تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


باراجواي تستعد لاطلاق "الكاتوبيري" كمنافس خطير للسكر في الأسواق العالمية




اسونسيون(باراجواي)- كارلوس كاستيوس - تستعد باراجواي لغزو الأسواق العالمية بمنتجها المحلي المعروف بـ(الكاتوبيري katupyry)وهو صنف جديد مستخرج من عشبة (الستيفيا) المحلية الطرية التي تتميز بحلاوتها، فضلا عن خصائصها الغذائية المذهلة، نظرا لما تحتويه من جزيئات ومركبات سكروز مع أنها لا تحتوي على أي سكر عضوي.كما أن طعمها مميز فيه القليل من المرارة ويشبه طعم عرق السوس، وكلما كانت من النوع الجيد قلت المرارة فيها. أما عن مذاقها فإنه لا يشبه حلاوة السكر العادي أو حتى السكر الاصطناعي ولكنها مقبولة وقد يحتاج إلى ان يتعود الإنسان عليه، ولما كان الكاتويبري بقدرته على التحلية 30 مرة أكثر من السكر العادي فقد بدأ الاهتمام يتزايد بصورة كبيرة بهذا المنتج في الأسواق العالمية عاما بعد عام.


الكاتوبيري منافس خطير للسكر في الأسواق العالمية
الكاتوبيري منافس خطير للسكر في الأسواق العالمية
وقد تم اكتشاف الكاتوبيري نتيجة للدراسات العلمية التي أجراها معهد باراجواي للتكنولوجيا الزراعية والمعروف اختصارا بـ(IPTA). وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ ) يقول مدير المعهد لويس يانو إن "هذا المنتج جاء ليتناسب مع متطلبات السوق والهدف منه هو زيادة ارتفاع مستوى التحلية من 8 إلى 12 % عن طريق زيادة الجليكوسيدات وهي المادة المسببة للمذاق الحلو" .
وقد تم انتاج تشكيلة جديدة ومتنوعة من هذا المنتج أقل تكلفة ومن المتوقع أن تنافس جميع الشركات المنتجة للسكر بصوره التقليدية والمهيمنة على أسواق هذا الكوكب للحصول عليها.

وتحتوي الستيفيا انواع عديدة مختلفة استخدمها الهنود الحمر، حيث وجد أن السكان الأصليين هناك كانوا يستعملونها في التحلية وكمهضم ومشروب مقوي وعلاج موضعي لشفاء الجروح منذ أكثر من 1500 سنة قبل وصول كريستوفر كولمبس إلى القارة في عام 1492 وأطلقوا عليها اسم (كا-آ-ه-أي) وهي كلمة تتكون من مقطعين وتحمل معنى العشب الحلو وقد وصفها العالم السويسري مويزيس برتوني في أواخر القرن التاسع عشرعندما سمع بالعشبة من السكان الأصليين عندما كان يستكشف المنطقة، وقام بتسجيلها كاكتشاف باسمه.
وقد تم إطلاق المجموعة الأولى من هذا المركب الطبيعي من باراجواي والتي أطلق عليها اسم إيريتي(Eirete ) في عام 2005 وتميزت بجودة صناعتها وبزيادة نسبة التحلية بها إلى 10 % أكثر.

ويتم حاليا تطوير المنتج وتحسينه باستمرار عن طريق الأبحاث والتقييمات المستمرة التي يقوم بها معهد البحوث حيث تم اختبار 200 مادة جديدة يمكن استخدامها كمواد خام ويقول يانو إنه "في مدة لا تزيد عن ثمان سنوات سوف يمكن استخدام 20 صنفا جديدا على درجة عالية من الجودة".

وفقا لبيانات صدرت مؤخرا عن مؤسسة الإستثمار والتصدير (رديكس) في باراجواي (Rediex) فإن صادرات البلاد من الستيفيا الطبيعية الخام بلغت خلال الأشهر الثمان الماضية حوالي 1.1 مليون دولار بزيادة قدرها 182% مقارنة بعام 2010 دون حساب مبيعات المنتج كعنصر من عناصر الطعام أو الشراب .

وكانت الأسواق الرئيسية هي السويد وألمانيا وفرنسا واليابان والمكسيك وقد تم ابرام العديد من الصفقات مع مستوردي المواد الغذائية من مختلف انحاء العالم في معرض الغذاء الدولي الذي عقد في مدينة كولونيا الألمانية (Colonia) وتنتظر هذه الصفقات تصاريح الاتحاد الأوربي لتدخلحيز التنفيذ.

وعلى الرغم من ثراء هذا المنتج والدراسات العديدة التي أكدت اهمية هذا العشب إلا أن المساحة المزروعة في باراجواي منه لا تتعدى 2000 هكتار متناثرين في مدن سان بيدرو، وكونسبسيون، والتوبارانا وكورديليرا ومن المتوقع أن تمتد المساحة إلى كاجوازو ويبلغ عدد العاملين في هذا المجال 4000 من المنتجين وتقوم 17 شركة بانتاج هذا العشب صناعيا.

يقول يانو إنه "من المفترض أن تزيد المساحة المزروعة إلى 10000 هكتار حتى نتمكن من زيادة متوسط عائد هذه الأراضي حيث ينتج الهكتار الواحد 1400 كيلو جرام تقريبا أي ما يقرب من طن ونصف"
وقد سيطرت كل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واليابان والصين على هذا المنتج بعد إدراكهم لأهمية استخدام هذه التحلية الطبيعية لمرضى السكر حيث يعد أفضل من المركبات الصناعية التي يقوم عليها "سكر الدايت" وغيره من انواع السكر الصناعية التي يعتمد عليها مرضى السكر خاصة بعد أن ثبت أن الستيفيا تساعد على تخفيف الوزن لأنها لا تحتوى على سكر ولا على أي سعرات حرارية.كما وجد أن تناولها يساعد على التقليل من اشتهاء الحلويات والأ طعمة الدسمة، فتناول من 10 إلى 15 نقطة من محلول مركز من أوراق الستيفيا قبل الوجبة الرئيسية بحوالي ثلث ساعة يقضي على الشعور بالجوع.

كما ساعد على تقليل الرغبة في التدخين وتناول المشروبات الكحولية (في الغرب) عند الذين يتناولون الستيفيا كمشروب. وعلى عكس السكر العادي الذي يؤدي تناوله إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم يتلوه انخفاض في مستواه بعد هضم السكر ثم الشعور بالرغبة في تناول المزيد منه فإن الستيفيا يوازن مستويات السكر في الدم وبهذا يجعل تدفق الطاقة ثابتاً. ولذلك، فالستيفيا مناسبة جداً لمرضى السكري وللذين يعانون من نقص السكر ولمرضى الضغط. وتعمل بارجواي رغم مواردها المحدودة على تطوير الأبحاث والعاملين في هذا المجال بصفة مستمرة وبحماس متقد بهدف القيام بدور هام على مستوى العالم كمصدر رائد في مجال زراعة الستيفيا.

يضيف يانو أن بلاده تقدم إسهاما كبيرا في حل مشاكل التغذية التي يعاني منها هذا الكوكب. وعلى الرغم من أن الستيفيا نبات استوائي إلا أن الدول جميعها تعمل على محاولة زراعته نظرا لفوائده العظيمة ويزرع بمصر حاليا فى معامل زراعه الانسجة بمركز بحوث المحاصيل السكرية.

كارلوس كاستيوس
الاحد 4 ديسمبر 2011