نادية الإينوبلي
الآنسة نادية الأينوبلي كاتب عام الحزب التقدمي الوحدوي بمنطقة بن عروس إحدى ضواحي العاصمة تونس، وضعت الندوة في إطارها حيث اعتبرت أن إختيار الحزب التقدمي الوحدوي محورعلاقة المرأة بالإعلام هذا الواقع المعقد والمركب، هو مساهمة مع سائر القوى التقدمية لتعزيز صورة المرأة في الإعلام والحد من العنف الإعلامي المسلط عليها في الخفاء قصد توعيتها والارتقاء بوضعها، خاصة وأن الحزب الوحدوي لم يتطرق في السابق لقضية المرأة بالشكل المطلوب.
الدكتورة إقبال الغربي أوضحت للحضور كيف أن الإعلام الغربي يصور المرأة العربية على أنها إمرأة مهانة دائما تتعرض للضرب على أتفه الأسباب، لا رأي لها ولا فكر إنما كائن مسلوب الإرادة، وهي الصورة النمطية عن المرأة التي تم توظيفها والتلاعب بها غداة الهجمات الأمركية على أفغانستان عندما نشرت أهم الصحف الأمريكية صور نساء من أفغانستان ضاحكات مبتهجات، لكأن سبب الحرب هو تخلصهن من حكم الطالبان السيئ الذكر. وأعيد توظيف تلك الصورة النمطية مرة ثانية لدرجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق ركز في خطابه أثناء الحرب على العراق أنه سيدخل العراق من أجل أن يجعل المرأة العراقية إمرأة حرة.
لكن اليوم ومع الثورة الإعلامية والمعلوماتية و مع التدفق المعلوماتي الهائل من الفضائيات والإنترنت والصحف وصفحات "الفايسبوك" و"التويتر" شاعت و ذاعت صور النساء العربيات و المسلمات المنقبات والإرهابيات وراجت قصص زواج القاصرات و جرائم الشرف وساد الخلط والتسطيح و الاختزال.
الدكتور إقبال الغربي اعتبرت أن هذه الوسائل الإعلامية تمارس عنفا حقيقيا على المرأة العربية عندما تنتج خطابا منحازا يشوه ذاكرتها الجماعية و يدمر ثقتها بنفسها و يزعزع تقديرها لذاتها، حيث يشكل هذا الخطاب الإعلامي الملغوم مصدرا للإساءة المعنوية و النفسية للمرأة و يتسبب في المعاناة و في تفكيك الذوات، فالإساءة تقوم في جوهرها على إلحاق الضرر بالآخر وعدم الإحسان إليه وأن يفعل به ما يكره وهو فعل قبيح مشين.
و في هذا الإطار تضيف : "تبدو لنا الصورة التي تسوقها و تروجها وسائل الإعلام العالمية أنها تسعى في إطار "صناعة الآخر و أسطرته" إلى تعزيز مقولة الثنائيات الضدية أي انها تنحت هوية الغرب في تناقض و مواجهة مع الشرق، فتصور أن الآخر همجي هو الذي يعزز فكرة أنني متحضر و تصور أن الآخر لا عقلاني، وقبل حداثتي في سلوكياته هو الذي يدعم فكرة أنني حداثتي و عقلاني، و تصور أن الآخر معادي للمرأة يسجنها و يقمعها يقوي فكرة أنني" جنتلمان" و متحضر و أنصف المرأة و احترمها، هذه التصورات الجوهرانية حول المرأة العربية توقعنا في التعميم و تجعلنا نعتبر إن شرط المرأة عند العرب و المسلمين يختزل في شطبها جسدا و فكرا و دورا اجتماعيا ".
غير أن هذه الصورة التي تبثها و تروجها الميديا العالمية والمحلية في بعض الحالات تفندها الوقائع التاريخية و تتعارض مع حقائق الحاضر فمع ظهور الإسلام الحنيف أقرت المساواة بين الجنسين. فقد أقر الإسلام للمرأة حقوقها السياسية والإجتماعية ومنحها حق التملك والتصرف في أملاكها بل أعطاها الولاية والحسبة في السوق وجعلها مفتية أي انه ائتمنها على الدين و الدنيا.
ولمزيد توضيح الصورة قالت الدكتورة إقبال : "لقد ولى الرسول الكريم سمراء الأسدية منصب الحسبة على مكة، ونصب عمر ابن الخطاب الشفاء بنت سليمان محتسبة على المدينة المنورة عاصمة الدولة الناشئة وقد كان لها سوط تضرب به الغاشين من التجار - على ذمة مؤرخي الإسلام- والحسبة هي فعل و صنع قرار بامتياز فهي من أرقى الوظائف السياسية وهي كما يعرفها الماوردي "أمر بالمعروف إذا ظهر تركه و نهي عن المنكر إذا اظهر فعله" أما المفسر الجليل الإمام الطبري فقد قال "يجوز للمرأة تولي القضاء و تقضي في جميع الأحكام".
