تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


الفلبين تعاني من تهريب الشعاب المرجانية والسلاحف




مانيلا - جون جارفيلو - عندما صادرت السلطات الفلبينية شحنتين ضخمتين من الشعاب المرجانية السوداء وما يزيد على مئة سلحفاة بحرية ضخمة مؤخرا، لم يصب المدافعون عن البيئة بالدهشة لحجم الغنيمة غير المشروعة. فمصادرة الشحنتين بالنسبة لهم لا يعدو أن يكون إلقاء للضوء على تلك التجارة البحرية غير المشروعة والمنتشرة في الفلبين.


الفلبين تعاني من تهريب الشعاب المرجانية والسلاحف
وقال ضباط الجمارك إنهم عثروا على الشحنتين الأخيرتين في مينائي سيبو سيتي ومانيلا بعد تلقي معلومات عن "بضائع تحمل بيانات غير صحيحة" يتم نقلها من جنوب الفلبين.

ذلك أن الشحنة المصادرة في مانيلا سجلت على أنها مطاط، فيما سجلت شحنة سيبو سيتي على أنها خردة معدنية. وقدرت قيمة الشحنتين بـ 35 مليون بيسو(813 ألف دولار).

وقال العلماء إن عمليات الصيد الجائر دمرت سبعة آلاف هكتار من الشعاب المرجانية جنوبي الفلبين، حيث سرقت الشعاب المرجانية والسلاحف

وقال جوزيه ما لورينزو تان الرئيس التنفيذي لمكتب الصندوق العالمي للطبيعة بالفلبين، إن التجارة المحظورة التي تعرض الشعاب المرجانية والكائنات البحرية للخطر ازدهرت على مدار الأربعين سنة الماضية.

وقال لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ):" الشحنة المصادرة ما هي إلا نموذج لما كان يحدث في البلاد خلال العقود الأربعة الماضية من استنفاد غير مشروع وغير منظم للثروة البحرية.

المعروف أن الفلبين واحدة من ست دول تمثل ما يطلق عليه المثلث المرجاني أو ما يعرف أيضا باسم أمازون البحار، تلك المنطقة التي تتمتع بأغنى تنوع مرجاني في العالم، علاوة على أن المنطقة يعيش بها اكثر من ثلاثة آلاف نوع مختلف من الأسماك.

يقول تان، وهو مدرب غوص ومصور فوتوغرافي متخصص في تصوير الحياة البرية، إن دراسة أجراها نخبة من كبار علماء البحار، أظهرت أن واحدا بالمئة فحسب من مساحة 25 ألف كيلو متر من الشعاب المرجانية في الفلبين، هي التي لا تزال محتفظة بشكلها البدائي. و قال بأسى "الغالبية العظمى اي ما يقارب ستين بالمئة..في حالة سيئة للغاية". و في أعقاب مصادرة الشحنتين، حثت السيناتور لوين لاجاردا الشرطة على مطاردة المهربين والصيادين غير الملتزمين بكل قوة.

وقالت "مما يثير الأسى أن تدرج أمة كأمتنا حباها الله بتنوع بيئي ثري..بين أكثر دول العالم خطرا على التنوع البيئي بسبب تلك التصرفات التي تدمر مواردنا الطبيعية".

كما دعا فيرناندو هيكاب رئيس رابطة صيادي بامالاكايا، الحكومة لزيادة العقوبات ضد أولئك الذين يغيرون على البيئة مشيرا إلى أن القانون لا يفرض سوى غرامات ضئيلة وفترات سجن محدودة حتى على اولئك الذين يقومون بعمليات الصيد الجائر على نطاق واسع.

وقال "بالرغم من أن القانون يحظر جمع وبيع الشعاب المرجانية..فإن العقوبة التي ينالها المتجاوزون مخففة للغاية..حيث لا تزيد عقوبة السجن مدة ستة أشهر والغرامات تتراوح بين 2000 بيسو (46 دولار) وعشرين ألف بيسو". ودعا إدوين لاسييردا المتحدث باسم الرئاسة الفلبينية لمقاطعة المجوهرات المصنوعة من الشعاب المرجانية السوداء.

وقال "ندعو المستهلكين في أنحاء العالم إلى التمسك بالتزام مشابه للحفاظ على التنوع البيئي في بحارنا من خلال الامتناع عن شراء أي سلعة تدخل الشعاب المرجانية السوداء في تصنيعها". كما أعرب الكثيرون عن تأييدهم للمقاطعة عبر شبكات التواصل الإجتماعي الإلكترونية، ودعوا لفرض قوانين أكثر ردعا.

وأوضحت مونديتا ليم رئيس مكتب المحميات والحياة البرية أن الفلبين معقل شبكة دولية من المهربين والصيادين الذين يستغلون الموارد البحرية في جنوب شرق آسيا.

غير أنها أقرت بأن الحكومة لا تملك الموارد اللازمة لمعالجة المشكلة. وقالت إن مكتب خفر السواحل لا يضم سوى شخصين، فيما لا تتجاوز ميزانية مكتبها السنوية 400 مليون بيسو.

وفي ظل سواحل مليئة بالثغرات ويتجاوز طولها طول السواحل الأمريكية، يقول تان إن مشكلة التجارة البحرية غير المشروعة لن يمكن حلها بمجرد فرض القوانين وإحالة الصيادين للمحاكم أو سجنهم.

وشدد على ضرورة معالجة الحكومة للفقر الذي يستشري في أوصال الدولة خاصة في المناطق الريفية، حيث لا يجد كثير من الصيادين بديلا سوى قطع الشعاب المرجانية وفصائل أخرى معرضة لخطر الإنقراض.
وقال تان إن جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها جهود ديناميكية متواصلة تتطلب منهجا شموليا.

"لا يكفي أن ننقذ النسور أو جاموس الماء الوحشي.. عليك أن تحافظ على البيئة ..لا يكفي أن تنقذ الشعاب المرجانية أو الحيتان..بل عليك أن تنقذ المحيط".

جون جارفيلو
السبت 2 يوليو 2011