إقليم باميان الأفغاني
ولكن ما يفتقده المكان هو حركة السياحة الأجنبية، ويقع إقليم باميان - على كل الأحوال - في قلب أفغانستان التي ليست بالضبط مقصدا جذابا لقضاء العطلات في هذه الأيام.
غير أن أهالي باميان عاقدون العزم على إحداث تغيير في هذا الوضع دون أن تفت في عضدهم الحروب الطويلة الجارية في دولتهم، ويملأ الأهالي الحماس المؤثر وهم يستعدون لقدوم أيام أفضل حالا يأملون في أن تجلبها السياحة البيئية.
ويعد باميان أحد أكثر الأقاليم الأفغانية أمانا، وينتمي معظم سكانه لطائفة الهازار وهم أعضاء في أقلية الشيعة المسلمة والذين لا يمثلون أهمية كبيرة للمتمردين الإسلاميين المتطرفين في حركة طالبان، غير أن باميان احتل عناوين الصحف العالمية عام 2001 عندما نسفت حركة طالبان تمثالين عملاقين لبوذا كانا منحوتين في جرف صخري يواجه بلدة باميان عاصمة الإقليم.
وعند النظر لأعلى أثناء الوقوف في المكان الذي أصبح خاليا بعد نسف التمثالين يدرك المرء مدى الإنجاز الهائل للفنانين الذين شيدوا تمثالي بوذا، ففي القرن الخامس أو السادس الميلادي حين لم تكن الآلات أو أجهزة الحواسب الإليكترونية متوفرة تمكن الفنانون الأفغان من تصميم ونحت هذا العمل الفني الفريد، حيث يقف التمثال الأكبر حجما ليصل طوله إلى 53 مترا، كما جاءت مشاعر الغضب الناتجة عن هدم التمثالين هائلة.
وكان التمثال الأكبر من الصلابة لدرجة أن عملية تدميره احتاجت لأكثر من ثلاثة أسابيع، ويصف أمير فولادي مدير برنامج السياحة البيئية بإقليم باميان عملية تدمير التمثالين بأنها أسوأ أنباء سمعها في حياته، وتدعم حكومة نيوزيلندا ومؤسسة أغا خان ومقرها جنيف برنامج السياحة البيئية في باميان، ويضيف أمير فيلادي إن عملية التدمير تعد مأساة ثقافية ليس فقط بالنسبة لأهالي باميان وأفغانستان ولكن بالنسبة للعالم بأكمله.
وفي عام 2003 ضمت منظمة اليونسكو البقايا الأثرية والمعالم الثقافية بوادي باميان في قائمة مواقع التراث العالمي، ولا تزال المساحة الهائلة الخالية التي كانت مكانا للتمثالين داخل الصخور موقعا يستحق المشاهدة، وتؤدي سلالم عتيقة تصعد عاليا إلى الجرف الصخري عبر سلسلة من الكهوف تحمل جدرانها بقايا رسوم لبوذا، ويعد منظر جبال هندو كوش من ناحية الكهوف خلابا.
وليست البقايا الأثرية هي كل ما يتيحه إقليم باميان للسياح فهناك أيضا المناظر الطبيعية التي لم تفسدها المدنية، وتنتظر الجبال هواة السير على الأقدام فوق المرتفعات، وتقع البحيرات التي تضمها "بند الأمير" أول حديقة وطنية في أفغانستان والتي تعد الوحيدة حتى الآن على مسافة ثلاث ساعات بالسيارة من باميان.
وقبل الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 كان إقليم باميان يجتذب نحو 64 ألف زائر أجنبي سنويا، وتراجع هذا العدد إلى أربعة آلاف عام 2004، ثم تدهور الوضع الأمني لدرجة أن أقل من 800 أجنبي غامروا بزيارة باميان العام الماضي، وكلهم تقريبا يعملون داخل أفغانستان، غير أن عدد الزائرين الأفغان للإقليم ارتفع من 950 شخصا عام 2008 إلى 1500 عام 2009.
ولم تكن المخاطر الأمنية التي تحيط بكثير من المناطق الأفغانية هي وحدها التي تعرقل تحقيق التقدم في المجال السياحي وإنما لعبت البنية التحتية الفقيرة أيضا دورا في هذا الإتجاه، فمثلا الذهاب إلى باميان ليس عملية سهلة، ويأمل سكان الإقليم أن يتم تنظيم رحلات جوية تجارية من العاصمة كابول حتى باميان مستقبلا، والأهم من ذلك رصف الطريق القادم من كابول الأمر الذي سيختصر زمن الرحلة بالسيارة من ثمان إلى ثلاث ساعات.
ولدى فولادي خطط كبيرة للمستقبل، وهو يهدف إلى زيادة عدد الأسرة للسياح من 116 سريرا حاليا إلى ألف سرير عام 2015، وزيادة عدد عمال صناعة الفندقة إلى ألف عامل وهو ما يماثل ثمانية أمثال العدد الحالي.
ويؤكد فولادي أن باميان آمنة ولديها إمكانات كثيرة، ويأمل أيضا في اجتذاب هواة الألعاب الرياضية الشتوية إلى وادي باميان الذي يقع على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، كما أن الجبال المحيطة التي يصل ارتفاع قممها إلى خمسة آلاف متر تغري المتزلجين بالقدوم.
