صبّت وقتها كل الأنظار نحو مقر حزب العدالة والتنمية، الذي استضاف الاجتماع "الحدث"، انتظارا للخروج بمرشّح توافقي، تجمع المعارضة بالبلاد على تقديمه أمام بوتفليقة الذي كان يعتبر وقتها، خصما لا يهزم أمام قوة "التزوير" ـ كما يراه الجزائريون .
فشلت أكبر الأحزاب المعارضة وعدد من الشخصيات السياسية المرموقة في البلاد على الخروج بمرشّح توافقي في الاجتماع وقتها وتوالت اللّقاءات دون تسجيل موقف بثقل الأسماء المشاركة، وبدأت الانسحابات تتوالى الواحدة تلو الأخرى، لتجد نفسها اليوم بعد عدد ليس بالقليل من اللّقاءات، أمام صراع إثبات الوجود وسط "حراك" يرفض بعض من رموزها ويطاردهم في الشّارع ومسؤولية عدم الهروب من أزمة يجدر بالمعارضة أن تقول كلمتها فيها من جهة أخرى.
معارضة هشّة !
يرى عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني الذي سمّي في وقت سابق حزب بوتفليقة، أحمد بومهدي، أن "المعارضة ببلاده ضعيفة ولا تستطيع أن تفعل أي شيء في الأزمة السياسية الرّاهنة على إعتبار أن الشعب قال كلمته في الشّارع وخرج بالملايين دون العودة إليها".
واعتبر المتحدّث في تصريحه لـوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) المعارضة في بلاده "مجرد اسم بلا فعل بسبب عدم شعبيتها وعدم امتلاكها لمساندة حقيقية لأن الجزائريين فقدوا الثقة فيها"، مرجعا ذلك لـ"عدم توافق أحزاب المعارضة على أرضية تصب في المصلحة السياسية للبلاد".
من جهته اعتبر رئيس حزب "جيل جديد" المعارض، جيلالي سفيان أن "الكثير من أعضاء المعارضة الحالية سوف ينتهي دورهم في الأشهر المقبلة لأن المجتمع الجزائري سيخلق وجوها وخطابا وأحزاب جديدة ".
مضيفا في تصريحه لـ(د.ب.أ): "الآن الشعب لديه نظرة أخرى... هناك قوى كانت نائمة تحرّكت وكل هذا سيعطي مشهدا جديدا أمام معارضة غير متجذرة في المجتمع وهذا الواقع جاء من تقييدها في الميدان طيلة السّنوات الماضية".
المعارضة أدّت واجبها
يرفض رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية المعارض، عبد الله جاب الله، وصف مساعي المعارضة بـ"الفشل" قائلا في تصريحه لـ (د.ب.ـ) "من يستمر في النضال والتضحية هو ناجح سواء حقق النتيجة أو تأجّلت نتائج مجهوداته".
مضيفا " المعارضة ليست صاحبة القرار... أحزاب قوى التّغيير قدمت الحل للأزمة الحالية للبلاد في آذار/ مارس الماضي حيث طالبنا بتفعيل المادة 70 من الدستور ولكن من بيده السلطة لا يتفاعل وظل يتحايل وأصرّ على تفعيل المادة 102".
فيما يرى عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ( وهو حزب إسلامي معارض) أن "العيب ليس في الأحزاب والطبقة السياسية والمجتمع المدني، ومحاولة إلصاق الإخفاق في هؤلاء، إنما هو سلوك سياسي ممجوج استعملته السلطة البائدة وانقلب عليها".
مضيفا في تصريحه لـ (د.ب.أ) " الأحزاب والشخصيات والمجتمع المدني أدوا الذي عليهم وقدموا اقتراحات فرادى في إطار منظماتهم ومجتمعين، واستطاعوا من خلال الحوار الثنائي والجماعي وعن بعد عن طريق وسائل الإعلام أن يقتربوا كثيرا من بعضهم البعض في افكارهم ورؤاهم". متّهما السّلطة الحاكمة بـ"التمسك برموز النظام البائد لا سيما الباءات المرفوضة بوضوح من قبل الشعب الجزائري ، فلو جاء رئيس دولة جديد مقبول من الحراك وغير متورط في الفساد والتزوير لانطلق الحوار ".
وفي سياق متّصل، قال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله "حددنا تاريخ 29 من الشهر الجاري، لعقد لقاء وطني ولدينا العديد من المساعي لإيجاد حل وهذا في حد ذاته أحد الحجج التي تنفي فشل المعارضة ".
