تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


الشيخوخة ليست عائقا ... اليابان لا تحب المتقاعدين وتدعم عمل كبار السن البالغين 30 مليوناً






طوكيو - لارس نيكولايزن - ­يقفز الياباني شوييرو ساجيا فوق الثلوج محكما قبضته على مضربه ويسير واثق الخطى قبل أن يستدير فجأة ويحرز هدفا، إنه يوم الأحد في الساعة السادسة والنصف صباحا. كان باستطاعة ساجيا أن يكون الآن نائما في منزله، خاصة وأنه أصبح يبلغ من العمر 84 عاما


الكثير من كبار السن اليابانيين في حالة مادية جيدة لدرجة أنه من الممكن وصفهم بالشيوخ النبلاء
الكثير من كبار السن اليابانيين في حالة مادية جيدة لدرجة أنه من الممكن وصفهم بالشيوخ النبلاء
وبدلا من ذلك فقد وضع ساجيا الأدوات التي يمارس بها رياضة هوكي الجليد في سيارته واتجه مع فريقه "مانداي" لممارسة التمرين كما يفعل كل يوم أحد. لا يقل متوسط أعمار أعضاء الفريق عن ستين عاما، بل إن بعضهم يزيد عن 80 عاما ولكنه ربما كان أسرع من شاب في العشرين.

يقول ساجيا:"هوكي الجليد هو نصف حياتي". فما هو النصف الآخر؟ إنه عمله، فهو مدير لشركة للصناعات الكيميائية.

يتوجه ساجيا العجوز بسيارته يوميا لمكتبه في طوكيو ويبدو أكثر شبابا من سنه الحقيقي ببشرته البنية التي تكاد تخلو من التجاعيد وعينيه المبتسمتان بلطف. تصنع شركته كابسولات دقيقة الحجم تستخدم في المواد الغذائية.

وأوضح ساجيا أن هناك الكثير من الاختراعات الجديدة يوميا في مجاله مما يجعله يقضي الكثير من الوقت في دراسة براءات اختراع ويرى أنه "من الجيد لصحتي أن أحافظ بهذه الطريقة على نشاطي الفكري".

وبعد انتهاء العمل يتوجه ساجيا الذي ولد عام 1927 ويمارس هوكي الجليد منذ طفولته يوميا لممارسة تدريبات اللياقة البدنية.

ليس ساجيا إلا واحدا من ملايين اليابانيين المتقدمين في السن والذين يعتبرون أبطالا و نماذجا في مجتمع صناعي يشيخ بسرعة أكثر من أي مجتمع آخر في العالم.

يبلغ نحو ثلاثين مليون ياباني أكثر من 65 عاما، أي خمس اليابانيين، ولقلة المواليد في اليابان فإن عدد سكانها يتراجع منذ عام 2005 ويتراجع معه بالطبع عدد القادرين على مزاولة عمل مما يهدد اليابان على المدى المتوسط بنقص العمالة المؤهلة.

وهناك خياران أمام الشركات اليابانية في مواجهة هذه المشكلة أولهما هو تعيين المزيد من النساء والآخر هو السماح لكبار السن من العمال بالعمل سنين أطول.

تزداد نسبة العاملين من كبار السن فوق 64 عاما في اليابان عن أي دولة صناعية أخرى في العالم حيث تبلغ نسبة هؤلاء نحو 20% من إجمالي العاملين، غير أن هدف صناع القرار السياسي في اليابان هو الاستمرار في زيادة هذه النسبة حيث يتوقع هؤلاء خلافا لما هو عليه الحال في بلد صناعي مثل ألمانيا أن يحصل الناس على دخلهم في مرحلة السن المتقدمة ليس فقط من معاش التقاعد أو التأمين الخاص بل من العمل أيضا.

يجني جزء كبير من اليابانيين اليوم ثمار حياتهم الكادحة وباستطاعة الكثيرين منهم العمل بعد التقاعد لتوفير دخل إضافي وذلك لأن اليابانيين لا يتقدمون في السن فقط بل يصبحون أكثر صحة مع تقدم السن.

وعن ذلك يقول ساجيا:"الأفضل ألا أفكر في التقاعد على الإطلاق بل أستمر في العمل فذلك يجعلني أحتفظ بلياقتي".

الكثير من كبار السن في حالة مادية جيدة لدرجة أنه من الممكن وصفهم بـ"الشيوخ النبلاء" مما يجعلهم مهمين للاقتصاد بسبب قدرتهم الشرائية الكبيرة وميلهم للاستهلاك.

وغالبا ما يعمل كبار السن عقب تقاعدهم في ظل ظروف سيئة للغاية، بل إن من يضطر للاعتماد على المساعدات الاجتماعية يعاني من ظروف أصعب. ويخجل الكثير من هؤلاء من التقدم بطلب للحصول على هذه المساعدات.

ولم تعد كلمة الفقر في الكبر غريبة على المجتمع الياباني وتعتبر النساء من أكثر من يعانون منه خاصة اللاتي لا تعملن أو اللاتي لا تستطعن العثور على العمل عقب وفاة أزواجهن.

كان الناس في اليابان يعلقون الأمل في السابق على أبنائهم لرعايتهم في الكبر واحتضانهم في سنين الشيخوخة، ولكن المجتمع الياباني يشهد تحولا، فغالبا ما لا يستطيع الأبناء دعم الشيوخ ماليا لأن ثلث العاملين في اليابان لا تربطهم عقود دائمة بأرباب العمل.

ويرى ساجيا أن على اليابان أن تحسن نظامها التعليمي والصحي، ولكنه يرى أنه من غير الممكن تفادي تراجع أعداد المواليد وأن ذلك يدعو لزيادة الإنتاجية وزيادة التركيز على الصناعة "لتحقق اليابان الكثير من الأرباح بقليل من العمل".

وحسب ساجيا فإن تزايد شيخوخة المجتمع لا يعني شيخوخة الصناعة

لارس نيكولايزن
الجمعة 23 أبريل 2010