تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الصين من شريك استراتيجي إلى وحش استثماري بدأ يثير المخاوف في البرازيل





ريودي جانيرو - ديانا ريني - بعد مرور 15 عاما على توقيع اتفاقية للمشاركة الإستراتيجية الثنائية بين الصين والبرازيل، أصبحت الصين مثار موجة من الغضب في البرازيل، وصارت تجد نفسها على أعتاب أن تحل محل الشركاء التقليديين كأكبر مستثمر خارجي في هذه الدولة الكبيرة الواقعة بأمريكا الجنوبية


معدن الحديد في موقع شركة فالي العملاقة للتعدين فى ولاية بارا البرازيلية
معدن الحديد في موقع شركة فالي العملاقة للتعدين فى ولاية بارا البرازيلية
ويقول تشارلز تانج رئيس غرفة التجارة والصناعة البرازيلية الصينية المشتركة إن هذا العملاق الآسيوي يمكن أن يصبح المصدر الأساسي للاستثمار المباشر في البرازيل خلال العام 2011 حيث تشير الأرقام إلى أنه حتى نهاية كانون أول/ ديسمبر الماضي وصل حجم المشروعات الاستثمارية الصينية المخطط لها في البرازيل إلى نحو 25 مليار دولار.

كما أن هذه الدولة الآسيوية الكبرى باتت أكبر سوق لمحصول الصويا ومعدن الحديد البرازيلي كما أنها صارت أكبر زبون لشركة فالي البرازيلية العملاقة للتعدين، وأصبح الطلب الصيني الذي لا يشبع من السلع خلال الأعوام القليلة الماضية أحد العوامل التي ساعدت البرازيل على تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية التي بدأت عام 2008.

ومع ذلك فإن شهية الصين المتزايدة بدأت تثير القلق في البرازيل خاصة فيما يتعلق بالحصول على الأراضي في مناطق زراعة محصول الصويا كما بدأت في إثارة مشاعر التوجس لدى القطاع الخاص بل حتى في الدوائر الحكومية.

ويتضح هذا الإحساس من الكلمة التي ألقاها مؤخرا جوليهرمي كاسيل وزير التنمية الزراعية البرازيلي وأشار فيها إلى وجود مضاربات كثيرة على الأراضي في البرازيل من جانب الصين واليابان وحتى الولايات المتحدة، وقال إن ثمة دولا كثيرة تسعى إلى شراء الأراضي في البرازيل ودول أمركا اللاتينية وأفريقيا وهذا الاتجاه يثير قلق هذه الدول جميعها.

وأعرب كاسيل عن اعتقاده بأن حيازة دول أجنبية للأراضي في هذه الدول النامية يهدد " أمنها الغذائي ".

وأضاف إن سيطرة الدولة على أراضيها هي مسألة من صميم الأمن القومي ومن أعمال السيادة كما أنها إلى جانب ذلك قضية تتعلق بكفالة الأمن الغذائي، وأوضح في كلمته أمام اجتماع عقد مؤخرا لتجمع الميركسور وهو بمثابة سوق مشتركة لدول أمريكا الجنوبية لمناقشة موضوع الزراعة العائلية أن دول المنطقة تتمتع بمساحات واسعة من الأراضي الخصبة وينبغي عليها أن تعمل لتحقيق السيطرة عليها.

كما أن تزايد وجود رأس المال الصيني في المناطق الريفية بالبرازيل أثار قلق رئيس الاتحاد الوطني للصناعات روبسون أندرادي الذي أعرب عن اعتقاده بأن هذه الظاهرة يمكن أن تمثل تهديدا لمصانع المواد الغذائية بالبرازيل.

وتساءل أندرادي قائلا : " هل يريد الصينيون شراء الأراضي هنا لزراعة محصول الصويا واستخراج الزيوت في البرازيل أم تصدير الصويا وإنتاج الزيوت في الصين ثم إعادة تصديرها إلى البرازيل ؟ ".

وأضاف إن بلاده ترحب بالاستثمارات الصينية بشرط أن يكون لها نفس الظروف التنافسية مثل الاستثمارات المحلية ،ويمتد نطاق الاستثمارات الصينية في البرازيل إلى قطاعي التعدين والبترول.
وقد استحوذت هذه الدولة الآسيوية مؤخرا على شركتين في قطاع التعدين هما إيتاميناس التي اشترتها مقابل 2 ر1 مليار دولار، وسول أمريكا ميتايس مقابل 390 مليون دولار، كما استثمر الصينيون 400 مليون دولار للحصول على وضع الأقلية كشريك في شركة إم إم إكس التي يمتلكها رجل الأعمال البرازيلي الثري إيكي باتيستا.

وفي أيار / مايو من العام الماضي استحوذت شركة سينوشيم الصينية التي تملكها الدولة على ما نسبته 40 في المئة من حقل البترول الذي تسيطر عليه شركة ستاتأويل النرويجية، ثم في تشرين أول/ أكتوبر من نفس العام دفعت 1 ر7 مليار دولار لشركة ريبسول الأسبانية نظير الحصول على عملياتها في البرازيل.

وبدأت المشاركة التجارية بين الصين والبرازيل عام 1993 عندما أعلن الرئيس الصيني وقتذاك جيانج زيمين أثناء زيارته للبرازيل تأسيس مشاركة استراتيجية بين البلدين .

وبعد ذلك بعامين قام الرئيس البرازيلي وقتذاك فيرناندو هنريك كاردوسو بزيارة لبكين وأكد مساندة بلاده لانضمام الصين لمنظمة التجارة العالمية.

وبحلول نهاية القرن الماضي أصبحت الصين الشريك التجاري الآسيوي الرئيسي للبرازيل، وفي عام 2004 قامت حكومة الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا بخطوة مهمة أخرى صوب تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين بتوقيع وثيقة اعترفت بالصين كدولة تنتهج اقتصاد السوق.

وباستثناء قانون تم إصداره في آب/ أغسطس الماضي أضاف مجموعة من القيود على حيازة الأجانب للأراضي رفضت حكومة الرئيس البرازيلي لولا دي سيلفا اتخاذ إجراءات جذرية للحد من وجود رأس المال الآسيوي في البرازيل.

ومع ذلك يعتقد كثير من المحللين أن رئيسة البرازيل الجديدة ديلما روسيف لن تكون قادرة على تجنب الضغوط لاتخاذ إجراءات حمائية للقطاعات الاقتصادية التي تشعر بأنها مهددة من جانب المنتجات الآسيوية.

وتأتي ضغوط قوية في هذا الصدد من بين صفوف اتحاد الصناعات القوي بولاية ساو باولو الذي اتهم المنافسة التي تمثلها المنتجات الصينية بأنها أجبرت كثير من المصانع التي تتمتع بعضوية الاتحاد بالإغلاق.

وأشار المدير الاقتصادي لاتحاد الصناعات روبرتو جيانيتي دا فونسيكا إلى أن البرازيل تواجه عملية تراجع الصناعة، وقال إننا نلاحظ بالفعل مواقف درامية لم تجد المصانع أمامها أية فرصة سوى أن تغلق أبوابها في البرازيل وأن تنتقل إلى الإنتاج في الصين وتعمل في البرازيل كموزع.

وأضاف إن ذلك يحدث في صناعات قطع غيار السيارات والنسيج في ساو باولو وفي مصانع الأحذية لشركة نوفو هامبورجو( في منطقة ريو جراند دو سول) وفرنسا (في ساو باولو).

ديانا ريني
الخميس 27 يناير 2011