تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الفقر المدقع والتهميش والكراهية جزء يسير مما يلقاه أبناء الجالية البوليفية في الأرجنتين





بوينوس أيرس - جابريلا سيسيليا كامينوس - معظم أبناء الجالية البوليفية جاءوا إلى الأرجنتين بحثاً عن فرص ومستقبل أفضل في العمل والحياة، ويبلغ تعدادها حوالي المليونين، إلا أنهم اصطدموا بحقيقة أخرى ألا وهي: الفقر الشديد والتهميش وسلوكيات مضادة تنم عن كراهية ورهاب للأجانب في معظم المجالات والقطاعات أياً ما كانت سواء في كرة القدم، أو في أي من مجالات سوق العمل أو حتى في المدارس


مواطن بوليفي جرح خلال اشتباكات ومواجهات بسبب إخلاء حديقة عامة في وسط العاصمة الأرجنتينية
مواطن بوليفي جرح خلال اشتباكات ومواجهات بسبب إخلاء حديقة عامة في وسط العاصمة الأرجنتينية
يشهد المجتمع الأرجنتيني تخلخلا وعدم استقرار في أوضاعه منذ زمن، لكن المشكلة الآن وصلت إلى صفحات الجرائد وخلقت نوعا من التوتر بين الدولتين المتجاورتين على المستوى الرسمي مثله مثل التوتر الذي ظهر على الصعيد الداخلي بين مواطني البلدين. وكانت بداية الشرارة وفاة مواطنين بوليفيين وآخر باراجوائي خلال الحوادث والمواجهات الناتجة عن إخلاء حديقة عامة في وسط العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس، وذلك عندما استولت عليها بعض العائلات الفقيرة والمشردين الذين لا يجدن مأوى لهم.

ثم تفاقم الموقف بعد تصريحات وبيانات "موريثيو مارثي"، عمدة مدينة بوينوس أيريس، المثيرة للجدل عندما أنحى باللائمة في هذا الوضع على الهجرة غير الشرعية والتي اعتبرها أحد أسباب تفاقم الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات.

ورداً على "مارثي" وفي ظل مطالبة بوليفيا بالاعتذار، حذرت الرئيسة "كريستينا فرناندث دي كيرشنر"، رئيسة الأرجنتين، قائلة: "لست على استعداد أن أرى الأرجنتين وهي تنضم إلى نادي البلدان والدول الكارهة والمناهضة للأجانب على هذا الكوكب"!.

ننتقل هنا لتقديرات قنصل بوليفيا في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيريس، والتي تشير إلى أن عدد البوليفيين الذين يعيشون في الأرجنتين يبلغ حوالي 8ر1 مليون نسمة.. وهو إن كان رقما كبيرا نسبيا.. إلا أنهم كغيرهم من مهاجري دول قارة أمريكا الجنوبية الأخرى، مثل بيرو والباراجواي، يجب عليهم أن يواجهوا انحيازات مضادة وعدم ثقة من قبل المواطنين الأرجنتينيين، ذلك إلى جانب الفقر وظروف الحياة الصعبة والقاسية التي لا تفرق بين مواطن ومهاجر!.

وعلى الرغم من مخاوف قطاعات السكان في الأرجنتين من أن يقوم المهاجرون (سواء من بوليفيا أو غيرها) باحتكار برامج الإسكان الاجتماعي ونظام الصحة العامة والاستيلاء على الوظائف فإن الإحصائيات تشير إلى أن من يأتون من الخارج يعيشون في ظروف غير مواتية.

وطبقاً للبيان الصادر عن مكتب المراقب العام: "فإن 6ر51 % من الأجانب الذين يسكنون مدينة بوينوس إيريس يعيشون فيما يسمى بـ"فيلات البؤس" ويقصد بها الأحياء الفقيرة للعاصمة الأرجنتينية.

أما الدراسة الصادرة عن "جمعية الدراسات العمالية" "سيل" “SEL” فتكشف أن المهاجرين من دول وبلدان متاخمة والوافدين من من بيرو يندر تواجدهم في مجالات العمل الرسمي، حيث يحتلون ما نسبته 5 % فقط من مجموع الوظائف المتاحة، وذلك بحد أقصى 5ر8 % في القطاع غير الرسمي، مما يعكس مدى محدودية الإمكانيات والفرص المتاحة أمامهم لخوض مجالات العمل المختلفة نظرا لأن ذلك يتم بوضع شروط ومتطلبات ومهارات بشكل مبالغ فيه مما يمنعهم من شغل العديد من تلك الوظائف.