غير أن أهالي باميان عاقدون العزم على إحداث تغيير في هذا الوضع دون أن تفت في عضدهم الحروب الطويلة الجارية في دولتهم، ويملأ الأهالي الحماس المؤثر وهم يستعدون لقدوم أيام أفضل حالا يأملون في أن تجلبها السياحة البيئية.
ويعد باميان أحد أكثر الأقاليم الأفغانية أمانا، وينتمي معظم سكانه لطائفة الهازار وهم أعضاء في أقلية الشيعة المسلمة والذين لا يمثلون أهمية كبيرة للمتمردين الإسلاميين المتطرفين في حركة طالبان، غير أن باميان احتل عناوين الصحف العالمية عام 2001 عندما نسفت حركة طالبان تمثالين عملاقين لبوذا كانا منحوتين في جرف صخري يواجه بلدة باميان عاصمة الإقليم.
وعند النظر لأعلى أثناء الوقوف في المكان الذي أصبح خاليا بعد نسف التمثالين يدرك المرء مدى الإنجاز الهائل للفنانين الذين شيدوا تمثالي بوذا، ففي القرن الخامس أو السادس الميلادي حين لم تكن الآلات أو أجهزة الحواسب الإليكترونية متوفرة تمكن الفنانون الأفغان من تصميم ونحت هذا العمل الفني الفريد، حيث يقف التمثال الأكبر حجما ليصل طوله إلى 53 مترا، كما جاءت مشاعر الغضب الناتجة عن هدم التمثالين هائلة.
وكان التمثال الأكبر من الصلابة لدرجة أن عملية تدميره احتاجت لأكثر من ثلاثة أسابيع، ويصف أمير فولادي مدير برنامج السياحة البيئية بإقليم باميان عملية تدمير التمثالين بأنها أسوأ أنباء سمعها في حياته، وتدعم حكومة نيوزيلندا ومؤسسة أغا خان ومقرها جنيف برنامج السياحة البيئية في باميان، ويضيف أمير فيلادي إن عملية التدمير تعد مأساة ثقافية ليس فقط بالنسبة لأهالي باميان وأفغانستان ولكن بالنسبة للعالم بأكمله.
وفي عام 2003 ضمت منظمة اليونسكو البقايا الأثرية والمعالم الثقافية بوادي باميان في قائمة مواقع التراث العالمي، ولا تزال المساحة الهائلة الخالية التي كانت مكانا للتمثالين داخل الصخور موقعا يستحق المشاهدة، وتؤدي سلالم عتيقة تصعد عاليا إلى الجرف الصخري عبر سلسلة من الكهوف تحمل جدرانها بقايا رسوم لبوذا، ويعد منظر جبال هندو كوش من ناحية الكهوف خلابا.
وليست البقايا الأثرية هي كل ما يتيحه إقليم باميان للسياح فهناك أيضا المناظر الطبيعية التي لم تفسدها المدنية، وتنتظر الجبال هواة السير على الأقدام فوق المرتفعات، وتقع البحيرات التي تضمها "بند الأمير" أول حديقة وطنية في أفغانستان والتي تعد الوحيدة حتى الآن على مسافة ثلاث ساعات بالسيارة من باميان.
وقبل الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 كان إقليم باميان يجتذب نحو 64 ألف زائر أجنبي سنويا، وتراجع هذا العدد إلى أربعة آلاف عام 2004، ثم تدهور الوضع الأمني لدرجة أن أقل من 800 أجنبي غامروا بزيارة باميان العام الماضي، وكلهم تقريبا يعملون داخل أفغانستان، غير أن عدد الزائرين الأفغان للإقليم ارتفع من 950 شخصا عام 2008 إلى 1500 عام 2009.
ولم تكن المخاطر الأمنية التي تحيط بكثير من المناطق الأفغانية هي وحدها التي تعرقل تحقيق التقدم في المجال السياحي وإنما لعبت البنية التحتية الفقيرة أيضا دورا في هذا الإتجاه، فمثلا الذهاب إلى باميان ليس عملية سهلة، ويأمل سكان الإقليم أن يتم تنظيم رحلات جوية تجارية من العاصمة كابول حتى باميان مستقبلا، والأهم من ذلك رصف الطريق القادم من كابول الأمر الذي سيختصر زمن الرحلة بالسيارة من ثمان إلى ثلاث ساعات.
ولدى فولادي خطط كبيرة للمستقبل، وهو يهدف إلى زيادة عدد الأسرة للسياح من 116 سريرا حاليا إلى ألف سرير عام 2015، وزيادة عدد عمال صناعة الفندقة إلى ألف عامل وهو ما يماثل ثمانية أمثال العدد الحالي.
ويؤكد فولادي أن باميان آمنة ولديها إمكانات كثيرة، ويأمل أيضا في اجتذاب هواة الألعاب الرياضية الشتوية إلى وادي باميان الذي يقع على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، كما أن الجبال المحيطة التي يصل ارتفاع قممها إلى خمسة آلاف متر تغري المتزلجين بالقدوم.


الصفحات
سياسة








