تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


تساؤلات بعد مقتل المشتبه به في هجمات تولوز خلال هجوم للشرطة




تولوز (فرنسا)- اوديل دوبيري- بعد مصرع الشاب الجهادي الذي قتل سبعة اشخاص في سلسلة هجمات، تسعى السلطات الفرنسية الجمعة الى الرد على التساؤلات عن الثغرات في عمليات المراقبة لمكافحة الارهاب بينما يتركز التحقيق في تولوز على البحث عن شركاء له.


مقتل المشتبه به في هجمات تولوز
مقتل المشتبه به في هجمات تولوز
وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون صباح الجمعة انه لم يكن هناك "اي عناصر تسمح بتوقيف محمد مراح" الذي قتل ثلاثة عسكريين واربعة يهود بينهم ثلاثة اطفال، قبل ارتكابه العمل لان فرنسا "دولة قانون".

وكانت الاستخبارات الفرنسية وضعت الشاب البالغ من العمر 23 عاما تحت المراقبة بعد زيارات قام بها في 2010 و2011 الى باكستان وافغانستان لكنها وجدت ان اسلوب حياته لا يتطابق مع الاسلام المتشدد. الا ان مراح واجه مشاكل مع القضاء لوقائع تتعلق بجنح صغيرة وكان يصادق مجموعة صغيرة من الاشخاص الذين يقولون انهم سلفيون.

وفي الساعات التي سبقت موته وخلال حوار مع الشرطة، قال انه تابع للقاعدة ويؤمن بالجهاد. واكد انه يريد "الانتقام للاطفال الفلسطينيين" ومعاقبة فرنسا لالتزامها في افغانستان وقانونها الذي يحظر ارتداء النقاب. وقال فيون ان "الانتماء الى منظمة سلفية بحد ذاته ليس جنحة ويجب عدم الخلط بين الاصولية الدينية والارهاب وان كنا نعرف بطبيعة الحال الراوبط التي تجمع بينهما".

واضاف ان محمد مراح الذي كان مدرجا على اللائحة السوداء للاشخاص الممنوعين من السفر الى الولايات المتحدة، كان مدرجا ايضا على اللائحة السوداء للاشخاص الذي يفترض ان تتم مراقبتهم في حال السفر". وتابع "لكنه لم يسافر".

من جهته، طرح المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية فرنسوا هولاند الذي استأنف حملته بعد توقف خلال تجمع في اورياك (وسط) مساء الخميس، العديد من التساؤلات بعد المعلومات التي كشفت عن مسيرة وشخصية منفذ هجمات تولوز. وتحدث هولاند عن "ثغرة" في مراقبته.
وتساءلت الصحف الجمعة ايضا عن ملابسات الهجوم الذي جرى صباح الخميس لاعتقال القاتل بعد محاصرته ثلاثين ساعة وقتل خلاله.

وكتبت صحيفة ريبوبليك دي بيرينيه "لماذا صدر +الامر+ السياسي بالتدخل صباح امس؟" و"لماذا اصبح عدم الانتظار امرا ملحا الى هذا الحد؟".
واعترف رئيس الحزب الرئاسي جان فرنسوا كوبيه الجمعة بان "الشفافية" بشأن التحقيق امر "مشروع تماما" حتى لا تبقى "مناطق غامضة"، مؤكدا انه ليس لديه اي شكوك "شخصيا".

وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قال الخميس انه يتفهم "التساؤلات حول وجود ثغرات"، داعيا الى "توضيح الامور" في هذا الشأن.
ويفترض ان يكشف التحقيق قي تولوز ما اذا كان لمراح شركاء.

ومراح الذي كان يعيش رسميا من موارد قليلة، كان لديه عدة عناوين ويستأجر سيارات شهريا ويملك ترسانة كبيرة من الاسلحة. وفي حديثه مع الشرطة من شقته التي تحصن فيها لساعات قال انه يعيش من بيع الخردوات لكن الشرطة لم تكتف بهذه الفرضية.

من جهة اخرى، اعلن مصدر قضائي ان توقيف الاقرباء الثلاثة لمراح مدد ليل الخميس الجمعة 48 ساعة.
ووالدة منفذ هجمات تولوز ومونتوبان وشقيقه عبد القادر وصديقة شقيقه موقوفون لدى الشرطة منذ 48 ساعة، ويمكن تمديد توقيفهم ل48 ساعة اضافية، حسب الاجراءات الفرنسية لمكافحة الارهاب.

