تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


المغاربة يستبعدون ظهور "ويكيليكس" عربي في ظل آلة قمع مؤمنة بالسحل والبطش وإلغاء الآخر




عمر الكدي - للصحفي المغربي علي انوزلا قصة تشبه قصة جوليان آسانج، مؤسس موقع ويكيليكس ذائع الصيت، ففي مايو من عام 2008 أسس انوزلا الجريدة الأولى، والتي تميزت بنشرها لبعض الوثائق، من أهمها وثيقة عسكرية، ولكن أمرت محكمة عاجلة بحظر نشر الوثائق بالرغم من غياب نص قانوني يفيد بذلك


الحكومات القمعية العربية لن تترد في البطش بأصحاب هذا الموقع وتلفيق كل أنواع التهم لهم
الحكومات القمعية العربية لن تترد في البطش بأصحاب هذا الموقع وتلفيق كل أنواع التهم لهم
ووصل النقاش إلى قبة البرلماني حول حق الصحافة في نشر ارشيف الدولة ووثائقها، وفي ديسمبر من العام الماضي حكمت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء على علي أنوزلا بالسجن عام واحد مع وقف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها عشرة آلاف درهم، كما حكمت على زميلته الصحفية بشرى الضو بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ، ودفع غرامة قدرها خمسة آلاف درهم، بسبب نشر الجريدة الأولى لخبر يفيد بأن الملك محمد السادس مصاب بمرض يختلف عن المرض الذي أعلن عنه الديوان الملكي، والذي أفاد بأن الملك مصاب بفيروس روتا، الذي يسبب الإسهال والجفاف.

مصداقية الوثائق
وقبل ذلك حكمت محكمة مغربية بتغريم ثلاث صحف من بينها الجريدة الأولى بدفع ثلاثة مليون درهم (270 ألف يورو)، بتهمة القدح في الزعيم الليبي معمر القذافي، وأخيرا قرر علي أنوزلا قفل صحيفته الورقية، ومنذ الأول من ديسمبر الماضي أفتتح موقع لكم.كم الالكتروني، في محاولة للاستمرار بدوره كصحفي، وتخفيف عواقب مهنة المتاعب، ذلك لأن الموقع الالكتروني يكلف اقل بكثير من صحيفة ورقية.

يقول على أنوزلا : إن أهمية الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس هي في أنها بينت لنا أساليب عمل الدبلوماسيين الأمريكيين في السر، خلافا للغة الدبلوماسية الخشبية التي يتعاطونها علنا، كما يؤكد أنوزلا على مصداقية هذه الوثائق مستشهدا بما قام به آسانج، الذي عمد إلى تسريب الوثائق إلى أكبر الصحف وأكثرها مصداقية في بريطانيا، فرنسا، والمانيا، وينفي أنوزلا ما تردده بعض الصحف العربية المحسوبة على حكوماتها من أن هناك مؤامرة أمريكية من وراء نشر هذه الوثائق، والتي تقول بأن الهدف من نشر هذه الوثائق هو زيادة حدة الخلاف بين الدول العربية وإيران

وفي هذا الصدد يقول أنوزلا: "حتى الآن أعتقد أن المتضرر الأكبر هي الإدارة الأمريكية التي تطالب برأس آسانج. نظرية المؤامرة مع كامل الآسف ظلت دائما موجودة، وهم يعتقدون أن هذه الوثائق لم تنشر الكثير عن إسرائيل، وأعتقد أن آسانج أجاب على هذا السؤال مؤخرا، عندما قال بأن لديه أكثر من ثلاثة آلاف وثيقة عن إسرائيل، وسيتم نشرها خلال الشهور الستة المقبلة، لذلك أرفض نظرية المؤامرة، وأعتقد أن آسانج وفريقه في جعبتهم ربما الكثير من المعلومات، ولم يكشف حتى الآن حتى على خمس عدد الوثائق، وما زال لديهم الكثير من الوثائق السرية والخطيرة، ويحتفظون بها ربما للمساومة بها مستقبلا، وربما من أجل اختيار التوقيت المناسب لنشرها، مثلا عندما تم اعتقال آسانج هدد بأن لديه وثائق مهمة تتعلق بالإدارة الأمريكية، وفي حالة تسليمه لأمريكا فسينشر هذه الوثائق".

تأثير ويكيليكس على الصحافة
أما عن التأثير الذي أحدثه موقع ويكيليكس على الصحافة العالمية، فيقول أنوزلا إن موقع ويكيليكس وفر لوسائل الإعلام بكل أشكالها مادة دسمة لم تكن تحلم بها، وأن ما حصل عليه الصحافيون من هذا الموقع كان يمكن أن يحصلوا عليه في مئات السنين، ولكنهم الآن يطلعون على أحداث ما زالوا يعيشون تداعياتها، أما من الناحية المهنية فيقول أنوزلا: "آسانج لم يقدم نفسه قط باعتباره صحافيا، وإنما قدم نفسه باعتباره مدافع عن الحرية، ومدافع عن الحقيقة ونشرها، وهذا سيطرح سؤالا مهما في المستقبل، فهل مهمة الصحافة هي الدفاع عن الحقيقة، والبحث عن المعلومة الصحيحة، أم مهمتها هي النبش من أجل فضح الآخرين، ومن اجل إثارة الشعوب ضد حكامها؟. أعتقد أن الصحفيين لم يستوعبوا بعد التأثير والتداعيات التي سببها موقع ويكيليكس على الصحافة".

آلة القمع
لا يتوقع أنوزلا أن تصدر الحكومات الديمقراطية قوانين تحظر فيها نشر المعلومات السرية التي تحتكرها، وإنما ستطور نظام سرية المعلومات حتى لا يصل إليه قراصنة انترنت، مثل الأسترالي آسانج، أو العسكري الأمريكي الذي أرسل له بالوثائق السرية، أما في العالم العربي فتوجد ما يكفي من القوانين التي تجرم نشر المعلومات السرية، مستشهدا بما حدث له ولزملائه في الجريدة الأولى بالمغرب.

يستبعد علي أنوزلا ظهور موقع ويكيليكس عربي، يتخصص في نشر المعلومات السرية، مؤكدا أن التطور التكنولوجي الذي تشهده وسائل الاتصال والنشر يسمح للصحافيين بأن يحلموا بظهور هذا الموقع، وخاصة من مكان خارج البلاد العربية، أما من حيث الواقع فالحكومات القمعية العربية لن تترد في البطش بأصحاب هذا الموقع، وتلفيق كل أنواع التهم لهم، مستشهدا بما حدث لجريدة الأخبار اللبنانية عندما قامت بنشر وثائق تتعلق بالقيادة السعودية، حيث تم حجب الموقع.

ويؤكد أنوزلا أن آلة القمع العربي ما زالت قادرة على محاصرة أي تسريب، وقادرة على حجب أي معلومة حتى لا تصل إلى المواطنين

عمر الكدي - إذاعة هولندا العالمية
الاحد 26 ديسمبر 2010