تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


بتراثها الثقافي والعرقي المتنوع "بيرو" ضمن 12 دولة تقدم أفضل الأطعمة مذاقا في العالم





ليما - جونزالو رويز توفار - يجيب معظم السياح فور وصولهم إلى بيرو عندما يسألون عن نوع الطعام المحلي الذي يرغبون في تذوقه أولا قائلين " سيفيشي " وهو نوع من المأكولات البحرية الشائعة في أمريكا الوسطى والجنوبية


كشك لبيع الفاكهة في سوق في مدينة كوسكو ببيرو
كشك لبيع الفاكهة في سوق في مدينة كوسكو ببيرو
وتعد زيارة بيرو دون تذوق هذا الطبق الذي يعد من الأسماك أو المأكولات البحرية الطازجة المنقوعة في الخل نوعا من الخروج على تقاليد ذواقة الطعام.

وعلى الرغم من أن طبق سيفيشي يعد رمزا لأطعمة المنطقة إلا أنه واحد من أكثر من 490 طبقا محليا في بيرو وهي نتاج للتراث الثقافي والعرقي الغني للبلاد، مما يجعل بيرو واحدة من أحدث الصيحات على ساحة الأطعمة في العالم.

وقد ضمت مجلة الإيكونوميست البريطانية بيرو مؤخرا في قائمة من 12 دولة تتمتع بأفضل الأطعمة مذاقا في العالم، وتتحسن سمعة بيرو في هذا المجال باستمرار.

ويرى الخبراء أن التنوع الموجود في أساليب الطهي في بيرو يضعها على نفس المستوى مع المطابخ الفرنسية والصينية والهندية.

وقال الشيف جاستون أكوريو لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب. أ ) إن مطبخ بيرو يتنافس مع أفضل المطاعم في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا دون أن يعاني من عقدة النقص، ومع التيقن بأن منتجاته ليست أفضل أو أسوأ من هذه المطاعم، وهي تتمتع بنفس الجودة ولكنها تختلف في طرق الإعداد والمذاق.

وأصبح أكوريو شخصية شهيرة في بيرو من خلال دعمه الحماسي لطرق الطهي في بلاده.

وتشير الدراسات إلى أن ما نسبته خمسة في المئة من عدد الزوار الذين يأتون إلى بيرو يدفعهم للقيام بالزيارة الاهتمام بالطعام، وهذا يعني أن نحو 30 ألفا من الأجانب يسافرون إلى بيرو لمجرد الاستمتاع بمذاق الأطعمة فيها.

وعلى الرغم من أن هذا الرقم مرتفع إلى حد كبير بالنسبة لبيرو ويشير الخبراء إلى أنه زاد بنسبة 25 في المئة خلال الأعوام الأخيرة إلا أنه لا يزال أقل من دول أخرى، وعلى سبيل المثال نجد أن إيرادات تايلاند من سياحة الأطعمة تبلغ نحو ستة مليارات دولار سنويا.

وتشير دراسة أجرتها اللجنة الحكومية للترويج لبيرو إلى أن ما نسبته 91 في المئة من الأجانب الذين زاروا بيرو دون أن يكون هدفهم الاستمتاع بالمأكولات وصفوا الأطعمة التي تناولوها أثناء إقامتهم بأنها " جيدة " أو " جيدة جدا ".

ويشعر أكوريو أن إمكانات استغلال هذا الجانب الذي تتمتع به بلاده عالية.

ويقول إن المكسيك لديها مفهوم واحد للأطعمة وهو طبق التاكو الذي تقدمه وهو نوع من الفطائر المحشوة بأطعمة مختلفة وفقا للاختيار مثل لحم الدجاج أو البقر أو الخضروات، وكذلك شراب تكويلا وكوكتيل مارجريتا بطعم الليمون ومع ذلك فلديها 200 ألف مطعم في جميع أنحاء العالم، غير أن بيرو ليس لديها مفهوم واحد فقط بل عشرة ومع ذلك فلديها 500 مطعم فقط على مستوى العالم، ويضيف أن بيرو بدأت توا طريق العالمية في مجال الأطعمة.