بوتفليقة قصم ظهر المعارضة ببلاده
ترى الطّبقة السياسية في الجزائر، أن نظام الرّئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، اجتهد في كسر ظهر المعارضة ببلاده، فيشير عبد الله جاب الله " تركة بوتفليقة ثقيلة وهي متنوعة وسوف يعرف من دعموه كم كانوا في غفلة ".
مضيفا "من يعرف نضالنا يعلم أننا لم ننخدع به من أول يوم له ومنذ سنة 1998 ونحن نحذر من خطره وننبّه ونفضح العوار الموجود في قوانين هذا الرّجل... في البداية لم يسمع لقولنا أحد ولكن اليوم استيقظ الجميع وأصبح عارفا ومتيقنا أن مرحلة بوتفليقة كالكابوس ووجد الكل نفسه أن البلد على حافة الإفلاس المتنوع".
وفى الوقت نفسه، يرى رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان أن " المعارضة لم توحد موقفها وهو راجع إلى تشتيت صفّها وتفتيت لحمتها من قبل نظام بوتفليقة الذي منع تكوين أحزاب ومجتمع مدني قوي وذي استقلالية". مضيفا "المعارضة التي كانت تنشط في الميدان كان لها استنباطات /سيكولوجية/ مع النظام البوتفليقي، فهي استطاعت التأقلم مع الوضع وبالتالي تعاملت مع الواقع الذي صنعه هذا الرّجل الذي كان راضيا حتى على المعارضة وإلا لألغى وجودها كما فعل مع الكثير".
وتوقّع جيلالي سفيان، أن يتمخّض "عن ثورة الجزائر فكر سياسي وموجة جديدة ستحمل روح الحراك"، مضيفا "لن تصمد معظم الأحزاب الموجودة حاليا أمام تجدد الشّارع الذي سيخلق منه أحزاب وجمعيات وأسماء لم نسمع بها من قبل".
و يرى رئيس حركة مجتمع السّلم، عبد الرّزاق مقري، أن "الرّئيس المستقيل لديه دور نسبي في محاولة إضعاف الطبقة السياسية من خلال التزوير الانتخابي والابتزاز وشراء الذمم والتضييق على الطبقة السياسية"... مضيفا " رغم كل الممارسات في حق المعارضة كانت هناك أحزاب وشخصيات ونقابات تقاوم سياسيا والحراك الشعبي ثمرة من ثمار التوعية التي قام بها هؤلاء، والحراك الشعبي ذاته الآن يمثل دعما للطبقة السياسية والمجتمع المدني بالتطور الكبير الذي أحدثه في ميزان القوى".
فشلت أكبر الأحزاب المعارضة وعدد من الشخصيات السياسية المرموقة في البلاد على الخروج بمرشّح توافقي في الاجتماع وقتها وتوالت اللّقاءات دون تسجيل موقف بثقل الأسماء المشاركة، وبدأت الانسحابات تتوالى الواحدة تلو الأخرى، لتجد نفسها اليوم بعد عدد ليس بالقليل من اللّقاءات، أمام صراع إثبات الوجود وسط "حراك" يرفض بعض من رموزها ويطاردهم في الشّارع ومسؤولية عدم الهروب من أزمة يجدر بالمعارضة أن تقول كلمتها فيها من جهة أخرى.
معارضة هشّة !
يرى عضو اللجنة المركزية بحزب جبهة التحرير الوطني الذي سمّي في وقت سابق حزب بوتفليقة، أحمد بومهدي، أن "المعارضة ببلاده ضعيفة ولا تستطيع أن تفعل أي شيء في الأزمة السياسية الرّاهنة على إعتبار أن الشعب قال كلمته في الشّارع وخرج بالملايين دون العودة إليها".
واعتبر المتحدّث في تصريحه لـوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) المعارضة في بلاده "مجرد اسم بلا فعل بسبب عدم شعبيتها وعدم امتلاكها لمساندة حقيقية لأن الجزائريين فقدوا الثقة فيها"، مرجعا ذلك لـ"عدم توافق أحزاب المعارضة على أرضية تصب في المصلحة السياسية للبلاد".
من جهته اعتبر رئيس حزب "جيل جديد" المعارض، جيلالي سفيان أن "الكثير من أعضاء المعارضة الحالية سوف ينتهي دورهم في الأشهر المقبلة لأن المجتمع الجزائري سيخلق وجوها وخطابا وأحزاب جديدة ".
مضيفا في تصريحه لـ(د.ب.أ): "الآن الشعب لديه نظرة أخرى... هناك قوى كانت نائمة تحرّكت وكل هذا سيعطي مشهدا جديدا أمام معارضة غير متجذرة في المجتمع وهذا الواقع جاء من تقييدها في الميدان طيلة السّنوات الماضية".
