
ويمارس الأرمن تزامناً مع هذا العيد طقساً آخر يتم خلاله تحضير أكلة تقليدية تدعى " الهريسة " تحضر مساء يوم الجمعة الذي يسبق عيد السيدة العذراء ، ويتم توزيعها في مساء اليوم التالي مع العنب في حصص متساوية ، على المؤمنين الذين يتوافدون إلى الدير من كافة المناطق اللبنانية ، كما يتم توزيعها على المحتاجين والعجزة والمرضى من الأرمن.
ويشارك أرمن لبنان في هذه الطقوس تدفعهم الرغبة في تحقيق التضامن والتواصل الإجتماعي والمحافظة على الخاصية الثقافية الأرمنية علهم يوماً يعودون إلى ديار طالما حلموا بها .
وكان الأرمن وصلوا إلى لبنان في عشرينيات القرن الماضي هربا كما تردد من المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحقهم، وسكنوا في غالبيتهم في منطقة برج حمود شرق بيروت ، وفي عنجر في البقاع، شرق لبنان.
وقال الأب فارانت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " إن تحضير الهريسة هو عادة قومية وشعبية أكثر منها دينية ، وهي تقليد لطقس نتوارثه منذ أيام القديس غريغوريوس المنوّر الذي أقام احتفالات كبيرة بعد اعتناقه المسيحية في أرمينيا وأمر بتحضير "هاريغ إسا " أي " دقوا هذا" بالعربية المؤلفة من لحم الغنم والقمح ، والتي تحول لفظها إلى /هريسة/ مع الزمن ".
ويطلق الأرمن على عيد انتقال السيدة العذراء ، أيضاّ عيد "النّدر" حيث يقدم بعض المؤمنين النذورات المؤلفة من الخراف والقمح والعنب إلى لجنة مختصة ، وبواسطتها يتم تحضير "الهريسة" كما يقدم بعضهم الآخر العنب.
وأضاف فارنت "يقوم طلاب الإكليركية الكبرى الذين يقيمون في الدير، يتحضير /الهريسة/ التي تتكون من لحم الغنم والقمح ، وتطبخ لمدة إثنا عشر ساعة تقريباً على نار هادئة من مساء الجمعة وحتى صباح السبت ". وأشار إلى" أن الهدف من هذه العملية هو توزيع الأكل على فقراء الأرمن والمحتاجين من عجزة أو مرضى بمناسبة عيد السيدة العذراء ".
ويقوم الأرمن بتحضير "الهريسة" في كل المناسبات الدينية والإجتماعية ،وليس فقط في عيد السيدة ، والهدف دائماً هو احتصان ذوي الحاجة من الأرمن .
وتابع فارنت إن" من عادة الأرمن الإمتناع عن أكل العنب قبل مباركته أثناء الإحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء ، وهي عادة قديمة سببها أن العنب لا ينضج بشكل جيد إلا في منتصف آب/أغسطس ، لهذا ارتبطت مباركة العنب بهذا العيد ".
وتحصل مباركة "الهريسة مرتين ، الأولى قبل ذبح الخراف ، حيث يتم إطعامهم الملح المصلى عليه ، على اعتبار أن الملح يدخل في العديد من طقوس المرض والموت والتطهير ، لأنه مادة مطهرة ، والثانية بعد توزيع "الهريسة" إلى حصص توضع في الكنيسة ، ويصلى عليها مع العنب ، الكاثوليكوس آرام الأول في قداس إحتفالي قبل تقديمها للناس الذين يعتقدون أن من يتناولها يشفى من كافة علله.
وقال فاكو الذي كان في الدير ليلة تحضير "الهريسة" وفضل عدم ذكر إسمه كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية " يأتي الناس يوم الجمعة بهدف الصلاة ، حيث يمضي معظم المؤمنين ليلتهم في الكنيسة وينام بعضهم فيها ، أما السبت فيأتون لتناول العنب للمرة الأولى ، بعد مباركته وتناول "الهريسة ". وأضاف " أنا هنا اليوم أتحدث إلى بعض الأصدقاء وأمضي الوقت بينما زوجتي وابنتي تصليان في الكنيسة ".