وينظم عدد قليل فقط من وكالات السفر في بيرو رحلات مخصصة لتناول الأطعمة، والوكالات التي تتيح هذه الرحلات تقدم الفرصة للسائح لتذوق المأكولات الشهية في عدد من المطاعم المختارة كما تتيح له فرصة إجراء حوارات مع الطهاة بل الفرصة في ارتداء مريلة المطبخ والمساعدة في إعداد الوجبات.

وتقترح خبيرة السياحة بحكومة بيرو أمورا كارباجال ضرورة تركيز الجهود على دول أمريكا اللاتينية لتشجيع سياحة الأطعمة، وتقول إن قرب هذه الدول من بيرو يسهل عملية زيارة السياح لبيرو من أجل تناول الطعام فقط.

وتضيف إنه ثمة ميزة أخرى وهي أن كثيرا من السياح يسافرون إلى بيرو بسبب اهتمامهم بالثقافة والآثار، وتترافق الثقافة مع المطبخ وهنا تكمن قوة مأكولات بيرو.

ويوضح الشيف أكوريو أنه وراء كل مطبخ عظيم سواء عربي أو ياباني أو بحر متوسطي أو صيني أو هندي تكمن ثقافة عظيمة، وخلال القرون الخمس الماضية تم دمج جميع المكونات الغذائية والنكهات التي جلبتها مختلف الهجرات في مطبخ بيرو، كما أن هناك عمليات اقتباس بين المطابخ الأفريقية واليابانية والصينية والأوروبية وأمريكا الجنوبية.

ويسهم تنوع الأوضاع الجغرافية وأنماط التربة في غنى المكونات الطبيعية المحلية للأغذية، وتتمتع بيرو بساحل يطل على المحيط وسلاسل جبلية وغابات وتجمعات سكانية تقيم على أراض عند مستوى سطح البحر وعلى ارتفاع أربعة آلاف متر فوق سطح البحر وشبكة كبيرة من الأنهار تشمل الأمازون.

وعلى سبيل المثال تعد البطاطا من المحاصيل المحلية في بيرو وثمة أكثر من 2500 نوع من البطاطا في بيرو اليوم، كما يوجد بها 650 نوعا مختلفا من الفاكهة المحلية مثل شيريمويا ولوكوما.

وأعلنت القمة الدولية للأطعمة التي استضافتها مدريد عام 2006 ليما " عاصمة للمأكولات للأمريكيتين "، وهذا التشريف لا يستهدف فقط مجموعة المطاعم الراقية مثل أستريد جاستون ولاروزا ناوتيكا وبونت سال ورافاييل وكستانيرا 700 و وبرجاس دي كاشاشي وإلسينوريو دي سولكو ولكنه يشمل أيضا الأماكن الأكثر تواضعا بل حتى طاولات بيع الأطعمة في الشوارع التي تقدم منتجات رائعة.

وفي عام 2005 أعلنت الحكومة مطبخ بيرو " منتجا قوميا رائدا " وهي خطوة ساندها الجميع.

غير أنه لا يزال هناك طريق طويل ينبغي أن يقطعه مطبخ بيرو قبل أن يحصل على الاهتمام الذي يستحقه، وتريد البلاد أسواق بهيجة وخدمة أفضل في المطاعم وإجراءات للرقابة الصحية أكثر صرامة.

وينبغي على المطاعم الموجودة في الأقاليم أن تلحق بتلك الموجودة بالعاصمة ليما من حيث التطوير كما ينبغي أن تكون طرق الطهي المحترفة في متناول الجميع، وتعمل رابطة الأطعمة في بيرو بالتعاون مع الطهاة المحليين الذين فاز بعضهم بجوائز دولية لتحقيق هذا الهدف

جونزالو رويز توفار
الاربعاء 3 نوفمبر 2010