وفي إطار ما شاع و ذاع في السنوات الأخيرة في الميديا العالمية والغربية خاصة نذكر أن التعدد ليس فرضا إسلاميا، فقد تنزهت عن تعدد الزوجات و اتخاذ الجواري العديد من الشخصيات المسلمة ونذكر من بينها اثنان من مؤسسي الإسلام، وهما أبو ذر الغفاري وروزبة الأصفهاني المعروف بسليمان الفارسي اللذان التزما بالعائلة الوحدانية الصرفة، وقد أدان التعدد الخليفة عمر ابن عبد العزيز وألغته الحركات الاسماعلية والقرمطية مند القرن الثامن ميلادي و التعدد ممنوع في طائفة الدروز إلى اليوم" .
الدكتورة إقبال الغربي أوضحت للحضور كيف أن الإعلام الغربي يصور المرأة العربية على أنها إمرأة مهانة دائما تتعرض للضرب على أتفه الأسباب، لا رأي لها ولا فكر إنما كائن مسلوب الإرادة، وهي الصورة النمطية عن المرأة التي تم توظيفها والتلاعب بها غداة الهجمات الأمركية على أفغانستان عندما نشرت أهم الصحف الأمريكية صور نساء من أفغانستان ضاحكات مبتهجات، لكأن سبب الحرب هو تخلصهن من حكم الطالبان السيئ الذكر. وأعيد توظيف تلك الصورة النمطية مرة ثانية لدرجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق ركز في خطابه أثناء الحرب على العراق أنه سيدخل العراق من أجل أن يجعل المرأة العراقية إمرأة حرة.
لكن اليوم ومع الثورة الإعلامية والمعلوماتية و مع التدفق المعلوماتي الهائل من الفضائيات والإنترنت والصحف وصفحات "الفايسبوك" و"التويتر" شاعت و ذاعت صور النساء العربيات و المسلمات المنقبات والإرهابيات وراجت قصص زواج القاصرات و جرائم الشرف وساد الخلط والتسطيح و الاختزال.
الدكتور إقبال الغربي اعتبرت أن هذه الوسائل الإعلامية تمارس عنفا حقيقيا على المرأة العربية عندما تنتج خطابا منحازا يشوه ذاكرتها الجماعية و يدمر ثقتها بنفسها و يزعزع تقديرها لذاتها، حيث يشكل هذا الخطاب الإعلامي الملغوم مصدرا للإساءة المعنوية و النفسية للمرأة و يتسبب في المعاناة و في تفكيك الذوات، فالإساءة تقوم في جوهرها على إلحاق الضرر بالآخر وعدم الإحسان إليه وأن يفعل به ما يكره وهو فعل قبيح مشين.
و في هذا الإطار تضيف : "تبدو لنا الصورة التي تسوقها و تروجها وسائل الإعلام العالمية أنها تسعى في إطار "صناعة الآخر و أسطرته" إلى تعزيز مقولة الثنائيات الضدية أي انها تنحت هوية الغرب في تناقض و مواجهة مع الشرق، فتصور أن الآخر همجي هو الذي يعزز فكرة أنني متحضر و تصور أن الآخر لا عقلاني، وقبل حداثتي في سلوكياته هو الذي يدعم فكرة أنني حداثتي و عقلاني، و تصور أن الآخر معادي للمرأة يسجنها و يقمعها يقوي فكرة أنني" جنتلمان" و متحضر و أنصف المرأة و احترمها، هذه التصورات الجوهرانية حول المرأة العربية توقعنا في التعميم و تجعلنا نعتبر إن شرط المرأة عند العرب و المسلمين يختزل في شطبها جسدا و فكرا و دورا اجتماعيا ".
غير أن هذه الصورة التي تبثها و تروجها الميديا العالمية والمحلية في بعض الحالات تفندها الوقائع التاريخية و تتعارض مع حقائق الحاضر فمع ظهور الإسلام الحنيف أقرت المساواة بين الجنسين. فقد أقر الإسلام للمرأة حقوقها السياسية والإجتماعية ومنحها حق التملك والتصرف في أملاكها بل أعطاها الولاية والحسبة في السوق وجعلها مفتية أي انه ائتمنها على الدين و الدنيا.
