نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

خديعة الرحمة

03/07/2025 - هناء محمد درويش

التريمسة...حين يلتقي العائد بظلّه

24/06/2025 - عبير داغر إسبر

انهيار إمبراطورية إيران

17/06/2025 - براءة الحمدو

حزب حاكم جديد في سورية

08/06/2025 - بشير البكر


الجماعات العرقية الصغيرة مستهدفة بترجمة جديدة للتوراة إلى لغات غريبة صوتيا ونادرة




ميونيخ - جويليه فاري - في مدينة ميونيخ جلس فرتس جورلينج على مكتبه وراح يصدر أصواتا غريبة بفمه. قال جورلينج 9 وهو متخصص في ترجمة الكتاب المقدس (التوراة) إلى بعض اللغات الغريبة ، :"ليس لدينا حروف في لغتنا تعكس هذه الأصوات" ، فالأصوات التي كان يخرجها جورلينج معروفة في لغة الجولا التي تتحدث بها عرقية أفريقية صغيرة لكن تلك الصوتيات لم تكن موجودة في صورة كتابية قبل أن يقوم جورلينج بتطويرها.


الجماعات العرقية الصغيرة مستهدفة بترجمة جديدة للتوراة إلى لغات غريبة صوتيا ونادرة
لقد أخذ المشروع 25 عاما من عمر جورلينج منذ أن بدأ في تعلم لغة الجولا بمساعدة بعض أهل هذه اللغة في كوت ديفوار. واقتبس جورلينج من الأبجدية الصوتية الدولية الرموز التي تقابل بعض تلك الأصوات ثم درسها للسكان المحليين الذين ينطقون بهذا اللسان.

والهدف من كل هذا الجهد هو التأكد من أن يكون لسكان الجولا نسخة مكتوبة من الكتاب المقدس ، فالطلب على نسخ من الكتب المسيحية الأساسية المكتوبة باللغة الأم في تصاعد بكافة أنحاء العالم وخاصة في أفريقيا.

وقال جورلينج /67 عاما/ :"نريد أن نصل إلى الناس بلغتهم الأم لأن تلك هي لغة قلوبهم". وكثير من أهل الجولا يعرفون الكتابة العربية لكن تلك الكتابة تفتقر إلى الكثير من أحرف العلة التي تناسب جميع الكلمات المنطوقة ، لذا ليست هناك كلمة مقابلة لكلمة "معبد" على سبيل المثال.

لكن تلك الجهود لم تكن أبدا بمنأى عن الجدل ، ففولفجانج شولتسه ، المتخصص في علم اللغة ، ينتقد فكرة تطوير أسلوب كتابة للغات الشاذة أو الغريبة بغرض محدد مثل نشر الكتاب المقدس ، حيث يقول إن "ذلك تدخل في العادات الثقافية الموجودة".

وحتى لا يتم فرض الكتاب المقدس على أغلبية الجولا المسلمة يجب على الفرد أن يتكيف مع لغة الكتابة التي يألفها الشعب بالفعل ،ويضرب شولتسه مثالا على ذلك بالفرنسية التي هي اللغة الرسمية للبلاد.

أما جورلينج ، فيريد لغة مكتوبة مشابهة للفرنسية لكنها أسهل. إنه لا يعتبر نفسه تبشيريا. ويقول :"إننا لا نذهب إلى هناك ونقول لهم إنكم بحاجة إلى الكتاب المقدس" حيث يشترط تلقي دعوة من المسيحيين داخل المجموعة العرقية أولا قبل الشروع في تنفيذ مثل هذه الترجمة.

وتساند منظمة فيكليف البروتستانتينية التي تعمل على ترجمة الكتاب المقدس مشروع كتاب جولا المقدس حيث تقول إن الهدف منه نشر الكتاب المقدس بين الجماعات العرقية الصغيرة حول العالم.

ويقول فلوريان تويركاوف من جمعية الكتاب المقدس الألمانية "كل اللغات متساوية في الأهمية بغض النظر عن عدد من يتحدثونها". وتم ترجمة الكتاب المقدس بالفعل إلى 2508 لغة ، كما أنه يتم إضافة اللغات غير الشائعة إلى قائمة اللغات المخطط ترجمة الكتاب المقدس إليها بشكل متزايد.

وحذر فرانتس جوزيف باخاوس من منظمة الكتاب المقدس الكاثوليكي من أن "بناء الجملة والتعريفات تختلف باختلاف اللغات والترجمة قد تتحول إلى هراء".

وبحكم الخبرة ، عرف جورلينج أن هذا صحيح ، ففي لغة الجولا المنطوقة كلمة واحدة مثل "با" يكون لها ثلاثة معان مختلفة تتحدد على أساس نبرة نطق الكلمة فعندما تنطق هذه الكلمة بصوت منخفض تعني "أم" أما إذا نطقت بصوت متوسط الارتفاع فهي تعني "نهر" وعندما تكون النبرة عالية فحينئذ يكون معنى الكلمة "عنزة". ويقول جورلينج إن الخلط في هذه الحالة قد يعد إهانة

جويليه فاري
الخميس 24 مارس 2011