وقد أشارت "جمعية الدراسات العمالية" أنه: "بالإضافة لما ذكر فإن معدل العمل غير الرسمي بين المهاجرين قد يتعدى الـ56 %، وإذا وضعنا في الاعتبار عوامل أخرى غير ما سلف، ندرك أن ذلك يجعلهم لا يكسبون الكثير من عملهم إذا ما قورنوا بمجموعات مشابهة، من بين هذه المجموعات على سبيل المثال أصحاب الهجرة الداخلية من شمال غرب وشمال شرق الأرجنتين، حيث يقل دخل الفرد بنسبة 27% عن متوسط دخل المواطن أو الفرد المحلي!.

وعلينا أن نعي أن هناك قطاعاً من المهاجرين البوليفيين وجدوا مكانة راسخة بين الأرجنتينيين من خلال عملهم في الزراعة وبيع الخضروات والفاكهة.... لكن هناك الكثير من مواطنيهم يعانون قسوة ظروف العمل التي هي أقرب ما تكون للعبودية، أو السخرة حيث نراهم في مصانع النسيج يصلون الليل بالنهار ويعملون من شروق الشمس إلى غروبها ويعيشون مكدسين هم وأولادهم في نفس المكان في ظروف غير آدمية على الإطلاق!

وفي هذا الإطار ندد "ثيلسو تروخيو"، نائب رئيس "الرابطة المدنية الاتحادية لبوليفيا" بالأمر قائلاً: "نحن نشعر بالأسى والاستياء عندما نسمع عمدة العاصمة الأرجنتينية السيد "مارثي" يقول إن المهاجرين هم من تسببوا في مشكلات المخدرات والأسلحة. ويكمل "تروخيو": "نحن هنا في أمريكا اللاتينية أخوة وما قيل جاء مخيباً لآمالنا. والخطأ الوحيد الذي قام بارتكابه البوليفيون هو العمل المفرط لساعات طويلة تزيد عن الحد".

ونعود إلى لب الموضوع مجدداً، لنري أن تعبيرات الرهاب وظاهرة كراهية الأجانب وجدت طريقها للبوليفيين وترسخت في لعبة كرة القدم فقد قام الـ"أفا" "اتحاد الكرة الأرجنتيني" بمعاقبة نادي "إنديبندينتي" بسبب هتافات جمهوره والسلوك المضاد والمعادي للأجانب في مباراته ضد فريق "بوكا جونيورز" في شهر تشرين أول /أكتوبر الماضي. حيث قام مشجعي "الروخو" أو "الأحمر" باستخدام لقب "بوليفيون" كشكل من أشكال الإهانة للفريق الخصم وجماهيره.. ثم قاموا بعد ذلك بإلقاء حلوى ومسكرات معروفة باسم "كرات الراهب" في ملعب المباراة، في إشارة إلى "بوليتاس" أو "كريات" وهي كنية إزدرائية للمواطنين البوليفيين.

من جانبها علقت "ليونور أراوكو"، سفيرة بوليفيا في الأرجنتين قائلة: "هذا النوع من الأفعال والأحداث المؤسفة طالما نراه يتكرر بكثرة هنا في الأرجنتين". وأضافت مشددة ومؤكدة: "لم يأت مواطنونا لاغتصاب الأراضي بل لبناء أحلامهم جنباً إلى جنب مع المواطنين الأرجنتينيين".

وهناك مجموعات من البوليفيين المقيمين في الأرجنتين أيدوا بشدة ما جاء في كلمات سفيرة بوليفيا حين قالوا: "نحن شعب ذو كرامة ولنا عزة نفس ونعمل ونكدح لنمثل الشعب العامل الشريف... فلسنا من واضعي اليد أومغتصبي الأراضي"، رافضين بذلك كافة أنواع التمييز العنصري والإجتماعي والرهاب والكراهية" بل ومطالبين بأن تكون المعاملة على قدم المساواة على جميع الأصعدة وبأسلوب كريم ولائق من قبل السلطات ووسائل الإعلام".

جابريلا سيسيليا كامينوس
الثلاثاء 18 يناير 2011