اثنان من المشاركون في المسلسل المسرحي
يعتبر مسرح "برايم تايم" أو مناقضا تماما لكل ما اعتدنا أن نراه في ألمانيا، كان مؤسساه كونستانز برندز(30 عاما) عاما، وأوليفر تانتورات (38 عاما) ، يسعيان لتقديم شيئ جديد تماما عن "مسرح الصفوة المتعجرف الذي يتسم به الفن المسرحي الألماني"، حسب وصفهما، حيث أرادا التركيز لأول مرة على الترفيه والكوميديا والمرح.
تقول برندز في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن: " مسرحنا يمثل دعوة لإطلاق النكات والمرح لأنه الشيء الذي نعتبر أنه يربط بين الناس فعلا".
قامت كونستانز بتأليف عمل مسرحي مسلسل بعنوان "جيت ويدن "، وهي عبارة عن محاكاة ساخرة للمجتمع وتسعى في المقام الأول للترفيه عن الناس من خلال دعوة للتكامل والاندماج بين الثقافات.
يؤكد كل من كونستانز وتانتورات "المسرح الألماني لا يروقنا. إنه مسرح نخبوي، لا يهتم إلا بـ3% فقط من الشعب الألماني. كما أنه معادي للجمهور وغير مكرس له".
وتعرب كونستانز عن أسفها لما آل إليه حال المسرح الألماني قائلة " موضوعاته جامدة للغاية، هناك دائما ممثل يصرخ باستمرار على خشبة المسرح، ويتحدث بلا توقف، بينما ينتقد عيوب الجمهور بشكل صارخ، بحجة أنه يدعوه إلى إعادة حساباته ولمراجعة ضميره، يتعين عليه دائما أن يعظ الناس كي لا يتهم بالسطحية"، موضحة "نحن نرى أن المسرح يمكن أن يكون ترفيهيا وتوعويا في نفس الوقت".
كان هذا الهدف واضحا لدى تانتورات وكونستانز عندما بدءا مسلسلهما المسرحي لأول مرة عام 2004 ويتمثل في الترفيه عن الجمهور"، وليس أي جمهور، بل هذا المتلقي المتنوع بحي "ويدينج، المنسي حيث يقيمان.
يقع هذا الحي بالقرب من وسط العاصمة، ولكنه لا ينتمي من قريب أو بعيد لمظاهر الرفاهية والتحضر التي تميز برلين، على العكس من ذلك، يحتل مكان الصدارة في أخبار صفحات الحوادث، التي تغطيها الصحافة المحلية، يوجد به العديد من الأسر البرلينية العريقة، إلا أن غالبية سكانه من الأتراك والأفغان والأفارقة.
يعتبر تانتورات وكونستانز أن "شوارع وأزقة هذا الحي هي أفضل مصدر للإلهام" بالنسبة لهما، ومن ثم نجد أن القصص التي يقدمانها على خشبة المسرح مستقاة من كل ركن وناصية من أركانه، كما يؤكدان أنهما وقعا أسيرا سحر قصص هذا الحي.
يوضح تانتورات أنه "عندما تتجمع ثقافات متهددة ومتنوعة في مكان واحد يتولد عنها ملايين الموضوعات وحي وييدينج ، يتمتع بهذه الخاصية، ومن الرائع أن ترى هنا كيف يتعايش الناس والأديان من جميع أنحاء العالم".
يقوم تانتورات، وهو أيضا أحد الممثلين المشاركين في تقديم العرض، باقتباس أسلوب أداء سكان الحي من الأتراك والأفارقة ليقدمها على خشبة المسرح بأسلوبه.
يتابع تانتورات قائلا "كل فصل من فصول هذا العمل المسلسل يضم خمس ممثلين، ونقوم خلاله بتقديم عدة مواقف ساخرة، يجمع بينها جميعا الحس النقدي المرح، من منظور اجتماعي، ومن صميم الحياة اليومية، ومنها على سبيل المثال: الهوس بالجمال، وحب المال أو المشاكل العاطفية والأزمات النفسية التي يعاني منها الأفراد، فضلا عن قضايا الهجرة مثل النفي والغربة والاندماج، وهو أمر يبدو مناسبا في حي مثل هذا ينقصه الكثير من المرافق والخدمات".
