احد صور الصحفي السوري العالمي عمار عبد ربه
ويوضح المصور الصحفي الذي جال العالم شرقا وغربا منذ قرابة 20 عاما من الجري خلف القيادات والزعامات والملوك والرؤوس والمشاهير أينما حلوا.
فأهمية اللقطة تأتي من عدة اعتبارات، المكان والزمان عاملان نسبيان في الصورة والشخصية التي تشكل المحتوى والزاوية مع مجموعة العناصر المكملة من إضافات، هذه كلها تعطي القيمة المعنوية والتاريخية والبصرية للصورة.
ولعل عبد ربه أراد أن يختزل في معرضه الأول من نوعه في سورية والذي استضافه المركز الثقافي
الفرنسي بدمشق مؤخرا تحت عنوان "20 سنة – 40 صورة"، أهمية الصورة في حياة الناس في العصر الحديث لأن المعرض أحتوى صور متناقضة شكلت جميعها مشاهد من الواقع الإنساني سلبا وإيجابا .
ولعله يريد تكسير نمطية العامل التقني في الصورة تارة ويحافظ عليها في صورة أخرى بقيت وثيقة يتداولها الملايين من الناس حول العالم تارة أخرى .
وعما إذا كانت التقنية تفسد طبيعة الصورة أو تجملها يجيب عبد ربه على سؤال وكالة الأنباء الألمانية ، قبل كل شيء مهما جرى من عمليات فنية ومعالجة لأي صورة فان عين المختص تستطيع فضح ذاك الزيف لأن المطلوب هو تجميل الصورة وتشويه روح وجمالية الواقع الذي قد نعتقد انه أسود أو سيء ، كل ما في الموضوع هو إننا عندما نعيش الحالة الخطأ تكون زاوية رؤيتنا خاطئة ، وعندما لا يتدخل المصور تقنيا في اللقطة ويبقيها على حالها ، فان حضورها يبدو مقنعا ويرى فيها المرء أكثر مما توقع أو أفكار ونواح جمالية أو حقائق لم يتمكن من رؤيتها.
ويُعيد المعرض رسم عشرين سنةً من التحقيقات بالصور الضوئية التي قام بها عمّار عبد ربّه ، من كواليس حفلات مايكل جاكسون الموسيقية إلى الفيضانات التي تسبّب بها إعصار كاترينا في نيوأورليانز ، بالإضافة لمجموعةٌ من اللحظات التي التقطتها عدسته كمصور محترف .
وفيما إذا شكل اختيار 40 صورة من أرشيفه الكبيرة نوعا من التحدي لفرز هذه الصور عن غيرها ، يجيب عبد ربه "بالفعل هذا كان احد ابرز التحديات ، التحدي الثاني الذي وقفت أمامه هو هل يفترض أن يكون المعرض ذو لون موحد بمعنى هل الصور كلها يجب أن تكون عن الحروب أو الفقر أو مثلا عن الأزياء والفنانين ، في النهاية حسمت الأمر أن يكون المعرض متنوعا وفيه من كل شيء ، لأن الجمهور أيضا ليس لونا واحدا ، مزاجه متنوعا . هو أمر يحتوي على نوع من التحدي لأن هناك مئات من الصور الأخرى كانت جديرة بالعرض حقا.ً
في معرض 20 سنة 40 صورة يمكن للزائر أن يرى كارلا بروني بجمالها الأخاذ تقف إلى جانب زوجها نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه ، في اللقطة مساحة من الحرية لكل متفرج يمكنه ان يفهمها كما يريد ، وصورة أخرى فيها طفل يمسح بعصا صورة الديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين وصولا إلى صور لسيدات محجبات يقفن أمام خيمة في الصحراء العربية وبيديهن هواتف نقالة يصورن جمال مناطيد تحلق في سماء المنطقة ، وفي هذه التناقضات يقدم عبد ريه بحرفية المصور الضوئي والصحفي ، الفكرة الكاملة عن طبيعة العمل من جانبه البصري .