وقالت مصادر قريبة من التحقيق ان الشقيق الاكبر لمراح اكد انه لم يكن على علم بخطط شقيقه الاجرامية، بينما ذكر شهود عدة انه اكثر التزاما بالجهاد الاسلامي من شقيقه على ما يبدو.
ويمكن ان يستمر توقيف اقرباء مراح الثلاثة الذي بدأ بين الساعة 4,00 والساعة 6,00 (بين 3,00 و5,00 تغ) حتى فجر الاحد.

وذكر مصدر في الشرطة ان المحققين الذين فتشوا الاربعاء منزل شقيق محمد مراح عثروا على "متفجرات" في سيارته.
واوضح مصدر قريب من التحقيق ان عبد القادر مراح متعاطف مع الاسلام الاكثر تطرفا.

و قد قتل الشاب الفرنسي الذي يشتبه بارتكابه ثلاثة هجمات اوقعت سبعة قتلى بينهم ثلاثة عسكريين وثلاثة اطفال يهود في جنوب غرب فرنسا، صباح الخميس خلال هجوم للشرطة تخلله اطلاق نار كثيف بعد محاصرة منزله لقرابة 32 ساعة.
وانتهت المواجهة قرابة الساعة 11,30 (10,30 تغ) الخميس بعد حصار بداء عند الساعة 03,00 الاربعاء حول شقة المشتبه به محمد مراح (23 عاما) التي تحصن فيها مزودا بالاسلحة على حد قوله.
وبعد ساعات من الانتظار، اتت النهاية سريعة: سمعت ثلاث انفجارات قرابة 11,00 اقتحم بعدها بدقائق شرطيون من وحدة النخبة الشقة التي تقدموا داخلها "خطوة خطوة"، بحسب مصدر قريب من التحقيق.

وقاوم مراح مرتكب الجنح والذي يشتبه في انه منفذ هجمات مونتوبان وتولوز التي راح ضحيتها ثلاثة عسكريين واربعة يهود. وسمع اطلاق نار كثيف بلغ 300 رصاصة. وفي نهاية الامر قتله شرطيون بينما كان يحاول الفرار من شرفة شقته وهو يواصل اطلاق النار.
وصرح مصدر من الشرطة نقلا عن وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان ان المشتبه "كان قد مات عندما وقع ارضا". وكان غيان اعلن في وقت سابق ان المشتبه به "عثر عليه ميتا ارضا" بعد ان قفز من نافذة شقته.

وخلال اطلاق النار اصيب شرطي بجروح، بحسب مصدر من الشرطة. وصرح الرئيس الفرنسي بعد انتهاء المواجهة ان "مواطنينا المسلمين لا علاقة لهم بالدوافع الجنونية لارهابي"، وتعهد اتخاذ اجراءات جنائية لمكافحة محاولات "نشر العقائد" المتطرفة سواء على الانترنت او في رحلات او حتى في السجون

وفي الساعات الاخيرة للحصار التي ارادت السلطات ان تقبض في نهايته على المشتبه به حيا، تساءلت الشرطة عما اذا كان "لا يزال حيا" لان "اي اتصال" لم يتم خلال الليل.
وكان غيان كرر صباح الخميس "لدينا اولوية هي ان يتمكن من الاستسلام لنسلمه الى القضاء وبالتالي القبض عليه حيا".
وتابع الوزير ان المشتبه به وبعد ان اعلن مرتين الاربعاء انه يريد الاستسلام ووافق على التكلم مع الشرطيين دخل في "منطق القطيعة" واعلن حتى انه "يريد الموت والسلاح في يده".

وطوال الحصار الليل قام الشرطيون على فترات محددة بتفجير عبوات قوية بالقرب من نوافذ الشقة بهدف حرمانه من النوم وتثبيط عزيمته. وفي الوقت نفسه كانت الشرطة تحرك شعاعا ضوئيا على واجهة المبنى الذي قطعت عنه الماء والغاز والكهرباء. وحاولت قوات النخبة مرات عدة دخول الشقة واصيب شرطيان اخران بجروح.

