تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد


استقلال أنثوي بشروط ذكورية..الأمهات العاملات يعانين حياة مريرة تتطلب دعما




مدريد - رومينا لوبيز لا روزا - يدق جرس المنبه في تمام السابعة صباحا، هذا هو الوقت الذي ينبغي الحصول فيه على حمام سريع ثم ارتداء الملابس وإيقاظ الأطفال وتنظيفهم ومساعدتهم على ارتداء ملابسهم وتغيير حفاظات الصغار منهم والإسراع بهم إلى المدرسة أو دار الحضانة، ثم مواصلة السير نحو جهة العمل لقضاء أي عدد من الساعات هناك وبعد ذلك العودة لإصطحاب الأطفال إلى المنزل مع الأمل ألا يكون الوقت قد بات متأخرا بالنسبة لهم


احد التحديات الكبيرة التي تواجه المرأة العاملة هو الجمع بين مهنتها والأمومة
احد التحديات الكبيرة التي تواجه المرأة العاملة هو الجمع بين مهنتها والأمومة
ومع ذلك لم يصل العمل اليومي بعد إلى نهايته، فبعد العودة إلى المنزل عند المساء يكون الوقت قد حان لمساعدة الأبناء على أداء واجباتهم الدراسية وإعداد طعام العشاء ثم وضع الصغار في الفراش، ولا يزال ثمة مزيد من الوقت وإن لم يكن كثيرا قبل الذهاب إلى النوم حتى لسويعات قليلة.

هذا هو نموذج الحياة اليومية بالنسبة للأمهات في مختلف أنحاء العالم اللاتي يعملن خارج المنزل من أجل الحصول على النقود، وإن كانت ثمة اختلافات قليلة في جدول الأعباء اليومية أو في عدد الأطفال أو المساعدة المحتملة من جانب الزوج أو الجد أو الأقارب الآخرين.

ومما لا شك فيه أن الأمومة لا تزال هدفا تسعى لتحقيقه كثير من الأمهات غير أنه بعد مرور قرون عانت خلالها المرأة من عدم المساواة والخضوع فإن النساء يسعين أيضا إلى تحقيق الذات والتفوق في الوظائف التي يشغلونها، وعلى الرغم من المعارك التي خاضتها الحركات النسائية في معظم الدول الغربية وبرغم التقدم الذي تم تحقيقه فإن جميع النساء في معظم الدول لا يزال يتعذر عليهن الجمع بين العالمين المختلفين وهما الحياة المهنية والأمومة، وتتساءل نساء كثيرات عما إذا كن قد استفدن حقيقة من الانخراط في العمل أو ما إذا كان شخص ما قد تلاعب بهن في لعبة خبيثة.

وتعد الأدوار التي يقوم بها كل من الذكور والإناث خاصة عندما يصبحوا آباء جزءا مهما من المعادلة، وقد تغيرت الأدوار ولم تعد هي بعينها التي كانت تمارس منذ مئة أو حتى خمسين عاما، ومع ذلك لم تتحدد بشكل واضح بعد حيث لا تزال تجرى صياغتها.

وتناولت الكاتبة الأرجنتينية لاورا جوتمان هذه القضايا وغيرها من الموضوعات في كتباها " الأمومة والتصالح مع ظل المرء ".

وقالت جوتمان في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إن النساء يسعين للبحث عن طرق جديدة للعيش بحرية بعد قرون من الخضوع الاقتصادي والجنسي للرجال، وهذا السعي سيكلفهن ثمنا غاليا، وأضافت إن النساء يحاولن حتى الآن تحقيق الاستقلالية وفقا لشروط ذكورية بسبب أنهن تاريخيا ليس لديهن التدريب الكافي الذي يؤهلن لتحقيق التقدم واستطردت جوتمان قائلة : " إننا نحتاج لعدة أجيال حتى يمكن أن " نخترع " نماذج نسائية للعيش في حرية، وهذه الحركات متأرجحة بالطبع مما يعني القول إنه إذا أصبحت السيدة أكثر " رجولة " فإن الرجال سيفعلون العكس حتما أي يصبحون أكثر أنوثة، وهذا هو قانون الاستقطاب.

ومع ذلك أشارت دراسة أجراها مؤخرا مركز المرأة والعمل بمعهد دراسات المشروعات الكبرى بأسبانيا إلى أن الأعمال التي تمزج بين حياة الأسرة والعمل تكون أكثر قدرة على المنافسة والإنتاج حيث أنها تتضمن جداول مرنة للعمل وأهدافا محددة بدلا من استناد العمل على جداول محددة، كما أن السماح بالعمل من المنزل لا يزال خيارا نادرا ما يتم تنفيذه.

وتضيف الدراسة إنه في حالة تنفيذ هذا الخيار فينبغي دفع ثمن له مثل الحصول على مرتبات أقل أو اعتراف أقل بالقدرات والمكانة من جانب الشركة التي ترى أن المرأة العاملة أقل " التزاما" من زميلها الرجل، وفي هذا السيناريو يخسر الجميع النساء والأطفال والرجال أيضا.

وقالت جوتمان إننا بحاجة إلى القدرة على إدراك الواقع من منظور أكثر اتساعا، فالعمل في حالة ذكورية لا يعني الحرية لأي شخص، بل هو السير على هدى نموذج رجولي عفا عليه الزمن.

وأعربت جوتمان عن اعتقادها بأن تغيير الذهنية لن يأتي أبدا عن طريق سياسات الحكومة أو العمل ولكن ينبغي عليه أن ينبثق بشكل طبيعي حتى تتغلب العلاقات الإنسانية على عجز الفشل من جانب البشر في مساندة كل فرد الآخر.

وأوضحت أن المشكلة لا تتعلق بالعمل ساعات أكثر أو أقل أو كسب نقود أكثر أو أقل ولكن المشكلة تتمثل في القدرة على العطاء، وإذا لم نحصل على الحب الكافي في مرحلة الطفولة فسيكون من الصعب للغاية التصرف بكرم إلا إذا شعرنا بإحساس قوي بالحاجة إلى تصحيح الأمور.

واستطردت جوتمان تقول سيوجد ذات يوم كتلة حرجة من الناس المحبين وهذ أقوى من أي إجراء اجتماعي.

وأضافت إنه بالتالي فإن أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها النساء ليس هو خسارة ما تم تحقيقه حتى الآن ولكن أيضا استعادة السلوكيات التي قد لا يكون معترف بها من الناحية الاجتماعية مثل الصمت والتأمل والحدس والتمعن في التفكير والأمومة.

وأوضحت أنه في المستقبل سيتعين علينا إبداع العمل والحركة والسلطة ونماذج التحرك المبنية على التضامن والاحترام والحب، وعندما يحدث ذلك سيكون الأطفال جزءا من حياتنا حياة الأم والأب، ولكننا نحتاج إلى استعادة هوية أنثوية تتسم بالحرية

رومينا لوبيز لا روزا
الاحد 17 أبريل 2011