ولمزيد توضيح الصورة قالت الدكتورة إقبال : "لقد ولى الرسول الكريم سمراء الأسدية منصب الحسبة على مكة، ونصب عمر ابن الخطاب الشفاء بنت سليمان محتسبة على المدينة المنورة عاصمة الدولة الناشئة وقد كان لها سوط تضرب به الغاشين من التجار - على ذمة مؤرخي الإسلام- والحسبة هي فعل و صنع قرار بامتياز فهي من أرقى الوظائف السياسية وهي كما يعرفها الماوردي "أمر بالمعروف إذا ظهر تركه و نهي عن المنكر إذا اظهر فعله" أما المفسر الجليل الإمام الطبري فقد قال "يجوز للمرأة تولي القضاء و تقضي في جميع الأحكام".
وفي إطار ما شاع و ذاع في السنوات الأخيرة في الميديا العالمية والغربية خاصة نذكر أن التعدد ليس فرضا إسلاميا، فقد تنزهت عن تعدد الزوجات و اتخاذ الجواري العديد من الشخصيات المسلمة ونذكر من بينها اثنان من مؤسسي الإسلام، وهما أبو ذر الغفاري وروزبة الأصفهاني المعروف بسليمان الفارسي اللذان التزما بالعائلة الوحدانية الصرفة، وقد أدان التعدد الخليفة عمر ابن عبد العزيز وألغته الحركات الاسماعلية والقرمطية مند القرن الثامن ميلادي و التعدد ممنوع في طائفة الدروز إلى اليوم" .
الدكتورة اقبال الغربي
وتضيف إقبال الغربي : "إن الدراسات المقارنة في مجال الإسلاميات تؤكد لنا أن المكانة التي حظيت بها المرأة في المجتمع الأندلسي مثلا جديرة بالتأمل، حيث كانت المرأة تشترط على زوجها عدم الزواج بأخرى و حق تطليق الزوجة الثانية إذا تزوج القرين بغير علمها، وهو ما يسمى في تونس الصداق القيرواني الذي لم يكن خاص بمدينة القيروان بل كان منتشرا في كل المدن التونسية".
وبما أن ظاهرة الصالونات الأدبية تمثل مؤشرا من مؤشرات التقدم الاجتماعي والثقافي والسياسي وتعكس مدى تحضر المرأة العربية ذكرت الدكتورة إقبال كيف كانت الصالونات الأدبية منتشرة في الأندلس، أشهرها صالون ولادة بنت المستكفي التي كانت تتميز برجاحة العقل، وخفة الروح، والقدرة على إدارة الحديث والمشاركة فيه مع شيء من الحسن وكانت تجلس مع الرجال وتحاضرهم وتحاورهم وتجادلهم . وكان يحضر مجلسها ابن زيدون، وابن عبدوس، وابن القلاس وغيرهم من الكبراء وبهذا تكون ولادة قد سبقت سيدات الصالونات الأدبية في فرنسا اللواتي لم نسمع بهن سوى من بعدها بستة قرون.
وترى إقبال الغربي بأن التطرق إلى التاريخ النسوي ليس مجرد نبشا عفويا في الدفاتر القديمة بقدر ما هو محاولة لإعادة امتلاك الماضي، فالماضي حسب تعريف ولتير بنيامين هو هذه البذرة المشاعرية التي تمكننا من تقييم الحاضر تقييما صحيحا و بدون هذا الماضي نفتقد المرجعية التي تمكننا من مقارنة الحاضر أو الاحتجاج عليه .
وبما أن ظاهرة الصالونات الأدبية تمثل مؤشرا من مؤشرات التقدم الاجتماعي والثقافي والسياسي وتعكس مدى تحضر المرأة العربية ذكرت الدكتورة إقبال كيف كانت الصالونات الأدبية منتشرة في الأندلس، أشهرها صالون ولادة بنت المستكفي التي كانت تتميز برجاحة العقل، وخفة الروح، والقدرة على إدارة الحديث والمشاركة فيه مع شيء من الحسن وكانت تجلس مع الرجال وتحاضرهم وتحاورهم وتجادلهم . وكان يحضر مجلسها ابن زيدون، وابن عبدوس، وابن القلاس وغيرهم من الكبراء وبهذا تكون ولادة قد سبقت سيدات الصالونات الأدبية في فرنسا اللواتي لم نسمع بهن سوى من بعدها بستة قرون.
وترى إقبال الغربي بأن التطرق إلى التاريخ النسوي ليس مجرد نبشا عفويا في الدفاتر القديمة بقدر ما هو محاولة لإعادة امتلاك الماضي، فالماضي حسب تعريف ولتير بنيامين هو هذه البذرة المشاعرية التي تمكننا من تقييم الحاضر تقييما صحيحا و بدون هذا الماضي نفتقد المرجعية التي تمكننا من مقارنة الحاضر أو الاحتجاج عليه .


الصفحات
سياسة








