ننتقل من كارثة الى أخرى، وهذا ليس مدعاة للسخرية في حقيقة الأمر بل لا بد من الخجل و هكذا فاننا نسرع الى دفتر شيكاتنا لاسكات ضمائرنا . ما لفت انتباهي أكثر هو أن شيوخ النفط في الشرق الأوسط الذين ينفقون بلا حساب عمدوا الى تدقيق حساباتهم عندما تعلق الأمر بهاييتي فوسط كل الجهود التي بذلها العالم غاب الرجال ذوي الفساتين الفضفاضة والأصفار
.
رأينا أيضا صور المتكالبين الناهبين، الفارين من الجحيم مع الشيطان وهم يزرعون الدمار والفوضى ويتشاجرون من أجل الماء والرز . ذكرت امرأة انها تعيش على كعك الطين، لم أكن أعرف أن الطين يمكن أن يسفر عن كعك ، وأنه فوق ذلك قادر على مقاومة الجوع.
معاناة الانسان وضعفه تبدت لنا في صور جلية واضحة ، ورغم ذلك فان الانسان قادر على أن يظهر الجانب السيء فيه ،لا يسعنا الا أن نشعر بالتواضع أمام هذا الموقف فاحتياجاتنا اليومية تبدو زهيدة جدا اذا ما استوعبنا حجم المعاناة التي تسببت فيها هذه الكارثة.
.
فوق الاستيعاب
من الصعب جدا ان نستوعب الكارثة فنحن نجلس آمنين أمام أجهزة التلفزيون ونتابع الصور وهي تتوالى أمام اعيننا ، بل اننا لا نكتفي منها . يدهشني حقا نهمنا الجشع للبؤس والمعاناة .
ما الذي يجعلنا نتطلع الى جهاز التلفزيون بهذا الشغف ولا نشبع من الصور المؤلمة؟ هل نحاول بهذه الطريقة ان نفهم ما يحدث؟ أم انه فضولنا الملتوي؟ أحيانا يبدو الأمر وكان وسائل الاعلام تحول المناظر الى نوع من الفرجة المباشرة الحية ، وربما تحتوي خزائن المحطات التلفزيونية على سيناريوهات جاهزة من أجل مزيد القاء الضوء على " الحدث".
أقسام المحطات تعمل بوتيرة متواصلة من أجل تصوير مباشر لما يحدث ، لا يجب أن يفوتها شيء على الاطلاق.
هل كنت تعلم أن هاييتي لم تكن سوى نقطة على خارطة بحر الكاريب وأنها تعتبر واحدة من أفقر الدول في العالم ؟ هل كنت تعلم ان هذا البلد هو ميراث العبيد الأفارقة الذين قضوا على نير العبودية في بداية القرن التاسع عشر وأنها منذ ذلك الوقت ، على عكس ما قد تتوقعه، فقدت كل بريقها وكبريائها؟ حسنا ، ها أنت عرفت الآن . فليس من العدل ان نضع اللوم على وسائل الاعلام لوحدها فهي تدعي أنها تنقل فقط ما يرغب المتفرج في رئيته وسماعه .
كل هذا يؤدي في نهاية المطاف الى حركة شعبية ، النشرات في كل ركن من الشارع ،القنوات التلفوزيونية والاذاعية تدعونا الى التحرك من أجل المنكوبين .
ربما هذه هي الطريقة الوحيدة القادرة على جعلنا نتخلص من احساسنا بالذنب من استراقنا النظر على آلام الغير فقد تبين أن المشاعر الخيرية للبشر مثل التعاطف والرغبة في فعل الخير تتحول الى ردة فعل جماعية هستيرية على كل كارثة. الصدام مع ضميرنا ، مدعوما باحساس الانسان بالعجز امام الكوارث ،تصبح معهما سياحة الكوارث شيئا لا مفر منه.
هكذا ننتقل من كارثة الى أخرى، وهذا ليس مدعاة للسخرية في حقيقة الأمر بل لا بد من الخجل و هكذا فاننا نسرع الى دفتر شيكاتنا لاسكات ضمائرنا . ما لفت انتباهي أكثر هو أن شيوخ النفط في الشرق الأوسط الذين ينفقون بلا حساب عمدوا الى تدقيق حساباتهم عندما تعلق الأمر بهاييتي فوسط كل الجهود التي بذلها العالم غاب الرجال ذوي الفساتين الفضفاضة والأصفار


الصفحات
سياسة