تدور أحداث جميع المواقف في برلين، ودائما في حي "وييدينج"، والأبطاليكونون عادة شخصيات من الشارع مثل سائق التاكسي أو ساعي البريد أو الخباز، بينما الشخصيات الثانوية أو الشريرة، فتكون عادة من المثقفين أو شخصيات سياسية ساذجة، وتستحق جرعة السخرية التي تنصب عليهم.
تطور هذا الفن المسرحي على مدار السنوات السبع التي قدم فيها أنشطته، وانتقلت العروض إلى مكان أكبر، كما لجأ القائمون على العروض لتسجيل أشرطة مصورة، لتذكير الجماهير بتفاصيل الحلقات السابقة من العرض المستمر، وبالرغم من كل هذه التطورات إلا أنه ظل وفيا لأسلوبه الذي يتميز بالصدق وعدم التحذلق، والإصرار على معالجة نفس الموضوعات التي تهم الجمهور، مع مراعاة تطور أبعادها داخل مجتمع متحرك، حتى أن الشبكات الاجتماعية وأثرها في السنوات الأخيرة على العلاقات بين الناس، أصبح عنصرا جديدا، انضم لنسيج العرض.
يجتذب عرض "جيت وييدينج "، نحو 50 ألف مشاهد سنويا، يفضل غالبيتهم متابعة الحلقات المتصلة/ المنفصلة التي يتناولها العرض، كما يتسم هذا الجمهور بالتنوع، واختلاف الأعمار من الأطفال والكبار، الأغنياء والفقراء، طلبة وعمال، حيث يرون أنه في النهاية يقدم شيئا مختلفا عن المسرح الألماني التقليدي.
يشار إلى أن عرض هذا الاخير "، تم اختياره كاسم للعمل على غرار المسلسل التليفزيوني الناجح "الأوقات الطيبة والأوقات العصيبة"، والذي يرجع إلى عام 1992 وحاز إعجاب وتقدير قطاع كبير من الجمهور الألماني.
ويقدم مسرح "برايم تايم" فصلا جديدا من هذه العروض كل ثلاثة أسابيع، وتشهد مناسبات الافتتاح إقبالا كبيرا، حيث يمكن مشاهدة عدد كبير من جدا من أبناء الحي يصطفون في طوابير طويلة جدا، "على غرار ما كان يحدث في ألمانيا الشرقية أثناء توزيع الحصص التموينية، خاصة الموز"،
أما جريدة"Der Spiegel"العريقة فوصت العرض المسرحي المتواصل بأنه "كنز حقيقي"، فيما حذرت جريدة"BerlinerMorgenspot" من خطر إدمان الجمهور لها، من فرط الإقبال الكبير الذي تشهده العروض
إلا أن وسائل الإعلام والنقاد اتفقوا على أن هذا العرض يعد "نموذجا جديدا للمسرح الشعبي الحديث والذكي، الذي نجح في ملء الفراغ الذي خلفه المسرح الألماني التقليدي بقواعده الجامدة".
يقول تانتورات وبرندز "نحن مثل مسلسل (الأصدقاء) من حيث جو الود والحميمية الذي نعيشه ومثل (عائلة سيمسون) من حيث المرح والترفيه الكوميدي الاجتماعي الهادف، ولكننا لسنا مثل ساوث بارك، حيث نعتبر أن السخرية والنكات لا يجب أن تكون من خلال سلاطة اللسان".
قامت برندز بالإضافة إلى عروض "فيدنج الطيب، فيدنج الشرير"، بكتابة أعمال درامية أخرى لمسرح (برايم تايم)، كما أنها أيضا ممثلة محترفة وكاتبة روائية.
توضح برندز "ليس هناك حدود أو قيود على الشخصيات التي نقدمها على خشبة المسرح، كل الشخصيات يمكن تقديمها، حتى السحرة والمشعوذين والمجانين، وهي الشخصيات التي جعلت من فيدنج مكانا متميزا ومختلفا عن باقي أنحاء برلين". يشار إلى أن تانتورات تم اختياره كأفضل ممثل في هذا العمل، لأكثر من مرة من قبل الجمهور.
