تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يرون " الدولة " حلما بعيد المنال




صبرا وشاتيلا - رنا موسوي - في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت، لا يعول اللاجئون الفلسطينيون على طلب الاعتراف ب"دولة فلسطين" في الامم المتحدة لإحداث تغيير في واقعهم المزري، فالحلم الجميل الذي لازمهم طويلا، سرقت وهجه عقود من البؤس والفقر والتهميش.


اللاجئون الفلسطينيون في لبنان يرون " الدولة " حلما بعيد المنال
ويسأل محمود ندوة (17 عاما) باحباط واضح "ما الذي يمكن ان يغير الاعتراف بدولة فلسطينية في واقعنا؟".

في الشارع الذي اجتاحته الوحول ومياه الصرف الصحي وامتزجت فيه بقايا الاطعمة مع روائح النفايات، يحمل قاسم ابو جموس (76 عاما) بطاقة هوية تعود الى الانتداب البريطاني بفخر ويقول "لا يمكن لأحد ان يغادر بلاده الى الابد. لقد رمونا في الشارع، هل هذا معقول؟".

ثم يضيف بصوت متهدج وبتأثر "لا بد من حل... بأي ثمن".
وكما معظم اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان والبالغ عددهم ثلاثمئة الف تقريبا، يعبر قاسم عن الامل برؤية بلده الام مجددا، ولا سيما بلدته عكا. لكنه يدرك في قرارة ذاته صعوبة تحقيق هذا الحلم، سواء تم الاعتراف بدولة فلسطين ام لا.

ويقول مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية في المخيم ابو ماهر ان "الاعتراف بدولة فلسطين امر ايجابي. لكن بالنسبة الينا، الاهم هو حق العودة".

ويفترض ان يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الجمعة خطابا امام الجمعية العامة للامم المتحدة يتحدث فيه عن حق شعبه باقامة دولة، ثم يسلم رسالة طلب الاعتراف ب"دولة فلسطين" الى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون.

ويتوقع ان يواجه الطلب لدى احالته الى مجلس الامن بفيتو اميركي، في حال حصل على موافقة الاصوات التسعة المطلوبة في مجلس الامن.
ويتمسك فلسطينيو الشتات الذين اضطروا الى الخروج من ارضهم بعد انشاء دولة اسرائيل في 1948، بحق العودة الذي يعتبر من اكثر المسائل الشائكة في ملف النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويطالبون بتطبيق القرار 194 الصادر العام 1948 عن الجمعية العامة للامم المتحدة.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين حاليا حوالى 4,3 مليون موزعين على الاردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا).

ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظروف اجتماعية واقتصادية مأسوية في 12 مخيما تعاني من كثافة سكانية وتنتشر فيها مساكن ضيقة ومتلاصقة وبائسة.

ويقول محمود هاشم (44 عاما)، وهو يملك متجرا متواضعا لبيع العصير، "اعرف في قرارة نفسي انني لن اعود ابدا الى فلسطين".
ويضيف الرجل الذي يتحدر من ترشيحا في قضاء عكا "الدولة انجاز معنوي. انه رمز. لكن عمليا، لا شيء سيتغير هنا".

ويحمل على القيادة الفلسطينية قائلا "انها بعيدة عن فلسطينيي الشتات. ويجب ان يضخ فيها دم جديد".
ورغم ضآلة الآمال، حرصت المخيمات الفلسطينية في لبنان التي تعتبر حركة فتح الطرف الاقوى فيها، على المجاهرة بدعمها لخطوة الرئيس الفلسطيني.

فقد رفعت لافتات كبيرة حملت صورة مقر الامم المتحدة في نيويورك، مع صور لعباس وللزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وعبارة "ايلول/سبتمبر: استحقاق الدولة الفلسطينية، حق لا رجوع عنه".

في مخيم البداوي في شمال لبنان، تقول عايدة الناصر (53 عاما) وهي تضع زهورا على قبر والدها "وعدت بان اخبره عندما يتم انشاء الدولة الفلسطينية او عندما اعود الى فلسطين".

في مخيم برج الشمالي في الجنوب، يقول التاجر ابو بكري "لا يمكن اقامة دولة فلسطينية برؤوس عدة. لا بد من ان يتوحد الفلسطينيون اولا".
واعلنت حركة حماس في الاراضي الفلسطينية رفضها التوجه الى الامم المتحدة لطلب عضوية دولة بحدود العام 1967، مطالبة بدولة فلسطينية "ذات سيادة كاملة من دون اي تنازلات".

وتظاهر في بيروت الخميس حوالى مئتي فلسطيني امام مقر الاتحاد الاوروبي مطالبين دول الاتحاد بدعم طلب الاعتراف بدولتهم.
وتقول هدى الاسمر، وهي ام لاربعة، "اريد ان اعود الى فلسطين، حتى لو كان الثمن ان اعيش في خيمة. ستون عاما هذا يكفي".

لكن الشاب محمود ندوة في مخيم شاتيلا يرفض العيش في الاوهام. ولو انه يتمسك برغبة وحيدة. "أود ان امتلك جواز سفر فلسطينيا على الاقل. هكذا، لا يشار إلي بعد اليوم ب+اللاجىء+، بل تكون لي جنسية".

ا ف ب- رنا موسوي
الخميس 22 سبتمبر 2011