تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


القرويون في أفغانستان يتطلعون لتنمية اقتصادهم المنهك من خلال سياحة التزلج





باميان (أفغانستان) - وقف سيد علي شاه مفتونا بينما كان يراقب الرجال والنساء الذين يرتدون ملابس غريبة وهم يشقون طريقهم بصعوبة بين أحضان الجبال باتجاه منزله الذي يرقد فوق قمة جبل "كوه اي بابا" بإقليم باميان وسط أفغانستان


يأمل مؤيدو مشروع التزلج أن يساعد المشروع الولاية على جذب السياح
يأمل مؤيدو مشروع التزلج أن يساعد المشروع الولاية على جذب السياح
اكتشف شاه أن المجموعة التي كانت تحمل معدات ذات ألوان كثيرة وترتدي أحذية ثقيلة ويحملون في أيديهم قضبانا هم سياح مغامرون أتوا إلى تلك المنطقة الواقعة في قلب البلاد التي تمزقها الحرب من أجل التمتع بالتزلج فوق المنحدرات الجبلية المكسوة بالجليد فوق هذا الجبل وهو نشاط لم يكن معروفا لشاه قبل ذلك.

لقد كان اللقاء الذي تم أمام بيت سيد علي شاه /17 عاما/ وهو أقرب بيت في القرية لقمة الجبل وفرديناندو رونالدو مدرب التزلج المصاحب للمجموعة فرصة لتغيير مسار حياة هذا الشاب الأفغاني اليافع حيث دعاه الأخير للانضمام إلى جلسات تعليم التزلج التي يقدمها للمجموعة.

يقول رونالدو عن أول لقاء له مع الشاب الأفغاني إن "شاه قال إنه يريد أن يذهب إلى كابول من أجل الدراسة ولكي يصبح مهندسا...لكنني قلت له إن هناك الكثير من المهندسين في كابول لكن ليس هناك ثمة أحد يعمل في مجال الإرشاد حول التزلج بالجبال".

وبعد أقل من شهرين، قال شاه الذي لا يجد صعوبة في التحدث بالانجليزية: "أريد أن أتعلم التزلج كي أصبح مدربا وأعلم الصبية الآخرين في منطقتنا".

كان شاه واحدا من مراهقين اثنين اختارهما رونالدو ليكونا مرشدي تزلج حيث عمل الاثنان مساعدين له لتعليم مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 16 عاما على زلاجات تم التبرع بها في ثلاث قرى جنوب عاصمة الإقليم التي تسمى أيضا باميان.

انتقى الإيطالي رونالدو /49 عاما/ هذه المجموعة من الصبية بنفسه ليكونوا معلمي المستقبل للتزلج على الجبال. يذكر أن رونالدو نفسه عمل على مدار 20 عاما في التدريب على التزلج خاصة في جبال الألب بإيطاليا.

ورغما عن إرادة أسرته التي ترى أن الذهاب للتزلج في منطقة حرب درب من الجنون، وصل رونالدو إلى أفغانستان في كانون ثان/يناير الماضي بعقد مدته ثلاثة أشهر وقعه مع إحدى وكالات السياحة والسفر المحلية بتمويل من شبكة أغاخان للتنمية والحكومة النيوزيلندية.

وكانت باميان الواقعة على بعد 23 كم شمال غرب كابول مقصدا لآلاف السياح والبوذيين كل عام قرونا من الزمان وحتى الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979.

وأصبح اسم الإقليم متلازما مع تمثالي بوذا العملاقين اللذين يعود تاريخهما للقرن السادس الميلادي. إلا أن الدافع السياحي لزيارة الإقليم تراجع بشكل خطير عندما أقدمت حركة طالبان على تفجير التمثالين بالديناميت تاركة محاريبهما العملاقة خاوية.

وعلى الرغم من تدفق ملايين الدولارات من المساعدات الدولية منذ الإطاحة بطالبان عام 2001، لا يزال الإقليم أحد الأقاليم الأكثر فقرا في البلاد حيث تشكل زراعة بعض المحاصيل مثل القمح والبطاطس جزءا كبيرا من الدخل .

ويأمل المنظمون ومؤيدو مشروع التزلج في أن يساعد هذا المشروع الولاية على جذب السياح مجددا إلى المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن التزلج ليس بالرياضة الجديدة على أفغانستان، فقبل الغزو السوفيتي كان لطلاب جامعة كابول والأجانب أندية للتزلج بالقرب من عاصمة البلاد.

ويقول رونالدو إن باميان "مكان عظيم للتزلج" لأن الجليد يظل ناعما لعدة أسابيع ومن الصعب إيجاد جليد ذي جودة أفضل".

إضافة إلى ذلك، يتمتع السكان المحليون باللياقة اللازمة للتزلج بفضل قيامهم على مدار الزمان باصطحاب الماشية والحيوانات المستأنسة إلى الجبال للرعي هناك أو للعمل في الحقول.

ويشارك مرتضى جعفري /14 عاما/ شاه حماسته حيث يقول: "إنها رياضة مرح للصبية وفي الوقت ذاته هي مهنة يمكن للفرد أن يتعلم من خلالها وأن يكسب المال...أريد أن اصبح مرشد تزلج وأن أجني المال".

لكن هناك تحديات كبيرة قد تقف أمام هؤلاء الشباب المتحمسين، فباميان نفسها هي ضمن أكثر الأقاليم أمانا في أفغانستان لكن احتمال تدهور الحالة الأمنية في المناطق الأخرى المنتشرة هناك تشكل عبئا ثقيلا على السكان الذين سئموا الحرب.

فلا تزال ذكريات دمار منطقتهم خلال الحرب الأهلية وتدفق مقاتلي طالبان بعد سقوط النظام المدعوم من قبل الاتحاد السوفيتي عام 1992 عالقة في أذهانهم.

ولا توجد رحلات جوية تجارية إلى باميان كما أن الطريقين الرئيسيين اللذين يربطان العاصمة كابول بالإقليم معرضان لمخاطر السرقة وهجمات المتمردين وهو ما يجعل حفنة السياح الذين يزورونها يعتمدون على الرحلات الجوية التابعة للأمم المتحدة وبعض السفارات الغربية.

كما أن المطاعم التقليدية المريحة ومقهى واحدا قد لا تكون كافية لإرضاء المزيد من هواة التزلج.

لكن على الرغم من التحديات، يأمل رونالدو وفريقه في أن تبدأ تلك الصناعة على الأقل بجذب بعض من الآف الأجانب الذين يعملون بالفعل في أفغانستان للقيام ببعض المغامرة خلال أشهر الشتاء. أيضا، قد يكون العديد من عمال الإغاثة بحاجة إلى الترويح عن أنفسهم خلال الإجازات الأسبوعية بعد القيام بمجهودات كبيرة في ظل إجراءات أمنية مشددة في كابول

د ب أ
الاربعاء 30 مارس 2011