نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي

في كذبة الوطنية السورية

21/07/2025 - غازي دحمان


آزادي - سوريا...إعلان دمشق يحذر من نتائج كارثية إن تأخر الحل السياسي




دمشق - الهدهد - حذر بيان لأكبر تيارات المعارضة السورية من اقتراب التدويل ان اصر النظام السوري على تعنته وواصل قمعه للشعب وناشد بيان "اعلان دمشق للتغيير الديمقراطي" الذي يضم عربا وكرد وآثوريين السوريين الذين لم يحسموا أمرهم للانضمام الى حركة الاحتجاجات حتى يصبح الانتقال من الاستبداد للديمقراطية اسرع واقل كلفة وحذر البيان من نتائج كارثية ان طال التردد لان ابواب الحل السياسي تضيق و النظام يتحول تدريجيا الى اسير لحله الامني وفي ما يلي بيان اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي :


آزادي - سوريا...إعلان دمشق يحذر من نتائج كارثية إن تأخر الحل السياسي
بيان إلى الشعب السوري

انقضت الجمعة التاسعة جمعة آزادي ( الحرية ) على انتفاضة الشعب السوري طلباً للحرية والكرامة . وكانت دامية كباقي الأسابيع الماضية ، إذ سقط برصاص القوى الأمنية أكثر من خمسين شهيداً وعشرات الجرحى في حمص ودرعا وبرزة والبوكمال وإدلب وبلداتها المنتفضة ، حيث تم اجتياح معرة النعمان وسقط فيها أكبر عدد من الشهداء . وصدحت آلاف الحناجر بالحرية في مظاهرات غطت أغلب المدن والمناطق في الجهات الأربعة من سورية .

كان الأسبوع التاسع دامياً وعنيفاً أيضاً . فاستمر حصار المدن وأعمال الاجتياح والقتل خاصة في تلكلخ والعريضة ، وتشريد السكان الآمنين إضافة إلى المجازر والمقابر الجماعية المكتشفة . وكذلك بتقطيع أوصال المدن بالحواجز العسكرية والأمنية ، وتوالي الاعتقالات التي طالت الآلاف من مختلف المدن السورية ، وهو ما يسم طريقة تعامل النظام مع انتفاضة السوريين الذين تقوى حركتهم وتتجذر وتتسع جغرافياً ، وتنضم كل أسبوع قوى جديدة ومناطق جديدة إلى حركة الشارع السوري على الرغم من تشديد الخيارات الأمنية .

ومن اللافت في انتفاضة هذا الأسبوع المشاركة الكثيفة للمواطنين السوريين الآثوريين إلى جانب إخوانهم العرب والأكراد في التظاهرات بصورة أوسع من الأسابيع الماضية ، ليرددوا ذات الشعارات المرفوعة من مختلف أطياف المجتمع السوري . إلا أن اللافت أكثر الموقف المتشدد وغير المفهوم لردة فعل النظام تجاه الآثوريين وقيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية باقتحام مقرها ومصادرة وتحطيم محتوياته واعتقال ثلاثة عشر من قيادتها ( المكتب السياسي ) . فهل أزعج تحرك الآثوريين النظام إلى هذه الدرجة كون الآثوريين لا يعقل أن يكونوا جماعة سلفية ؟

على الصعيد الخارجي ، فإن المجتمع الدولي الذي يصدمه كل يوم حجم القتل والعنف الممارس وإصرار النظام على خياره الأمني ورفضه الخيارات السياسية مما يدفع بالوضع السوري نحو التدويل بخطا متسارعة ، وتزداد العزلة الدولية للنظام ، الأمر الذي يرتب تداعيات يصعب التكهن بعواقبها . فالعقوبات الأمريكية الخجولة تركت الباب موارباً أمام النظام في محاولة منها لإعطائه فرصة لاعتماد خيار الإصلاح وتجنب العنف . وهي المرة الأولى التي تطال فيها العقوبات رئيس النظام ، أو تلك العقوبات التي يهدد الاتحاد الأوروبي بفرضها على ذات الدوائر داخل النظام ، تشير إلى دلالات صعبة وهي تضع النظام أمام احتمالات عسيرة أقلها أن يصبح أسيراً لخياره الأمني ، وعندها سيكون خياراً انتحارياً ومدمراً لسورية والسوريين . وبالتالي لا مفر أمام النظام من القبول بضرورة الانتقال السلمي من دولة الاستبداد إلى دولة مدنية ديمقراطية . وهنا يتحمل النظام المسؤولية الكاملة مادام يشيح بوجهه عن الحلول السياسية ، ويطلق العنان لعقله الأمني لاجتراح الحلول الفاشلة ، وبات يتنقل وسط اختبارات القوة العارية ، ينقلها من مدينة إلى أخرى ، ويداري عليها بتضليله الإعلامي وحديثه العائم والضبابي حول الإصلاح ، او حتى الحوارات الواهية التي دحضتها ممارساته القمعية على الأرض منذ انطلاقة الانتفاضة المباركة في الخامس عشر من آذار الماضي .

ما برحت المعارضة السورية ، وهي أحد أشكال التعبير السياسي عن ضمير الشعب المنتفض ، تحذر من أن الفرص تضيق أمام الحلول السياسية ، وتضيق أيضاً أمام النظام للخروج من الأزمة بسبب التمادي في الحلول الأمنية ، وهذا ليس فقط لأن المعارضة تدرك موازين القوى السياسية والاجتماعية الحاكمة للحالة السورية ، بل لأنها تعي بشكل أدق المآلات التي تنتظر سورية والشعب السوري ، وسوف تكون كارثية . الأمر الذي يرتب على المترددين من المجتمع السوري أفراداً أو جماعات أو مدناً أن يحسموا موقفهم ويكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية وينخرطوا إلى جانب المنتفضين ، كيما يمكن إنقاذ سورية ، ويسهلوا عملية انتقالها سلمياً نحو الديمقراطية بأقل التكاليف بشرياً ومجتمعياً ، تكاليف يبدو جلياً أن النظام لا يكترث لها .

تحية لأرواح الشهداء
عاشت سورية حرة وديمقراطية

دمشق في 22 / 5 / 2001

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
الأمانة العامة

دمشق - الهدهد
الاثنين 23 ماي 2011