وأنشأ الأرمن في لبنان مؤسسات خاصة بهم ، فكانت لهم مدارسهم ،ومؤسساتهم الثقافية والدينية والسياسية والتنموية والترفيهية وبالأخص الإقتصادية التي من خلالها استطاعوا المحافظة على لغتهم وثقافتهم.
وحقق أرمن لبنان نجاحاً اقتصادياً بارزاً فترة وجودهم في لبنان ، كما استطاعوا الحفاظ على خاصيتهم الثقافية من خلال محافظتهم على اللغة والزواج .
ويتحدث الأرمن اللبنانيون مع بعضهم البعض بلغتهم الأرمنية ، فيما يتحدثون مع المواطنين اللبنانيين باللغة العربية أو الفرنسية والإنكليزية ، ويتزوج معظمهم زواجاً داخلياً (أشخاص أرمنيين ) .
ويضم لبنان حالياً أكبر جالية أرمنية في العالم العربي ، حيث يُقدّرالبعض عدد اللبنانيين الأرمن بحوالي 350 ألف ولكن عددأ كبيراً منهم هاجروا ، ولا توجد اليوم إحصاءات دقيقة في هذا الشأن .
وقال هوسيب هوسيبيان الذي كان يساعد في طبخ "الهريسة " لوكالة الأنباء الألمانية " أساهم في عملية طبخ /الهريسة/ كما أفعل عادةً في كل المناسبات والأعياد الأرمنية ، حيث يتم تحضيرها بوصفها أكلة تراثية ، لأني أحب أن أشارك في هذا العمل وأستمتع بالمساعدة ".
وأضاف هوسبيان "ألتقي بهذه المناسبة بالعديد من الأشخاص ". مضيفاً " إن ما نقوم به هو جدا ًمهم لأنه يحقق المشاركة والتكاتف ".
ويلتقي الأرمن بهذه المناسبة بعضهم البعض يوم تحضير "الهريسة" ، ويوم توزيعها ، يسهرون ويتبادلون الأحاديث والنكات وتكون مناسبة حقيقية للتبادل والتواصل وتجديد العلاقات .
وتغلق الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات أبوابها في لبنان ، في الخامس عشر من آب/أغسطس بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء وتقام في بعض البلدات والقرى إحتفالات دينية وشعبية .
وقالت غاسيا التي زارت الدير أثناء تحضير "الهريسة " لوكالة الأنباء اللمانية والتي فضلت عدم ذكر إسمها كاملاً "منذ طفولتي علمني أهلي أن هناك تراثاً يمارسه الأرمن وهذا التراث يجب المحافظة عليه ".
وأضافت"على الأرمن المحافظة على تراثهم وتقاليدهم ولغتهم ، لأنها تشكل رابطاً قوياً بيننا ، ويجب أن لا يضعف ".
وتابعت " من المعلوم أنه منذ ارتحال الأرمن إلى لبنان عقب المجازر التي تعرضوا لها ، قاموا ببناء المدارس للمحافظة على اللغة الأرمنية ، ومن ثم قاموا ببناء الكنائس حتى يبقى إيمان الأرمن قوياً وهاتان المؤسستان المدرسة والكنيسة من شأنهما الحفاظ على الهوية الأرمنية ".
وقالت غاسيا " إن عملية التخلي عن هذا التراث وهذه العادات والتقاليد من شأنها أن توصل إلى التخلي عن الخاصية الأرمنية والإنتماء إلى الجذور" .
وعلى الرغم من أن اللبنانيين الأرمن جسدوا المواطنية الصالحة وتمسكوا بهويتهم اللبنانية ، إلا أنهم رفضوا التخلي عن هويتهم الأرمنية ، والاستسلام إلى نقمة النسيان التي يعاني منها معظم اللبنانيين ، فتمسكوا بكل الوسائل التي تجعلهم يتذكرون ...لعلّ الذكرى تنفع .