يقول عبد ربه "المشكلة هي إن التصوير في عالمنا العربي له ممنوعات أكثر من عمل الكاتب المحرر ، مثلا معظم الدول العربية تمنع تصوير أحياء الفقراء بحجة أنهم لا يريدون نشر الغسيل القذر ، وإذا ذهبنا للتصوير في حي راقي يقولون لنا ممنوع هنا شخصيات عامة ومسئولين والحالة الأمنية لا تسمح بالتصوير ، وإذا أردت تصوير منقبات يقول البعض أن هذا تعدي على الحرية الشخصية أو إثارة الناس ضد التدين الزائد وقس على ذلك من قائمة الممنوعات ، بعد ذلك هناك من يأتي ليقول لماذا لا يبدع المصور الصحفي السوري أو المصري أو الخليجي كيف سيبدع والحرية غائبة عنه ، أذكر حادثة طريفة مع احد الزملاء الذي صور أطفال يلعبون مع حمار على شاطئ غزة فقامت أجهزة حماس الأمنية بحبسه بداعي أن ذلك يسئ إلى سمعة السياحة ، اعتقد أن الحرية الممكنة التي أحظى بها لأنني كسوري وفرنسي أيضا أعيش في فرنسا تعطيني القدرة على الحركة بشكل أفضل".
ولماذا في معرضك الكثير من صور الرؤساء والزعماء الذين تتباين حولهم أراء الناس ؟ يعلق عبد ربه مبتسما " الناس تريد معرفة كل التفاصيل عن قياداتهم أولا ثم إنني أريد أن اعرف ردود أفعال الناس سلبية كانت أم ايجابية ، هذا يعطيني القدرة على معرفة حاجات الناس مني كمصور يؤرخ اللحظة كما يقال ، اعتقد أن معرضي ليس سلطويا كما اتهمني البعض كما انه ليس مسايرة للبعث الحاكم في البلاد ، بعض الناس عندما شاهدوا صورة صدام حسين خرجوا فورا ، بعد هروب زين العابدين وزوجته ليلى من تونس قال لي البعض لماذا وضعت صوره في المعرض ، أجبت ببساطة انه حدث مهني”.
تقول هند حداد وهي إحدى الزائرات للمعرض ، شدتني أفكار بعض الصور وحيويتها ، لقد ساعدتني على رؤية الأشياء من زوايا مختلفة ، أحببت البعض منها لأنها أفسحت لي الفرصة أن أشاهد ملك الأردن وهو يطبخ لضيوفه ، واضعا الفوطة داخل المطبخ ، مثل هذه الصور تثير اهتمام وفضول أي أحد فيما اعتقد “.
أما سامر الخضر فانه يعتقد أن المعرض يقدم مادة مهنية في بعض لوحاته ، إلا انه يبدو خجولا في صور أخرى لا تملك أي جرأة ، التي لا تعدو كونها بور تريه شخصية لزعامات يريدون كسر الرتابة في صورهم الرسمية ، لكن بالمقابل هناك لقطات قليلة فيها ذكاء وتشويق مثلا ، فتاة جميلة تضع فراشات على شعرها وتقوم بالتصوير وتضع الهاتف الجوال بين نهديها .وهي صورة كما جاء في كتالوج المعرض التقطها عبد ربه في سباق كاس دبي العالمي للخيول العام 2004.
يقول النحات السوري الشهير مصطفى علي في كلمة كتبها لكتالوج المعرض.... ”حرائق وحرب ودمار عسكري ودماء ، شؤم وترحاب ... كوارث وفيضانات ، ضوء وراء السواد ، عنجهية وجبروت ، رقص و تحليق ، رعاية وسخرية ، ثقة وظلال قوية ، متاريس وموت نبلاء ، سماء رحباء، ومصاب على مساحة الشعور تشكيل باللون والحركة، وقوة العقل والحب، غدر وحدث مباغت، وخوف من الصورة”.
