
الفنان الطاهر عويدة ...رسم على الابواب
إلا أن الثورة التونسية كانت أسرع من ريشة الفنان التشكيلي عويدة وغيرت تاريخ معرضه إلى ما بعد الاستقرار النسبي هذه الأيام بتونس، لكنها لم تغير من تيمة المعرض فالطاهر عويدة رغب في الدخول حرا إلى تونس الحرة رمزيا فكان له أن دخلها من الباب الكبير للحرية والإبداع.
* بالأبواب غشى عويدة باب تونس الحرة...
عادة ما ندخل المدن والبيوت من أبوابها وهي أبواب محددة في أعدادها بالجهات الأربعة، أما معرض الطاهر عويدة فهو معرض الأبواب بامتياز فمن أين ما أتى الزائر دخل المعرض عبر أبواب خارقة الجمال والألوان تقف في شموخ تحاور الزمان وعلى ظهرها كتب تاريخ الماضي والقادم من الأيام.
يقول عويدة :" اخترت أن أرسم فوق الأبواب لما لها من رمزية، فالباب له وظائف كثيرة وفي مقدمتها ارتباطه بالمكان الذي يقع فيه، فوجوده يدّل على خصوصية المكان ومحدوديته وانحصاره في الأبعاد، انه نقطة التقاطع الحرجة بين المغلق والمفتوح، وبين الخاص والعام وبين الضيق والمتسع ثم بين الماضي والحاضر.
الباب هو عنوان المكان ودليل خصوصيته من لون وحجم وشكل، والزائر لمعرضي يلج للعمل مثل ما يريد ومن أي خلال أي باب يختاره".
ويتابع الرسام الطاهر عويدة :"الأبواب في معرضي هي نقطة العبور من المجاز إلى الحقيقة، حقيقة الاعتداء على الذائقة الفنية وما معرضي إلا صيحة فزع في وجه كل من يحرق الأبواب الخشبية الجميلة المهملة وكل من يحاول طمس الهوية والتراث، فالأبواب التونسية القديمة هي عنوان المحيط الطبيعي لتونس وجماليته وانسجامه".
ومن العلم إلى الحلم ومن الواقع إلى الخيال يظل مفهوم الباب في اتساع، حتى صار لكل شيء من أشياء الحياة باب يختص به وينفتح عليه ويدخله منه إليه.
"فباب الأندلس" ضمنه الفنان الطاهر عويدة بعض القصائد التي تبكي سقوط غرناطة هذه البوابة التي افتقدها العرب وافتقدوا معها غزو حضاري، أما "باب الحياة" فهو ينسجم مع هذه الفترة التي تعيشها تونس حيث الشجرة تنمو داخل العمران وفي ذلك دعوة للحياة وإعادة البناء.
وفي "باب الشمس" تسير المرأة في زقاق شبه مظلم أين تقطع ما الماضي الذي كبلها لسنوات طويلة، وتبرز في "باب الحرية" خصوصيات المنسوج التونسي الأصيل وما يحمله من رموز تعبر عن التراث الثري للمدن الجنوبية.
فنيا اعتمد عويدة على الكولاج والإدماج بين الخط العربي والرسم، وعن ميوله إلى الألوان الترابية يقول عويدة :"انتمائي لمنطقة صحراوية جافة مثل جرجيس وهي من أجمل المدن المتوسطية لتواجدها في واحة بحرية جعلني من عشاق الأرض، واختياري لألوان الأرض هو اعتراف مني بعطائها فضلا أنها ألوان الجنوب التونسي فلا أجمل من أن تشتعل ألوان رمال الصحراء في الشتاء ذهبا وعشقا ودهشة وبهاء وغموضا".
وعن حضور المرأة الملتحفة المكثف في لوحات عويدة يقول :"المرأة حسب رأي كانت ولازالت مصدر إلهام لكل فنان، وهي موجودة ملتحفة في لوحاتي لان اللباس التقليدي المليء بالألوان يعجبني فهو بألوانه المبهجة يضفي على مناخ الصحراء القاسية عذوبة وليونة، وتبقى المرأة في أعمالي هي أمي التي تأثرت بشخصيتها الهادئة المتوازنة عميق التأثر، هذا الهدوء والتوازن ينعكسان ربما على أعمالي".
منذ بدايته الفنية والفنان الطاهر عويدة يتجدد يوميا وفي داخله ثورة من الألوان والأماكن فمن ألوان الغروب وهي تلعب خدعة الألوان والظلال في وهم الكثبان وعزيف الريح، إلى ألوان البحر المليء بالفتنة والإلهام والإبداع والجنون، وصولا إلى الخط العربي والكولاج والأبواب المتروكة وجعلها أجمل اللوحات وما عنوان معرضه هذا وتاريخه إلا دليل على هذه الثورة التي تسكنه في الزمان والمكان.