وكشف مراح خلال مفاوضات مع الشرطة انه منفذ هجمات 11 و19 اذار/مارس في تولوز ومونتوبان التي قتل فيه ثلاثة عسكريين من اصل مغاربي وثلاثة اطفال واستاذ في مدرسة يهودية. وكان مراح يستعد لقتل اثنين من الشرطة وعسكري اعتبارا من الاربعاء، بحسب مدعي باريس فرانسوا مولان.
واعتبر ساركوزي الجرائم "عملية تصفية ارهابية".

وفي مونتوبان اقيمت مراسم تكريم للعسكريين الثلاثة بعد ظهر الاربعاء بحضور الرئيس نيكولا ساركوزي ومرشحين اخرين للانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل وايار/مايو بينهم الاشتراكي فرنسوا هولاند.
ونقلت جثامين ضحايا المدرسة اليهودية وثلاثة منهم يحملون الجنسيتين الفرنسية والاسرائيلية الى اسرائيل حيث ووريت الثرى.

وقال غيان ان المشتبه به استهدف الاثنين المدرسة اليهودية حيث قتل بدم بارد ثلاثة اطفال ورجل بعدما عجز عن رصد هدف عسكري.
وبرر تصرفه مبديا تعاطفه مع الفلسطينيين ومعارضته لالتزام فرنسا العسكري في افغانستان وحظر النقاب.

وذكر المدعي العام ان الشاب كان من الجانحين الاحداث وقد ادين 15 مرة حين كان قاصرا، مشيرا الى انه ابدى منذ الطفولة "شخصية عنيفة" و"سلوكا مضطربا" وقد طرد من الجيش الفرنسي، ثم جنح الى الراديكالية في الاوساط السلفية وقام برحلتين "بوسائله الخاصة" الى افغانستان وباكستان حيث معاقل تنظيم القاعدة.

وتباهى المشتبه به خلال مفاوضاته مع الشرطة بانه تلقى تدريبا لدى تنظيم القاعدة وبانه واقف على تنفيذ مهمة لحساب التنظيم في فرنسا وانه "عمل دائما بمفرده".
ولم يبد مراح الذي كان يقفل على نفسه وهو يتفرج على مشاهد لعمليات اعدام "اي ندم" سوى انه "لم يوقع عددا اكبر من الضحايا".

واذا لم يربط اي عنصر بينه وبين تنظيم في فرنسا بحسب المدعي، فان المحققين سينظرون بدقة في علاقاته. ومن بين الموقوفين هناك شقيقه عبد القادر (29 عاما) الذي تعرض لمساءلات في اطار نقل جهاديين الى العراق.

وبدأ جدل يلوح في فرنسا حول مراقبة اجهزة الاستخبارات لهذه الشبكات الاسلامية المتطرفة. وكشف غيان نفسه ان محمد مراح كان تحت المراقبة منذ سنوات. وقد تم استدعاؤه في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 الى مركز الاستخبارات الداخلية في تولوز لاستجوابه بشان رحلته الى افغانستان وباكستان.

وصرح وزير الخارجية الان جوبيه "اتفهم ان يطرح سؤال حول وجود ثغرة لا بد من القاء الضوء على المسالة".
ودافع غيان عن عمل المحققين مؤكدا ان "ابداء اراء سلفية لا يكفي لاحالة احد امام القضاء". وشدد على انه "في مسيرة سلفيين من تولوز مثل مراح لم يظهر ابدا اي ميل جنائي"، مشيرا الى صعوبة مكافحة "فرد معزول".

وقدرت اجهزة الاستخبارات الغربية مؤخرا ببضع عشرات عدد هؤلاء الجهاديين العائدين من المناطق الحدودية بين باكستان وافغانستان وقد عاد عدد منهم الى فرنسا حيث تعود اخر اعتداءات اسلامية الى العام 1995 حين شهدت البلاد موجة هجمات بالقنابل.

واجمعت الصحف الفرنسية الخميس على ان تحول مراح الى الجريمة يشكل تحديا للسياسيين في فرنسا الذين يخوضون حملة رئاسية وان ما حصل في تولوز سيشكل منعطفا.
واستؤنفت الحملة الانتخابية منذ مساء الاربعاء اذ اتهم حزب ساركوزي هولاند ومرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبن ب"استغلال" الجرائم.

اوديل دوبيري
الجمعة 23 مارس 2012