فأهمية اللقطة تأتي من عدة اعتبارات، المكان والزمان عاملان نسبيان في الصورة والشخصية التي تشكل المحتوى والزاوية مع مجموعة العناصر المكملة من إضافات، هذه كلها تعطي القيمة المعنوية والتاريخية والبصرية للصورة.
ولعل عبد ربه أراد أن يختزل في معرضه الأول من نوعه في سورية والذي استضافه المركز الثقافي
الفرنسي بدمشق مؤخرا تحت عنوان "20 سنة – 40 صورة"، أهمية الصورة في حياة الناس في العصر الحديث لأن المعرض أحتوى صور متناقضة شكلت جميعها مشاهد من الواقع الإنساني سلبا وإيجابا .
ولعله يريد تكسير نمطية العامل التقني في الصورة تارة ويحافظ عليها في صورة أخرى بقيت وثيقة يتداولها الملايين من الناس حول العالم تارة أخرى .
وعما إذا كانت التقنية تفسد طبيعة الصورة أو تجملها يجيب عبد ربه على سؤال وكالة الأنباء الألمانية ، قبل كل شيء مهما جرى من عمليات فنية ومعالجة لأي صورة فان عين المختص تستطيع فضح ذاك الزيف لأن المطلوب هو تجميل الصورة وتشويه روح وجمالية الواقع الذي قد نعتقد انه أسود أو سيء ، كل ما في الموضوع هو إننا عندما نعيش الحالة الخطأ تكون زاوية رؤيتنا خاطئة ، وعندما لا يتدخل المصور تقنيا في اللقطة ويبقيها على حالها ، فان حضورها يبدو مقنعا ويرى فيها المرء أكثر مما توقع أو أفكار ونواح جمالية أو حقائق لم يتمكن من رؤيتها.
ويُعيد المعرض رسم عشرين سنةً من التحقيقات بالصور الضوئية التي قام بها عمّار عبد ربّه ، من كواليس حفلات مايكل جاكسون الموسيقية إلى الفيضانات التي تسبّب بها إعصار كاترينا في نيوأورليانز ، بالإضافة لمجموعةٌ من اللحظات التي التقطتها عدسته كمصور محترف .
وفيما إذا شكل اختيار 40 صورة من أرشيفه الكبيرة نوعا من التحدي لفرز هذه الصور عن غيرها ، يجيب عبد ربه "بالفعل هذا كان احد ابرز التحديات ، التحدي الثاني الذي وقفت أمامه هو هل يفترض أن يكون المعرض ذو لون موحد بمعنى هل الصور كلها يجب أن تكون عن الحروب أو الفقر أو مثلا عن الأزياء والفنانين ، في النهاية حسمت الأمر أن يكون المعرض متنوعا وفيه من كل شيء ، لأن الجمهور أيضا ليس لونا واحدا ، مزاجه متنوعا . هو أمر يحتوي على نوع من التحدي لأن هناك مئات من الصور الأخرى كانت جديرة بالعرض حقا.ً
في معرض 20 سنة 40 صورة يمكن للزائر أن يرى كارلا بروني بجمالها الأخاذ تقف إلى جانب زوجها نيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي في قصر الاليزيه ، في اللقطة مساحة من الحرية لكل متفرج يمكنه ان يفهمها كما يريد ، وصورة أخرى فيها طفل يمسح بعصا صورة الديكتاتور العراقي الراحل صدام حسين وصولا إلى صور لسيدات محجبات يقفن أمام خيمة في الصحراء العربية وبيديهن هواتف نقالة يصورن جمال مناطيد تحلق في سماء المنطقة ، وفي هذه التناقضات يقدم عبد ريه بحرفية المصور الضوئي والصحفي ، الفكرة الكاملة عن طبيعة العمل من جانبه البصري .