قدم هذا العمل المسرحي المسلسل المتواصل حتى الآن 70 فصلا على خشبة المسرح، ولا يزال القائمون عليه يفكرون في الاستمرار، مؤكدين أنهم سيواصلون حتى "يمل الجمهور تماما أو حتى تنفد لدينا الأفكار". ولكنهم في الوقت نفسه لا يلتفتون للصعوبات المالية التي تواجه استمرارية العروض.
تقول برندز في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن: " مسرحنا يمثل دعوة لإطلاق النكات والمرح لأنه الشيء الذي نعتبر أنه يربط بين الناس فعلا".
قامت كونستانز بتأليف عمل مسرحي مسلسل بعنوان "جيت ويدن "، وهي عبارة عن محاكاة ساخرة للمجتمع وتسعى في المقام الأول للترفيه عن الناس من خلال دعوة للتكامل والاندماج بين الثقافات.
يؤكد كل من كونستانز وتانتورات "المسرح الألماني لا يروقنا. إنه مسرح نخبوي، لا يهتم إلا بـ3% فقط من الشعب الألماني. كما أنه معادي للجمهور وغير مكرس له".
وتعرب كونستانز عن أسفها لما آل إليه حال المسرح الألماني قائلة " موضوعاته جامدة للغاية، هناك دائما ممثل يصرخ باستمرار على خشبة المسرح، ويتحدث بلا توقف، بينما ينتقد عيوب الجمهور بشكل صارخ، بحجة أنه يدعوه إلى إعادة حساباته ولمراجعة ضميره، يتعين عليه دائما أن يعظ الناس كي لا يتهم بالسطحية"، موضحة "نحن نرى أن المسرح يمكن أن يكون ترفيهيا وتوعويا في نفس الوقت".
كان هذا الهدف واضحا لدى تانتورات وكونستانز عندما بدءا مسلسلهما المسرحي لأول مرة عام 2004 ويتمثل في الترفيه عن الجمهور"، وليس أي جمهور، بل هذا المتلقي المتنوع بحي "ويدينج، المنسي حيث يقيمان.
يقع هذا الحي بالقرب من وسط العاصمة، ولكنه لا ينتمي من قريب أو بعيد لمظاهر الرفاهية والتحضر التي تميز برلين، على العكس من ذلك، يحتل مكان الصدارة في أخبار صفحات الحوادث، التي تغطيها الصحافة المحلية، يوجد به العديد من الأسر البرلينية العريقة، إلا أن غالبية سكانه من الأتراك والأفغان والأفارقة.
يعتبر تانتورات وكونستانز أن "شوارع وأزقة هذا الحي هي أفضل مصدر للإلهام" بالنسبة لهما، ومن ثم نجد أن القصص التي يقدمانها على خشبة المسرح مستقاة من كل ركن وناصية من أركانه، كما يؤكدان أنهما وقعا أسيرا سحر قصص هذا الحي.
يوضح تانتورات أنه "عندما تتجمع ثقافات متهددة ومتنوعة في مكان واحد يتولد عنها ملايين الموضوعات وحي وييدينج ، يتمتع بهذه الخاصية، ومن الرائع أن ترى هنا كيف يتعايش الناس والأديان من جميع أنحاء العالم".
يقوم تانتورات، وهو أيضا أحد الممثلين المشاركين في تقديم العرض، باقتباس أسلوب أداء سكان الحي من الأتراك والأفارقة ليقدمها على خشبة المسرح بأسلوبه.
يتابع تانتورات قائلا "كل فصل من فصول هذا العمل المسلسل يضم خمس ممثلين، ونقوم خلاله بتقديم عدة مواقف ساخرة، يجمع بينها جميعا الحس النقدي المرح، من منظور اجتماعي، ومن صميم الحياة اليومية، ومنها على سبيل المثال: الهوس بالجمال، وحب المال أو المشاكل العاطفية والأزمات النفسية التي يعاني منها الأفراد، فضلا عن قضايا الهجرة مثل النفي والغربة والاندماج، وهو أمر يبدو مناسبا في حي مثل هذا ينقصه الكثير من المرافق والخدمات".
تدور أحداث جميع المواقف في برلين، ودائما في حي "وييدينج"، والأبطاليكونون عادة شخصيات من الشارع مثل سائق التاكسي أو ساعي البريد أو الخباز، بينما الشخصيات الثانوية أو الشريرة، فتكون عادة من المثقفين أو شخصيات سياسية ساذجة، وتستحق جرعة السخرية التي تنصب عليهم.
