تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد


تساؤلات حول مصير داعش بعد مقتل ابو بكر البغدادى






القاهرة -بلال تامر - استحق الرئيس الأمريكى والقوات الأمريكية الخاصة التهنئة على العملية الناجحة التي انتهت بالقضاء على أبوبكر البغدادى زعيم داعش، بعد الإعلان عن مقتله أكثر من مرة من قبل.

فالجرائم التى ارتكبتها جماعته شهدتها قارات عديدة، ابتداء من الهجوم الذى تعرضت له باريس فى تشرين ثان / نوفمبر قبل أربعة أعوام إلى قتل واستعباد الأيزيديين فى العراق.


 
ولا شك أن خبر مقتله أثلج صدور الكثيرين ممن تعرضوا لأذى مباشر أو فقدوا أحباء لهم على يد جماعته في أنحاء العالم.
ويشير دانيال ديبتريس محلل شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكى إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية/داعش/ كان بالفعل في حالة سيئة حتى قبل أن تقضى واشنطن على خليفته، وأنه من المؤكد أن القضاء على البغدادى يعد ضربة أشد قوة لجماعة تحاول جاهدة بالفعل إنقاذ نفسها.
وقال ديبتريس فى مقال نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية إن القضاء على البغدادى لم يكن أمرا سهلا؛ لكثرة مراوغته رغم مقتل الآلاف من رجاله، وأنه رغم ذلك ليس من الغريب مطلقا معرفة أن زعيم الإرهابيين نفسه كانيخطط لموته قبل قتله؛ فهذه هي طبيعة الأمور، وهى أنه طالما كان المرء على رأس أى جماعة مثل جماعته، فلا بد أن يُقتل إن عاجلا أو آجلا فى هجوم جوي أو على الأرض. ومثال على ذلك الكثير من قيادات القاعدة الذين تم القضاء عليهم فى السنوات العشر الماضية. كما أن قيادة داعش كانت تستعد للوقت الذي يتم فيه القضاء على ما سمى بخلافتهم، وقد تمثل رد فعل مقاتليهم فى التحول إلى تمرد تقليدى.
ويقدر البنتاجون أن هناك ما يتراوح بين 14 ألف و18 ألف من مسلحي داعش ما زالوا يمارسون نشاطهم فى العراق و سورية، وهي أعداد غير متوفرة لتنظيم القاعدة.
ومع ذلك، فإن مقتل البغدادى لا يعنى مطلقا النهاية الوشيكة لداعش كتنظيم. فقد شهدت الولايات المتحدة هذه اللحظة من قبل، ولنتذكر أبو مصعب الزرقاوي في عام 2006، وأبو ايوب المصري فى عام 2010، وأسامة بن لادن فى عام 2011. فقتل القائد الأعلى للجماعة لا يقتل الجماعة. وحقيقي أنه من المحتمل أن يتم بذل جهود للاتفاق على بديل للبغدادى، ومن الممكن أن يستغرق ذلك أياما، أو اسابيع، أو شهورا، لكن فى نهاية الأمر سوف تعلن داعش عن بديل للبغدادى.
من ناحية أخرى، نقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤولين وخبراء على موقعها على الانترنت قولهم إن داعش ما زال يمثل تهديدا فى سورية، لا سيما منذ هروب المئات من مقاتليه وأفراد عائلاتهم من أماكن احتجازهم أثناء توغل القوات التركية فى شمال شرق البلاد.
وقالت دانا ستراول، وهي مسؤولة سابقة فى البنتاجون، وهى الآن من كبار الزملاء فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى:"إنه من الغريب أن عملية التخلص من البغدادى نجحت رغم كل محاولات إدارة ترامب لجعلها أمرا أكثر صعوبة".
وأضافت"وكما أن مقتل بن لادن لم يؤد إلى القضاء على القاعدة، أتوقع أن التخلص من البغدادى لن يكون نهاية داعش".
وقال مسؤول كبير فى الإدارة الأمريكية لفورين بوليسي إنه تم تنفيذ الهجوم بعد عملية جمع معلومات معقدة قامت بها وكالة المخابرات المركزية بمساعدة القوات الكردية السورية، وغيرها من شركاء الولايات المتحدة فى المنطقة، من بينهم حكومة إقليم كردستان العراق.
ويعتبر مقتل البغدادى انتصارا لترامب وفريق الأمن القومي الذى قضى سنوات فى مطاردة أكثر إرهابي مطلوب فى العالم. ولكن المسؤولين والخبراء قالوا إن هذا الانتصار لن يمحو الضرر الذى نجم عن قرار ترامب فى مطلع هذا الشهر بسحب القوات الأمريكية من منطقة على الحدود التركية السورية، حيث ما زال الآلاف من مقاتلى داعش وأفراد عائلاتهم، موجودين فى مخيمات مؤقتة فى أنحاء المنطقة، تحت حراسة قوات سورية الديمقراطية.
وذكر مسؤولون أكراد وأمريكيون أن قوات سورية الديمقراطية قضت خمسة شهور فى تعاون مع الحكومة الأمريكية؛ لجمع معلومات عن أماكن تواجد البغدادى.
وقال الجنرال مظلوم عبدي قائد عام قوات سورية الديمقراطية لمجلة فورين بوليسى، إنه الأجنبى الوحيد الذي كان على علم بالهدف.
وقال عبدي إن النشاط العسكرى التركى على الحدود، وما أعقبه من دخول إلى شمال شرق سورية، أدى إلى تأخير العملية شهرا كاملا.
وقالت ستراول" لقد رفض ترامب تقديراتأجهزة المخابرات و لم يلق بالا لمعلومات سرية، وعرقل عملياتنا العسكرية بقرارته غير المخططة، مثل قراره الخاص بالانسحاب من سورية، وعامل العراق مرارا وتكرارا بلامبالاة، وبدا مستعدا لإنهاء العلاقة مع قوات سورية الديمقراطية قبل أسابيع قليلة".
وأضافت"مع ذلك فإن هذه العملية اعتمدت على المخابرات الأمريكية، وقواتنا فى سورية والعراق، والنجاحات المخابراتية للحكومة العراقية، وشبكة مخابرات قامت قوات سورية الديمقراطية بزرعها بناء على طلب الولايات المتحدة".
وقال مسؤول أمريكى كبير انتقد سحب ترامب المفاجىء للقوات من سورية، باستثناء مئات قليلة إنه كان "من الصعب للغاية" القيام بالعملية التى قضت على البغدادى بدون تواجد على الأرض.
وأضاف المسؤول"إن المعركة ضد داعش لم تنته...ونحن أقل أمانا بسبب سحب قواتنا من سورية".

بلال تامر
الاثنين 28 أكتوبر 2019