ويختم عويدة حديثه "للهدهد الدولية" التي زارت معرضه بضاحية سكرة : "أرى انه من الصبيانية أن ارسم بعد الثورة أو أن أجسد الثورة في لوحة، الفنان الحقيقي يحمل بذور الثورة في داخله".
* بالأبواب غشى عويدة باب تونس الحرة...
عادة ما ندخل المدن والبيوت من أبوابها وهي أبواب محددة في أعدادها بالجهات الأربعة، أما معرض الطاهر عويدة فهو معرض الأبواب بامتياز فمن أين ما أتى الزائر دخل المعرض عبر أبواب خارقة الجمال والألوان تقف في شموخ تحاور الزمان وعلى ظهرها كتب تاريخ الماضي والقادم من الأيام.
يقول عويدة :" اخترت أن أرسم فوق الأبواب لما لها من رمزية، فالباب له وظائف كثيرة وفي مقدمتها ارتباطه بالمكان الذي يقع فيه، فوجوده يدّل على خصوصية المكان ومحدوديته وانحصاره في الأبعاد، انه نقطة التقاطع الحرجة بين المغلق والمفتوح، وبين الخاص والعام وبين الضيق والمتسع ثم بين الماضي والحاضر.
الباب هو عنوان المكان ودليل خصوصيته من لون وحجم وشكل، والزائر لمعرضي يلج للعمل مثل ما يريد ومن أي خلال أي باب يختاره".
ويتابع الرسام الطاهر عويدة :"الأبواب في معرضي هي نقطة العبور من المجاز إلى الحقيقة، حقيقة الاعتداء على الذائقة الفنية وما معرضي إلا صيحة فزع في وجه كل من يحرق الأبواب الخشبية الجميلة المهملة وكل من يحاول طمس الهوية والتراث، فالأبواب التونسية القديمة هي عنوان المحيط الطبيعي لتونس وجماليته وانسجامه".
ومن العلم إلى الحلم ومن الواقع إلى الخيال يظل مفهوم الباب في اتساع، حتى صار لكل شيء من أشياء الحياة باب يختص به وينفتح عليه ويدخله منه إليه.
"فباب الأندلس" ضمنه الفنان الطاهر عويدة بعض القصائد التي تبكي سقوط غرناطة هذه البوابة التي افتقدها العرب وافتقدوا معها غزو حضاري، أما "باب الحياة" فهو ينسجم مع هذه الفترة التي تعيشها تونس حيث الشجرة تنمو داخل العمران وفي ذلك دعوة للحياة وإعادة البناء.
وفي "باب الشمس" تسير المرأة في زقاق شبه مظلم أين تقطع ما الماضي الذي كبلها لسنوات طويلة، وتبرز في "باب الحرية" خصوصيات المنسوج التونسي الأصيل وما يحمله من رموز تعبر عن التراث الثري للمدن الجنوبية.
فنيا اعتمد عويدة على الكولاج والإدماج بين الخط العربي والرسم، وعن ميوله إلى الألوان الترابية يقول عويدة :"انتمائي لمنطقة صحراوية جافة مثل جرجيس وهي من أجمل المدن المتوسطية لتواجدها في واحة بحرية جعلني من عشاق الأرض، واختياري لألوان الأرض هو اعتراف مني بعطائها فضلا أنها ألوان الجنوب التونسي فلا أجمل من أن تشتعل ألوان رمال الصحراء في الشتاء ذهبا وعشقا ودهشة وبهاء وغموضا".
وعن حضور المرأة الملتحفة المكثف في لوحات عويدة يقول :"المرأة حسب رأي كانت ولازالت مصدر إلهام لكل فنان، وهي موجودة ملتحفة في لوحاتي لان اللباس التقليدي المليء بالألوان يعجبني فهو بألوانه المبهجة يضفي على مناخ الصحراء القاسية عذوبة وليونة، وتبقى المرأة في أعمالي هي أمي التي تأثرت بشخصيتها الهادئة المتوازنة عميق التأثر، هذا الهدوء والتوازن ينعكسان ربما على أعمالي".
منذ بدايته الفنية والفنان الطاهر عويدة يتجدد يوميا وفي داخله ثورة من الألوان والأماكن فمن ألوان الغروب وهي تلعب خدعة الألوان والظلال في وهم الكثبان وعزيف الريح، إلى ألوان البحر المليء بالفتنة والإلهام والإبداع والجنون، وصولا إلى الخط العربي والكولاج والأبواب المتروكة وجعلها أجمل اللوحات وما عنوان معرضه هذا وتاريخه إلا دليل على هذه الثورة التي تسكنه في الزمان والمكان.
ويختم عويدة حديثه "للهدهد الدولية" التي زارت معرضه بضاحية سكرة : "أرى انه من الصبيانية أن ارسم بعد الثورة أو أن أجسد الثورة في لوحة، الفنان الحقيقي يحمل بذور الثورة في داخله".