ويشارك أرمن لبنان في هذه الطقوس تدفعهم الرغبة في تحقيق التضامن والتواصل الإجتماعي والمحافظة على الخاصية الثقافية الأرمنية علهم يوماً يعودون إلى ديار طالما حلموا بها .
وكان الأرمن وصلوا إلى لبنان في عشرينيات القرن الماضي هربا كما تردد من المذابح التي ارتكبتها الدولة العثمانية بحقهم، وسكنوا في غالبيتهم في منطقة برج حمود شرق بيروت ، وفي عنجر في البقاع، شرق لبنان.
وقال الأب فارانت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) " إن تحضير الهريسة هو عادة قومية وشعبية أكثر منها دينية ، وهي تقليد لطقس نتوارثه منذ أيام القديس غريغوريوس المنوّر الذي أقام احتفالات كبيرة بعد اعتناقه المسيحية في أرمينيا وأمر بتحضير "هاريغ إسا " أي " دقوا هذا" بالعربية المؤلفة من لحم الغنم والقمح ، والتي تحول لفظها إلى /هريسة/ مع الزمن ".
ويطلق الأرمن على عيد انتقال السيدة العذراء ، أيضاّ عيد "النّدر" حيث يقدم بعض المؤمنين النذورات المؤلفة من الخراف والقمح والعنب إلى لجنة مختصة ، وبواسطتها يتم تحضير "الهريسة" كما يقدم بعضهم الآخر العنب.
وأضاف فارنت "يقوم طلاب الإكليركية الكبرى الذين يقيمون في الدير، يتحضير /الهريسة/ التي تتكون من لحم الغنم والقمح ، وتطبخ لمدة إثنا عشر ساعة تقريباً على نار هادئة من مساء الجمعة وحتى صباح السبت ". وأشار إلى" أن الهدف من هذه العملية هو توزيع الأكل على فقراء الأرمن والمحتاجين من عجزة أو مرضى بمناسبة عيد السيدة العذراء ".
ويقوم الأرمن بتحضير "الهريسة" في كل المناسبات الدينية والإجتماعية ،وليس فقط في عيد السيدة ، والهدف دائماً هو احتصان ذوي الحاجة من الأرمن .
وتابع فارنت إن" من عادة الأرمن الإمتناع عن أكل العنب قبل مباركته أثناء الإحتفال بعيد انتقال السيدة العذراء ، وهي عادة قديمة سببها أن العنب لا ينضج بشكل جيد إلا في منتصف آب/أغسطس ، لهذا ارتبطت مباركة العنب بهذا العيد ".
وتحصل مباركة "الهريسة مرتين ، الأولى قبل ذبح الخراف ، حيث يتم إطعامهم الملح المصلى عليه ، على اعتبار أن الملح يدخل في العديد من طقوس المرض والموت والتطهير ، لأنه مادة مطهرة ، والثانية بعد توزيع "الهريسة" إلى حصص توضع في الكنيسة ، ويصلى عليها مع العنب ، الكاثوليكوس آرام الأول في قداس إحتفالي قبل تقديمها للناس الذين يعتقدون أن من يتناولها يشفى من كافة علله.
وقال فاكو الذي كان في الدير ليلة تحضير "الهريسة" وفضل عدم ذكر إسمه كاملاً لوكالة الأنباء الألمانية " يأتي الناس يوم الجمعة بهدف الصلاة ، حيث يمضي معظم المؤمنين ليلتهم في الكنيسة وينام بعضهم فيها ، أما السبت فيأتون لتناول العنب للمرة الأولى ، بعد مباركته وتناول "الهريسة ". وأضاف " أنا هنا اليوم أتحدث إلى بعض الأصدقاء وأمضي الوقت بينما زوجتي وابنتي تصليان في الكنيسة ".