المعارضة أدّت واجبها
يرفض رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية المعارض، عبد الله جاب الله، وصف مساعي المعارضة بـ"الفشل" قائلا في تصريحه لـ (د.ب.ـ) "من يستمر في النضال والتضحية هو ناجح سواء حقق النتيجة أو تأجّلت نتائج مجهوداته".
مضيفا " المعارضة ليست صاحبة القرار... أحزاب قوى التّغيير قدمت الحل للأزمة الحالية للبلاد في آذار/ مارس الماضي حيث طالبنا بتفعيل المادة 70 من الدستور ولكن من بيده السلطة لا يتفاعل وظل يتحايل وأصرّ على تفعيل المادة 102".
فيما يرى عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ( وهو حزب إسلامي معارض) أن "العيب ليس في الأحزاب والطبقة السياسية والمجتمع المدني، ومحاولة إلصاق الإخفاق في هؤلاء، إنما هو سلوك سياسي ممجوج استعملته السلطة البائدة وانقلب عليها".
مضيفا في تصريحه لـ (د.ب.أ) " الأحزاب والشخصيات والمجتمع المدني أدوا الذي عليهم وقدموا اقتراحات فرادى في إطار منظماتهم ومجتمعين، واستطاعوا من خلال الحوار الثنائي والجماعي وعن بعد عن طريق وسائل الإعلام أن يقتربوا كثيرا من بعضهم البعض في افكارهم ورؤاهم". متّهما السّلطة الحاكمة بـ"التمسك برموز النظام البائد لا سيما الباءات المرفوضة بوضوح من قبل الشعب الجزائري ، فلو جاء رئيس دولة جديد مقبول من الحراك وغير متورط في الفساد والتزوير لانطلق الحوار ".
وفي سياق متّصل، قال رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله "حددنا تاريخ 29 من الشهر الجاري، لعقد لقاء وطني ولدينا العديد من المساعي لإيجاد حل وهذا في حد ذاته أحد الحجج التي تنفي فشل المعارضة ".
بوتفليقة قصم ظهر المعارضة ببلاده
ترى الطّبقة السياسية في الجزائر، أن نظام الرّئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، اجتهد في كسر ظهر المعارضة ببلاده، فيشير عبد الله جاب الله " تركة بوتفليقة ثقيلة وهي متنوعة وسوف يعرف من دعموه كم كانوا في غفلة ".
مضيفا "من يعرف نضالنا يعلم أننا لم ننخدع به من أول يوم له ومنذ سنة 1998 ونحن نحذر من خطره وننبّه ونفضح العوار الموجود في قوانين هذا الرّجل... في البداية لم يسمع لقولنا أحد ولكن اليوم استيقظ الجميع وأصبح عارفا ومتيقنا أن مرحلة بوتفليقة كالكابوس ووجد الكل نفسه أن البلد على حافة الإفلاس المتنوع".
وفى الوقت نفسه، يرى رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان أن " المعارضة لم توحد موقفها وهو راجع إلى تشتيت صفّها وتفتيت لحمتها من قبل نظام بوتفليقة الذي منع تكوين أحزاب ومجتمع مدني قوي وذي استقلالية". مضيفا "المعارضة التي كانت تنشط في الميدان كان لها استنباطات /سيكولوجية/ مع النظام البوتفليقي، فهي استطاعت التأقلم مع الوضع وبالتالي تعاملت مع الواقع الذي صنعه هذا الرّجل الذي كان راضيا حتى على المعارضة وإلا لألغى وجودها كما فعل مع الكثير".
وتوقّع جيلالي سفيان، أن يتمخّض "عن ثورة الجزائر فكر سياسي وموجة جديدة ستحمل روح الحراك"، مضيفا "لن تصمد معظم الأحزاب الموجودة حاليا أمام تجدد الشّارع الذي سيخلق منه أحزاب وجمعيات وأسماء لم نسمع بها من قبل".
و يرى رئيس حركة مجتمع السّلم، عبد الرّزاق مقري، أن "الرّئيس المستقيل لديه دور نسبي في محاولة إضعاف الطبقة السياسية من خلال التزوير الانتخابي والابتزاز وشراء الذمم والتضييق على الطبقة السياسية"... مضيفا " رغم كل الممارسات في حق المعارضة كانت هناك أحزاب وشخصيات ونقابات تقاوم سياسيا والحراك الشعبي ثمرة من ثمار التوعية التي قام بها هؤلاء، والحراك الشعبي ذاته الآن يمثل دعما للطبقة السياسية والمجتمع المدني بالتطور الكبير الذي أحدثه في ميزان القوى".


الصفحات
سياسة