يقول عبد ربه "المشكلة هي إن التصوير في عالمنا العربي له ممنوعات أكثر من عمل الكاتب المحرر ، مثلا معظم الدول العربية تمنع تصوير أحياء الفقراء بحجة أنهم لا يريدون نشر الغسيل القذر ، وإذا ذهبنا للتصوير في حي راقي يقولون لنا ممنوع هنا شخصيات عامة ومسئولين والحالة الأمنية لا تسمح بالتصوير ، وإذا أردت تصوير منقبات يقول البعض أن هذا تعدي على الحرية الشخصية أو إثارة الناس ضد التدين الزائد وقس على ذلك من قائمة الممنوعات ، بعد ذلك هناك من يأتي ليقول لماذا لا يبدع المصور الصحفي السوري أو المصري أو الخليجي كيف سيبدع والحرية غائبة عنه ، أذكر حادثة طريفة مع احد الزملاء الذي صور أطفال يلعبون مع حمار على شاطئ غزة فقامت أجهزة حماس الأمنية بحبسه بداعي أن ذلك يسئ إلى سمعة السياحة ، اعتقد أن الحرية الممكنة التي أحظى بها لأنني كسوري وفرنسي أيضا أعيش في فرنسا تعطيني القدرة على الحركة بشكل أفضل".
ولماذا في معرضك الكثير من صور الرؤساء والزعماء الذين تتباين حولهم أراء الناس ؟ يعلق عبد ربه مبتسما " الناس تريد معرفة كل التفاصيل عن قياداتهم أولا ثم إنني أريد أن اعرف ردود أفعال الناس سلبية كانت أم ايجابية ، هذا يعطيني القدرة على معرفة حاجات الناس مني كمصور يؤرخ اللحظة كما يقال ، اعتقد أن معرضي ليس سلطويا كما اتهمني البعض كما انه ليس مسايرة للبعث الحاكم في البلاد ، بعض الناس عندما شاهدوا صورة صدام حسين خرجوا فورا ، بعد هروب زين العابدين وزوجته ليلى من تونس قال لي البعض لماذا وضعت صوره في المعرض ، أجبت ببساطة انه حدث مهني”.
تقول هند حداد وهي إحدى الزائرات للمعرض ، شدتني أفكار بعض الصور وحيويتها ، لقد ساعدتني على رؤية الأشياء من زوايا مختلفة ، أحببت البعض منها لأنها أفسحت لي الفرصة أن أشاهد ملك الأردن وهو يطبخ لضيوفه ، واضعا الفوطة داخل المطبخ ، مثل هذه الصور تثير اهتمام وفضول أي أحد فيما اعتقد “.
أما سامر الخضر فانه يعتقد أن المعرض يقدم مادة مهنية في بعض لوحاته ، إلا انه يبدو خجولا في صور أخرى لا تملك أي جرأة ، التي لا تعدو كونها بور تريه شخصية لزعامات يريدون كسر الرتابة في صورهم الرسمية ، لكن بالمقابل هناك لقطات قليلة فيها ذكاء وتشويق مثلا ، فتاة جميلة تضع فراشات على شعرها وتقوم بالتصوير وتضع الهاتف الجوال بين نهديها .وهي صورة كما جاء في كتالوج المعرض التقطها عبد ربه في سباق كاس دبي العالمي للخيول العام 2004.
يقول النحات السوري الشهير مصطفى علي في كلمة كتبها لكتالوج المعرض.... ”حرائق وحرب ودمار عسكري ودماء ، شؤم وترحاب ... كوارث وفيضانات ، ضوء وراء السواد ، عنجهية وجبروت ، رقص و تحليق ، رعاية وسخرية ، ثقة وظلال قوية ، متاريس وموت نبلاء ، سماء رحباء، ومصاب على مساحة الشعور تشكيل باللون والحركة، وقوة العقل والحب، غدر وحدث مباغت، وخوف من الصورة”.


الصفحات
سياسة








