تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


باراجواي تحتفي بالروائي الكبير أوجوستو روا باستوس




اسونثيون - أجواء رواية "ابن الانسان"، أول عمل أدبي للكاتب الباراجوائي الشهير أوجوستو روا باستوس، كانت بداية الاحتفالات الفنية، التي بدأ يشهدها البلد اللاتيني اعتبارا من شهر نيسان/ أبريل الجاري بالمئوية الأولى لميلاد الكاتب الكبير الحائز على جائزة ثربانتيس، نوبل الآداب الإسبانية عام 1989.


أوجوستو روا باستوس
أوجوستو روا باستوس
من:


وبدأت الاحتفالات من بلدة إيتوربي الصغيرة، ذات الخمسة آلاف نسمة، والتي قضى بها باستوس فترة من طفولته. وترجع فكرة الاحتفال بهذا الشكل إلى عشاق الكاتب الشهير والمتحمسين لرد اعتباره، ولهذا يعملون بصورة تطوعية على هذه المبادرة التي تسعى للإبقاء على وعيه وأعماله باقية في أذهان الأجيال الجديدة، بالرغم من رحيله عام 2005.

ويهدف الاحتفال، بجانب إحياء ذكرى الكاتب، والأديب والصحفي والأستاذ الجامعي الكبير، إلى التعريف بالأماكن التي لعبت دور البطولة في العديد من أعماله من خلال فعاليات ثقافية يشارك فيها العديد من المفكرين والأدباء، ويبرز من بين هذه الأماكن، إيتوربي، واسونثيون، وسوف تجري مسرحة هذه الأماكن وفقا للأجواء الخيالية كما ظهرت في روايات باستوس.

ومن المقرر أن تستمر الفعاليات من نيسان/ أبريل، شهر وفاة الكاتب الشهير، وحتى تشرين أول/ أكتوبر المقبل، وتتضمن ورش ثقافية، ندوات، معارض فنية، ونماذج لعروض مسرحية، وحفلات موسيقية، وعروض سينمائية وروسومات، وغيرها من المظاهر الثقافية والفنية، موضوعها جميعا حياة وأعمال باستوس، بحسب ما أموضحه لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) ليدر إيفراين جونزاليس، رئيس اتحاد المراكز الثقافية في باراجواي، وأحد أبرز القائمين على المبادرة.

تتضمن الفعاليات أيضا ظاهرة "قافلة أوجوستو" الفنية الثقافية، والمقرر أن تجوب بلدات مقاطعات جوايرا، باراجواري، وسنترال، حتى أصغر القرى بها، ومنها على سبيل المثال قرية اسكوبار البالغ تعداد سكانها ألفي نسمة. وتعتبر إيتوربي أبرز المحطات على مسار القافلة، حيث من المقرر أن تقطع الطرق القديمة نفسها كما وردت في أعمال باستوس، مثل طريق السكة الحديد ومحطاته: مثل سان سلفادور و فياريكا بالإضافة إلى عدد من القرى والمراكز يتراوح بين 15 إلى 18 بلدة، لينتهي المطاف بالقافلة في العاصمة اسونثيون.

ويأمل جونزاليس وفريق المتطوعين الذي يعمل معه أن تثير المبادرة حماس القرى والمراكز التي ستمر بها القافلة فتتحمس للمشاركة فيها "نأمل أن يشعر الناس أن هذه الاحتفاليات من أجلهم ومن أجل ثقافتهم، "نريد أن تصبح احتفالية شعبية".

ويسعى القائمون على الفعاليات من خلال هذه المبادرة للترويج لأدب باستوس (حزيران/ يونيو 1917 - نيسان/ أبريل 2005) داخل الريف الباراجوائي، نظرا لأن غالبية الاحتفالات الرسمية التي ستقيمها الدولة بمناسبة مئوية روا باستوس، تركز بالأساس على العاصمة اسونثيون. "نريد أن تشارك باقي اقاليم البلاد، وهذا يتطلب بذل الكثير من الجهد"، يتابع جونزاليس.

كما يؤكد أن باراجواي تواجه الكثير من الصعوبات وتعاني من مشاكل خطيرة لكي تتمكن من توصيل الثقافة إلى كافة أرجاء البلد اللاتيني، مشيرا على أنه على سبيل المثال، أعمال روا باستوس الذي يحتفل بمئويته هذا العام، ليست مدرجة ضمن المناهج الدراسية بمراحلها المختلفة لأسباب عديدة. "وزراة التربية والتعليم والثقافة لا تقر ذلك، كما يرى القائمون على العملية التعليمية من مدرسين وإداريين أن لغة الكاتب الأشهر في البلد اللاتيني بالغة الصعوبة، كما أن الأعمال لا يتم طبعها بالشكل اللائق، ومن ثم لا توجد منها نسخ كافية توزع على المكتبات".

يضيف جونزاليس أيضا قائلا "على الرغم من أن روا باستوس كاتب مرموق ويحظى بمكانة كبيرة على مستوى القارة وأوروبا أيضا إلا أن هناك الكثير من الأصوات التي تنتقد أعماله"، ويتابع "من ناحية أخرى عندما يتحدث البعض عن روا باستوس كأديب مهم، تظهر أصوات ملكية أكثر من الملكيين، تنادي بخلع الألقاب عليه مثل أهم كاتب أو الأديب الأشهر أو ذو المكانة العالمية التي لا تضاهى".

يعتبر روا باستوس مؤلف "أنا الأعلى" و"الرعد بين أوراق الشجر" وهي من الأعمال مهمة في تاريخ أدب أمريكا اللاتينية، واحدا من رواد ظاهرة (البوووم) أو الطفرة التي انتجت تيار الواقعية السحرية، كوسيلة مقاومة في مواجهة القمع العسكري والاستبداد في القارة أثناء الفترة من الخمسينيات للسبعينيات، ومن أشهرههم خورخي لويس بورخيس، خوليو كورتاثار، جابريل جارثيا ماركيز وبارجاس يوسا، وغيرهم من الأدباء. وقد بدأت الاستعدادات للاحتفال بمئوية باستوس منذ مطلع كانون ثان/ يناير الماضي، ومن المقرر ان تبلغ الاحتفالات ذروتها في شهر حزيران/ يونيو، حيث سيقام مؤتمر عالمي على شرفه، سيحضره العديد من الكتاب من جميع أنحاء العالم.

كارلوس كاستييوس
الاحد 7 مايو 2017