تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


المفكر المغربي المهدي بنونة عمل مستشارا لمحمد الخامس ورحل في عهد محمد السادس




الرباط - أبوسعيد شكري - خلف رحيل المهدي بنونة، مؤسس وكالة الأنباء المغربية، أثرا مؤلما، وحزنا عميقا في نفوس كل الذين عرفوه، او عايشوه عن كثب، نظرا لما كان يتسم به من تواضع ونبل وزهد في الأضواء ، وظل الرجل مخلصا لصداقاته وعلاقاته التي بناها، منذ أن ولج عالم الصحافة من بابه الواسع،دون أن يطرأ على سلوكه أي تغيير، رغم المناصب التي تقلدها، وجعلته في لحظة من اللحظات قريبا من مراكز السلطة والقرار. ومنها تعيينه في منصب مستشار مكلف بالصحافة والعلاقات العامة لدى العاهل المغربي الراحل الملك محمد الخامس سنة 1958


المرحوم المهدي بنونة
المرحوم المهدي بنونة
ويعتبر بنونة الذي انتقل إلى رحمة الله عن سن يناهز 92 سنة، من الرواد الأوائل الذين ساهموا بقسط وافر من جهدهم في التأسيس للإعلام المغربي، وكان يعامل الأجيال الجديدة بمنتهى العطف والتوجيه والرعاية بكل أبوة وعيا وإدراكا منه،رحمه الله، أنهم هم الذين سوف يواصلون حمل المشعل من بعده.

ووفقا لمسار حياته، فإنه وبعد دراسته الجامعية التي تلقاها في نابلس بفلسطين،بدأت علاقة الفقيد بنونة بالصحافة في القاهرة سنة 1937، وهناك استطاع بدأبه واجتهاده، وعشقه لمهنة المتاعب، أن ينال دبلوم الصحافة، بعد أن تلقى تكوينا ميدانيا، توجه بحصوله على دلوم الصحافة سنة 1941، مافتح الباب في وجهه للالتحاق بيومية" الأهرام" الي ظل فيها إلى غاية عام 1944

ولم يكن المهدي بنونة رجل إعلام فقط، بل كان ايضا رجل دبلوماسية وتربية وتعليم وفكر، ورجل نضال وطني حقوقي ونقابي، ويتجلى ذلك بالخصوص في مساهمته في القاهرة في تأسيس لجنة الدفاع عن المغرب الأقصى، وفي ممارسته للتعليم بمدينة تطوان، مسقط رأسه، وفي إنشاء نقابة العمال التابعة لحزب الإصلاح الوطني ، وفي تأليفه لكتاب باللغة الإنجليزية بعنوان "مغربنا، القصة الحقيقية لقضية عادلة" سنة 1951،حين كان بلده يرزح تحت نير الاستعمار الفرنسي

كما أسس بالأمم المتحدة، التي اشتغل فيها فترة من عمره، مكتب الربط بين الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا ( المغرب والجزائر وتونس).

وكان زلزال أكادير الذي وقع سنة 1960 بمثابة انعطاف أساسي في حياته، إذ اتجه نحو العمل الإنساني من خلال انخراطه في منظمة الهلال الأحمر المغربي،قبل أن يصبح رئيسها،وهو المنصب الذي قاده لتولى منصب الخازن العام للمجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر مابين سنوات 1985،و1988

ورغم إصداره وتأسيسه وتسييره لعدة صحف مغربية ، مثل " الأمة" و"لاديبيش"بالفرنسية، وتعني القصاصة،فإن إنشاءه لوكالة الأنباء المغربية،كشركة أهلية مساهمة، تحت إسم " وكالة المغرب العربي للأنباء" سنة 1959، ظل هو الإنجاز المهني الأكبر الأكثر التصاقا بمسيرته الإعلامية.

وبعدها ساهم في تأسيس وكالات الأنباء في تونس وليبيا والجزائر والسنيغال ومالي، وكذا وكالة أنباء منظمة المؤتمر الإسلامي،إيمانا منه بأهمية دعم كل المبادرات الإعلامية في أفريقيا والمغرب العربي والعالم الإسلامي

ولم يكن بنونة يتوقع أبدا أن هذا الصرح الإعلامي الشامخ، المتمثل في وكالة أنباء المغرب العربي، الذي بناه بصبره ودأبه وإصراره، سوف يضيع منه ذات يوم، وهو ماحصل فعلا، بعد تأميم الوكالة من طرف الدولة،سنة 1973،ويقول بعض المقربين منه إن ذلك ترك في نفسه نوعا من التاثر العميق.

و نسب إليه قوله إنه اعتبر التأميم «استيلاء بعد 15 سنة من العمل الحر المستقل في ميدان استحدثته بعد دراسة طويلة ومتأنية، وقمت بتكوين الأطر التقنية والصحفية التي لم تكن متوفرة في المغرب وأردت أن أجعل منها وكالة تغطي احتياجات أقطار المغرب العربي»، وفقا لما جاء في معرض تقديمه لكتاب «الإعلام العمومي في المغرب وعولمة الاتصال.. وكالة المغرب العربي للأنباء نموذجا»،التي الفته الزميلة الإعلامية فاطمة رفوق،التي ذكرت أن الوكالة انتزعت من صاحبها كرها مقابل 600 ألف درهم (حوالي 60 ألف دولار أميركي).

يذكر أن الراحل المهدي بنونة ظل دائما محل تقدير النخبة الإعلامية والطبقة المثقفة والجمعيات الحقوقية، اعتبار لما قدمه من جلائل الأعمال ، في سائر المجالات التي اشتغل فيها،ليس داخل وطنه فقط، بل حتى خارجه أيضا، وهذا مايفسر تكريمه في العديد من المناسبات، وتوشيحه في بلده المغرب وافريقيا واسبانيا، وبلدان الشرق الأوسط

أبو سعيد شكري
الثلاثاء 23 مارس 2010