وأنشأ الأرمن في لبنان مؤسسات خاصة بهم ، فكانت لهم مدارسهم ،ومؤسساتهم الثقافية والدينية والسياسية والتنموية والترفيهية وبالأخص الإقتصادية التي من خلالها استطاعوا المحافظة على لغتهم وثقافتهم.
وحقق أرمن لبنان نجاحاً اقتصادياً بارزاً فترة وجودهم في لبنان ، كما استطاعوا الحفاظ على خاصيتهم الثقافية من خلال محافظتهم على اللغة والزواج .
ويتحدث الأرمن اللبنانيون مع بعضهم البعض بلغتهم الأرمنية ، فيما يتحدثون مع المواطنين اللبنانيين باللغة العربية أو الفرنسية والإنكليزية ، ويتزوج معظمهم زواجاً داخلياً (أشخاص أرمنيين ) .
ويضم لبنان حالياً أكبر جالية أرمنية في العالم العربي ، حيث يُقدّرالبعض عدد اللبنانيين الأرمن بحوالي 350 ألف ولكن عددأ كبيراً منهم هاجروا ، ولا توجد اليوم إحصاءات دقيقة في هذا الشأن .
وقال هوسيب هوسيبيان الذي كان يساعد في طبخ "الهريسة " لوكالة الأنباء الألمانية " أساهم في عملية طبخ /الهريسة/ كما أفعل عادةً في كل المناسبات والأعياد الأرمنية ، حيث يتم تحضيرها بوصفها أكلة تراثية ، لأني أحب أن أشارك في هذا العمل وأستمتع بالمساعدة ".
وأضاف هوسبيان "ألتقي بهذه المناسبة بالعديد من الأشخاص ". مضيفاً " إن ما نقوم به هو جدا ًمهم لأنه يحقق المشاركة والتكاتف ".
ويلتقي الأرمن بهذه المناسبة بعضهم البعض يوم تحضير "الهريسة" ، ويوم توزيعها ، يسهرون ويتبادلون الأحاديث والنكات وتكون مناسبة حقيقية للتبادل والتواصل وتجديد العلاقات .
وتغلق الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات أبوابها في لبنان ، في الخامس عشر من آب/أغسطس بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء وتقام في بعض البلدات والقرى إحتفالات دينية وشعبية .
وقالت غاسيا التي زارت الدير أثناء تحضير "الهريسة " لوكالة الأنباء اللمانية والتي فضلت عدم ذكر إسمها كاملاً "منذ طفولتي علمني أهلي أن هناك تراثاً يمارسه الأرمن وهذا التراث يجب المحافظة عليه ".
وأضافت"على الأرمن المحافظة على تراثهم وتقاليدهم ولغتهم ، لأنها تشكل رابطاً قوياً بيننا ، ويجب أن لا يضعف ".
وتابعت " من المعلوم أنه منذ ارتحال الأرمن إلى لبنان عقب المجازر التي تعرضوا لها ، قاموا ببناء المدارس للمحافظة على اللغة الأرمنية ، ومن ثم قاموا ببناء الكنائس حتى يبقى إيمان الأرمن قوياً وهاتان المؤسستان المدرسة والكنيسة من شأنهما الحفاظ على الهوية الأرمنية ".
وقالت غاسيا " إن عملية التخلي عن هذا التراث وهذه العادات والتقاليد من شأنها أن توصل إلى التخلي عن الخاصية الأرمنية والإنتماء إلى الجذور" .
وعلى الرغم من أن اللبنانيين الأرمن جسدوا المواطنية الصالحة وتمسكوا بهويتهم اللبنانية ، إلا أنهم رفضوا التخلي عن هويتهم الأرمنية ، والاستسلام إلى نقمة النسيان التي يعاني منها معظم اللبنانيين ، فتمسكوا بكل الوسائل التي تجعلهم يتذكرون ...لعلّ الذكرى تنفع .