تطور هذا الفن المسرحي على مدار السنوات السبع التي قدم فيها أنشطته، وانتقلت العروض إلى مكان أكبر، كما لجأ القائمون على العروض لتسجيل أشرطة مصورة، لتذكير الجماهير بتفاصيل الحلقات السابقة من العرض المستمر، وبالرغم من كل هذه التطورات إلا أنه ظل وفيا لأسلوبه الذي يتميز بالصدق وعدم التحذلق، والإصرار على معالجة نفس الموضوعات التي تهم الجمهور، مع مراعاة تطور أبعادها داخل مجتمع متحرك، حتى أن الشبكات الاجتماعية وأثرها في السنوات الأخيرة على العلاقات بين الناس، أصبح عنصرا جديدا، انضم لنسيج العرض.
يجتذب عرض "جيت وييدينج "، نحو 50 ألف مشاهد سنويا، يفضل غالبيتهم متابعة الحلقات المتصلة/ المنفصلة التي يتناولها العرض، كما يتسم هذا الجمهور بالتنوع، واختلاف الأعمار من الأطفال والكبار، الأغنياء والفقراء، طلبة وعمال، حيث يرون أنه في النهاية يقدم شيئا مختلفا عن المسرح الألماني التقليدي.
يشار إلى أن عرض هذا الاخير "، تم اختياره كاسم للعمل على غرار المسلسل التليفزيوني الناجح "الأوقات الطيبة والأوقات العصيبة"، والذي يرجع إلى عام 1992 وحاز إعجاب وتقدير قطاع كبير من الجمهور الألماني.
ويقدم مسرح "برايم تايم" فصلا جديدا من هذه العروض كل ثلاثة أسابيع، وتشهد مناسبات الافتتاح إقبالا كبيرا، حيث يمكن مشاهدة عدد كبير من جدا من أبناء الحي يصطفون في طوابير طويلة جدا، "على غرار ما كان يحدث في ألمانيا الشرقية أثناء توزيع الحصص التموينية، خاصة الموز"،
أما جريدة"Der Spiegel"العريقة فوصت العرض المسرحي المتواصل بأنه "كنز حقيقي"، فيما حذرت جريدة"BerlinerMorgenspot" من خطر إدمان الجمهور لها، من فرط الإقبال الكبير الذي تشهده العروض
إلا أن وسائل الإعلام والنقاد اتفقوا على أن هذا العرض يعد "نموذجا جديدا للمسرح الشعبي الحديث والذكي، الذي نجح في ملء الفراغ الذي خلفه المسرح الألماني التقليدي بقواعده الجامدة".
يقول تانتورات وبرندز "نحن مثل مسلسل (الأصدقاء) من حيث جو الود والحميمية الذي نعيشه ومثل (عائلة سيمسون) من حيث المرح والترفيه الكوميدي الاجتماعي الهادف، ولكننا لسنا مثل ساوث بارك، حيث نعتبر أن السخرية والنكات لا يجب أن تكون من خلال سلاطة اللسان".
قامت برندز بالإضافة إلى عروض "فيدنج الطيب، فيدنج الشرير"، بكتابة أعمال درامية أخرى لمسرح (برايم تايم)، كما أنها أيضا ممثلة محترفة وكاتبة روائية.
توضح برندز "ليس هناك حدود أو قيود على الشخصيات التي نقدمها على خشبة المسرح، كل الشخصيات يمكن تقديمها، حتى السحرة والمشعوذين والمجانين، وهي الشخصيات التي جعلت من فيدنج مكانا متميزا ومختلفا عن باقي أنحاء برلين". يشار إلى أن تانتورات تم اختياره كأفضل ممثل في هذا العمل، لأكثر من مرة من قبل الجمهور.
قدم هذا العمل المسرحي المسلسل المتواصل حتى الآن 70 فصلا على خشبة المسرح، ولا يزال القائمون عليه يفكرون في الاستمرار، مؤكدين أنهم سيواصلون حتى "يمل الجمهور تماما أو حتى تنفد لدينا الأفكار". ولكنهم في الوقت نفسه لا يلتفتون للصعوبات المالية التي تواجه استمرارية العروض.


الصفحات
سياسة








